الأفوكادو والموز والقهوة من الأطعمة التي قد تختفي من حياتنا قريباً

لا نريد أن نكون مفرطين في التشاؤم، لكن يؤسفنا أن نخبركم أن هناك بعض الأطعمة المفضلة لديكم التي قد تختفي أو “تنقرض” قريباً، بما فيها القهوة، التي لا يستطيع معظمنا الاستغناء عنها في الصباح، والشوكولاتة التي تشكل خير رفيق لكثيرين منا في أوقات الاكتئاب والإحباط.
لكن، كيف؟ ولماذا؟ سنشرح لكم هنا بالتفصيل:
أطعمة قد تختفي قريباً

الشوكولا
وفقاً لما ورد في موقع mashed الأميركي، فإن الحيوانات ليست الوحيدة المهددة بالانقراض، فالدائرة تتوسع لتشمل عدداً من أطعمتنا المفضلة أيضاً، مثل الشوكولاتة على سبيل المثال.
وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فإن التغير المناخي قد يقضي على نبات الكاكاو، الذي هو أساس الشوكولاتة التي نعرفها، بحلول عام 2050.
ستُجبر حرارة الأرض المتزايدة مزارع الكاكاو على الأرجح على البحث عن مواطن أقل دفئاً في جبال غرب إفريقيا، والتي هي في أغلب الظن ليست صالحةً لزراعة المحصول.
وتتوقع الإدارة نفسها أن نحو 89% من الأراضي المستخدمة حالياً لإنبات وحصاد الكاكاو ستُصبح غير مناسبةٍ لذلك الغرض، بحلول منتصف القرن الـ21.

الأفوكادو
قد يكون هذا الخبر مفاجئاً، لكن الأفوكادو أيضاً مهدد بالاختفاء.
فالطلب العالمي على الأفوكادو لم يكن يوماً أعلى مما هو عليه اليوم، ويشكل هذا ضغطاً كبيراً على إنتاجه.
ومن جهة أخرى تُعتبر ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث يُنتج معظم محصول الكوكب من الأفوكادو، عرضةً لموجاتٍ من الجفاف والقحط، والمشكلة بالأساس أن الأفوكادو محصولٌ استوائيٌّ لكنه يُزرع في صحراء.
وحيث إن كل عامٍ جديدٍ في كاليفورنيا يبدو أنه الأشد حراً فقد لا يكون هناك شكٌ في أن الأمور تزداد سوءاً. وفيما يزداد تأثير التغير المناخي سوءاً فليس من العبث افتراض أن المنطقة ستصبح قريباً غير صالحةٍ على الإطلاق لزراعة الأفوكادو.

القهوة
اقترحت دراسةٌ أجراها باحثون بريطانيون ونيجيريون عام 2012 أنه بحلول عام 2080 قد يختفي 70% من مخزون حبوب القهوة العالمي.
في العام نفسه ستتقلص مساحات الأراضي الصالحة لإنتاج القهوة في استقرائهم لأحسن سيناريو بنسبة 38% (وستختفي بكاملها في أسوأ سيناريو).
خذ في الحسبان عامل قطع الغابات، وهو مشكلةٌ حقيقيةٌ ومتفاقمةٌ، تجعل من تلك الأرقام آنفة الذكر تبدو وكأنها شديدة التفاؤل.

الفول السوداني
لم يرحم التغير المناخي الفول السوداني أيضاً، وعلى الأرجح ستزيد تغيرات درجات الحرارة في المستقبل من سوء حالات القحط التي تدمر بالفعل إنتاجية المحصول، ومن ثم فإن الفول السوداني، الذي يحتاج إلى بيئةٍ شديدة الاستقرار لينمو، معرضٌ لخطرٍ كبيرٍ.
عندما يتعلق الأمر بزراعة الفول السوداني فإن انخفاض معدل الأمطار دون حدٍّ معينٍ يمنع البذور من الإنبات والنمو، وارتفاع الحرارة فوق حدٍّ معينٍ يُمكن أن يحرق البراعم.
كذلك فإن ارتفاع معدلات الأمطار عن حدٍّ معين يُسبب التعفن وغيره من الأمراض، ما قد يقتل المحصول بالكامل.
وفي كل الأحوال فإن هذه أخبارٌ سيئةٌ لمحبي الفول السوداني، ففي أحسن سيناريو ستجد سعره يرتفع خلال العقود التالية، أما في أسوأ سيناريو فإنك مقبلٌ على الأرجح على شبه انقراضٍ لمكسراتك المفضلة.
العسل (والكثير من الأشياء الأخرى كذلك).
يُعد الخطر المتنامي لانقراض النحل خطراً موثقاً بشكلٍ جيدٍ، وقد يكون وفقاً لـGlobal Research “أكبر خطرٍ يواجه الإنسانية على الإطلاق”.
سيكون لانقراض النحل الذي يلعب دوراً جوهرياً للأسف في إنتاج الفواكه والخضراوات عواقبه المدمرة، والتي قد تصبح كارثيةً على الإنسانية.
اختفاء العسل هو أحد تلك العواقب، إذ تسبّب انهيار مستعمرات نحل العسل، الذي لا يعرف العلماء سببه الدقيق، في اختفاء 30% من تعداد النحل في الولايات المتحدة خلال خمس سنواتٍ فقط، مدمراً نحو ثلث كل مستعمرات العسل في الولايات المتحدة بالكامل.
وبطبيعة الحال، فقد انخفض إنتاج العسل بشكلٍ حادٍ كذلك: في ولاية كاليفورنيا مثلاً انخفض إنتاج العسل إلى نحو النصف.
إذا اختفى النحل فسيختفي العسل كذلك، تلك ليست أنباءً سارةً، لكن فوق كل ذلك يمكنك أن تراهن على أن العديد من الأشياء الأخرى ستختفي معه، وذلك أسوأ بكثيرٍ جداً.

الموز
بدأ الأمر بمرض بنما، وهو مرضٌ فطريٌّ موطنه أمريكا الوسطى، تسبب في انقراض موز Gros Michel.
واليوم نشأت سلالةٌ مختلفةٌ من مرض بنما، اسمها Tropical Race 4، وهو مرضٌ فطريٌ آخر ظهر في ماليزيا في التسعينيات.
لا يحتاج المرض لأكثر من شجرة موزٍ واحدةٍ ملوثةٍ حتى ينتشر، وكل شيءٍ تماماً يستطيع أن يحمل هذا المرض (من الرياح إلى المياه الملوثة إلى السيارات الحاملة للموز الملوث).
انتشر المرض عبر جنوب شرق آسيا، وبلغ أستراليا وإفريقيا، مهدّداً بشكلٍ مباشرٍ مخزون العالم من الموز.
بدءاً من كانون الثاني 2016، كلف المرض شركةً واحدةً في موزمبيق 230 ألف نبتةٍ، ولا يزال يقتل نحو 15 ألف نبتةٍ أسبوعياً.
ولو زاد الأمر سوءاً فإن التأثير على النظام البيئي المحلي والنظام الاقتصادي سيكون كارثياً.
في أفضل الأحوال سيعني ذلك على الأرجح نهاية موز Cavendish، تماماً كما قضى مرض بنما على موز Gros Michel.
ضعْ في اعتبارك أن موز Cavendish نفسه يحل محل مجموعةٍ كبيرةٍ من أصناف الموز الأصغر، ويمكن القول إنك تنظر إلى نهاية الفاكهة ككل.

البرتقال
قد يواجه البرتقال، الذي يزدهر في الأجواء الرطبة الحارة لولاية كاليفورنيا، تهديداً بسبب التغير المناخي، لكنْ هناك أخطار أكثر إلحاحاً في الوقت الراهن.
يُعرف أسوأ تلك المخاطر بمرض هوانغ لونغ بنغ، أو مرض اخضرار الحمضيات. تحمل المرض حشرةٌ صغيرةٌ تعرف باسم بسيليد الحمضيات الآسيوية، وتتسبب في تفسخ البرتقال والتوائه إلى حدٍّ لا يمكن معه تناوله، وحتى الآن لا يوجد علاجٌ له.
نتيجةً للمرض ارتفعت أسعار البرتقال حول العالم، بسبب انخفاض إنتاجيته بنحو 14%. وبتفاقم الأوضاع توقع ندرةً مضطردةً للبرتقال في أنظمتنا الغذائية.

الحمص
يأتي العامل الأساسي في التهديد الذي يواجه الحمص من الإحصائيات الصاعقة وراء إنتاجه: يحتاج الأمر لما لا يقل عن 76 غالوناً من الماء لإنتاج علبةٍ واحدةٍ من الحمص.
ولأن الحمص يُنتج عادةً في بلادٍ حارةٍ تعاني عادةً من القحط، ولديها مخزونٌ مائيٌّ غير مستقرٍ فقد انخفضت إنتاجية تلك الدول من الحمص بالفعل خلال السنوات الماضية.
وفيما سيُصبح الماء أكثر ندرةً في المستقبل فإن الصندوق العالمي للحياة البرية يزعم أنه بحلول 2025 سيواجه ثلثا العالم نقصاً في المياه، وقد يحدث أن تجد هذه البلدان نفسها ببساطةٍ مضطرةً لاعتبار إنتاج الحمص وتصديره هدراً للمياه.

البطاطس
تواجه البطاطس مجموعةً من الأخطار في السنوات القادمة.
أحد تلك المخاطر هو التغير المناخي، فالبطاطس تزدهر في ظروف حرارةٍ معتدلةٍ، والاحترار العالمي في المناطق المنتجة للبطاطس سيخفض على الأرجح من إنتاجية المحصول بصورةٍ حادةٍ.
كذلك تحتاج البطاطس لكمياتٍ كبيرةٍ من المياه لتنمو بشكلٍ جيدٍ، لذا فإن انخفاض معدلات الأمطار أو القحط سيسبب على الأرجح ضرراً بالغاً للأراضي اللازمة لإنتاج البطاطس.
أخيراً فإن الأمراض والآفات يُتوقع أن تنتشر بتفاقم أزمة التغير المناخي.
في النهاية، ووفقاً لتقريرٍ من جامعة كاليفورنيا، يُمكنك أن تتوقع انقراض نحو سبعة أصنافٍ من البطاطس، مع توقعٍ لانخفاض حجم الإنتاج العالمي بنحو 37%، وتنخفض أعداد المحاصيل بنحو 34%.

السمك
لعل ذلك ليس مفاجئاً، فعلى الأرجح ليس خبراً جديداً أن العديد من أنواع الأسماك على شفا الانقراض، بسبب تشكيلةٍ واسعةٍ من المشكلات التي تؤثر على بيئاتها.
ونشرت BBC عام 2006 تقريراً جاء فيه أن أسماك البحر بشكلٍ عامٍ مهددةٌ بالانقراض خلال 50 عاماً، بسبب التلوث والصيد الجائر.
غير أنه على مستوى أكثر تخصيصاً فإن لديك قدراً كبيراً من الأسماك التي يستهلكها البشر حالياً تواجه تهديداً أكثر إلحاحاً بالانقراض.
يتضمن ذلك ثعبان البحر، وسمك الحدوق، وسمك القد الأطلسي، وسمك القاروص، وسمك الحفش والتونة ذات الزعنفة الزرقاء التي أصبح انقراضها وشيكاً.
وقد يقطع استزراع الأسماك شوطاً معقولاً في حماية تلك الأصناف، لكن إن لم يحدث تغيير جاد في الطريقة التي يستهلك بها البشر الأسماك ويعاملون بها المحيطات، فسيختفي الكثير منها قريباً جداً.

المصدر : وكالات

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى