البابا فرنسيس | وتستمر مأساة لبنان بلا خبز وتفقد الشباب الرجاء

أكد بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، خلال لقائه المشاركين في الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان، “إننا كنا نأمل ألا تكون هناك حاجة لتكرار كلمات مماثلة في الألفية الثالثة، ومع ذلك لا تزال البشرية تبدو وكأنها تتلمس طريقها في الظلام. شهدنا مذابح الصراعات في الشرق الأوسط وسوريا والعراق، وتلك التي تدور في منطقة تيغراي الإثيوبية، فيما لا تزال رياح مهددة تهب على أوروبا الشرقية وتشعل فتيل ونيران السلاح وتترك قلوب الفقراء والأبرياء باردة”.

ولفت إلى أنه “كذلك تستمر مأساة لبنان التي تترك العديد من الأشخاص بلا خبز، وفقد الشباب والبالغون الرجاء وغادروا تلك الأراضي التي هي البلد الأم للكنائس الشرقية الكاثوليكية، هناك تطورت وحافظت على تقاليد ألفية، والعديد منكم، أعضاء هذه الدائرة الفاتيكانية، هم أولادها وورثتها”.

وأشار إلى أنه “لهذا السبب، تناولت أعمالكم البشارة التي تشكل هوية الكنيسة في جميع أجزائها، لا بل دعوة كل معمد. وللرسالة علينا أن نضع أنفسنا”.

وكان مجمع الكنائس الشرقية، اختتم أعمال جمعيته العامة الجمعة الماضي، والتي كانت بدأت في الفاتيكان في التاسع عشر من الحالي، وتركزت على أوضاع الشرق الكاثوليكي في ضوء تعاليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في الذكرى السنوية الخمسين لانعقاده.

وسلط المجمع الضوء في البيان الختامي على التناغم الذي طغى على الأعمال، ولفت إلى أن الكنائس الشرقية الكاثوليكية تعاني صعوبات، ناجمة بنوع خاص عن أجواء الحرب والقيود المفروضة على الحريات الدينية وحرية العبادة والاضطهاد ونزيف الهجرة.

وشدد على تواصل الحوار بين أساقفة الكنيسة الجامعة من جهة والأساقفة والحبر الأعظم من جهة ثانية، مع العلم بأن البابا كرس قسطا من وقته صباح الخميس الماضي للقاء بطاركة ورؤساء أساقفة الكنائس الكاثوليكية الشرقية. وتناول قيمة التنوع في الوحدة التي تميز الكنيسة الكاثوليكية، إذ وجود الكنائس الشرقية المرتبطة بعلاقة شركة مع أسقف روما، يشكل غنى ينبغي أن يثمنه أبناء الكنيسة الجامعة ورعاتها.

وتوقف عند ظاهرة الهجرة التي حملت العديد من أبناء الكنائس الكاثوليكية الشرقية على الاستقرار في أوروبا والعالم بسبب الحرب في العراق والوضع في سوريا، بالإضافة إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني والجهود لولادة دولة تعددية جديدة في مصر.

وأكد المجمع في البيان الختامي على التزام الشرق الكاثوليكي في جعل الحوار بين الأديان معاشا في دول الشرق الأوسط، من خلال الشهادة للمحبة في مجال الرعاية والتربية بشكل يعود بالخير على جميع الأمم التي يشكل المسيحيون جزءا أساسيا من مكوناتها، وحيث يتواجدون منذ بداية البشارة بالإنجيل، أي قبل ظهور باقي الشعوب والمذاهب الدينية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى