الجميل | التسوية الحالية تسوية مصالح ونريد حل مشكلة السلاح

أوضح رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل أنَّه “لم يحبّذ طريقة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الخارج”، وقال: “لم أفعل كما فعل غيري، ولم أزايد على أحد. اتصلت بكل الأفراد في تيار المستقبل، لأضع نفسي في تصرفهم، ولم أكن أريد أخذ موقف قبل أن أعرف حقيقة ما يحصل مع الحريري”.

وفي حديثٍ لبرنامج “Interviews” عبر شاشة “المستقبل”، أشار الجميل إلى أنَّ “الرئيس الحريري خلال مقابلته التلفزيونية من السعودية، أكد تمسكه بالتسوية الحالية”، لافتاً إلى أنَّ “مشكلتنا مع التسوية هي أنها تسوية مصالح وليست مبنية على أي رؤية للبلد، وأنا معترض على التسوية وعلى الصفقات والمحاصصة التي حصلت، إضافة إلى أنَّ التسوية أدَّت إلى سيطرة حزب الله على القرار اللبناني، وأوصلته إلى مراكز القرار، وهذا القرار يغطي السلاح غير الشرعي”.

ورأى الجميل أنَّ “مشكلة سلاح حزب الله ليست إيديولوجية”، وقال: “ثمة ميليشيا مكونة من عشرات آلاف المقاتلين اللبنانيين، وهذه المليشيا أصبحت معادلة عسكرية في المنطقة”. وأضاف: “جميعنا نريد الإستقرار، إنما لا يجب أن يكون الأمر حجة لإجبار اللبنانيين على العيش تحت الوصاية. لم ننسَ ما حصل في السابع من أيار عندما استعمل السلاح في الداخل، وهو موضوع على الطاولة وقد يُستعمل في أي لحظة”.

واعتبر أنَّ “مشكلة سلاح حزب الله تركت 4 نتائج على حياة المواطن اللبناني، منها انعدام المساواة بين اللبنانيين، ما يخلق ردة فعل عند الآخرين، وهو ما يؤدي إلى التطرف”، مشدداً على أنه “ليس صحياً أن تكون هناك حالة من انعدام المساواة، ونرى نتيجة هذا السلاح قد انعكست على علاقة لبنان بالدول العربية والغربية”. وقال: “وجود ميليشيا تقاتل أينما كان في العالم، أمرٌ لا يساعد على بناء إقتصاد قوي”.

وتابع: “حزب الله لم يضع “فيتو” على إسم رئيس الجمهورية إنّما هو من اختار الرئيس”، مشيراً إلى أنّ “الحكومة الّتي شاركنا بها كان فيها توازن، وكان هناك إمكانيّة لتعطيل القرارات، أمّا اليوم فهذا التوازن مفقود”.

ورأى الجميل أنَّ “في مجلس الوزراء هناك استسلام، والقبول بأنّ يقرّر “حزب الله” مصير المعارك العسكرية بمفرده فيه استسلام”.

وقال: “مشكلتنا مع الصفقة السياسيّة والرضوخ لقرارات حزب الله، والصفقة اهتزّت عندما حصل فيها اختلاف على المحاصصة. ونحن نقوم بدورنا كمعارضة على أكمل وجه، ومشكلتنا ليست الجلوس مع “حزب الله” إنّما الإستسلام لقرارات الحزب. عندما كنّا في الحكومة، لم يكن رئيس الجمهورية مقتنعاً بسلاح “حزب الله” ولم يكن وزير الخارجية يجلس مع نظيره السوري وليد المعلم”.

وأكَّد الجميل أننا “نريد حلّ مشكلة سلاح حزب الله من خلال الجلوس معاً إلى الطاولة وليس بالقوة أو الذهاب إلى مشكلة. نريد حلّاً بالتفاهم وموضوع السلاح يجب أن يبقى قيد التداول”، داعياً إلى “الصمود وقول الحقيقة والإشارة إلى الخطأ ولنا الحقّ كشعب أن نؤشّر إلى المشكلة والقول إنّ ما نعيشه هو أمر غير طبيعي”.

ورأى الجميل أنَّ “النأي بالنفس أمر غير موجود في أي دولة في العالم، ولا شيء إسمه “نأي بالنفس”، موضحاً أنّ “الحياد ليس له علاقة بإسرائيل لأنّ الدفاع عن النفس مشروع، إنّما الحياد هو اتجاه دول لا علاقة لنا بمشاكلها وصراعاتها. الدفاع عن الحدود من واجبات الدولة الدفاعية ومن واجبات الجيش للدفاع عن سلامة الأرض اللبنانية”، مطالباً بـ”السيادة وتحييد لبنان عن الصراع العربي الإيراني، والحياد يعطي حماية دولية”.

وأوضح الجميل، أنّ “أوّل وسيلة للحياد هي الجيش اللبناني، ثانيّاً الحماية الدولية، وثالثاً عدم إعطاء حجّة للآخرين بالهجوم علينا، لأنّ ذلك ليس من مصلحتهم”، معتبراً أنّ “انسحاب “حزب الله” من اليمن لن يحلّ مشكلة لبنان، لذلك المشكلة الأساسية هي السيادة، ورئيس الجمهورية ليس حرّاً بتشريع الأمر الواقع”، مؤكّداً “أنّنا عرضة للعقوبات لأنّ الدولة أصبحت تتبنّى ما يقوم به “حزب الله”، وأصبحت الدولة شريكة والعقوبات ستطال جميع اللبنانيين، وهذا الأمر الخطير الّذي وصلنا إليه ويشكّل خطراً على الإستقرار الإقتصادي والمالي لجميع اللبنانيين”.

وقال: “رفضنا لموضوع السلاح غير الشرعي عمره 80 سنة منذ أن وُجد حزب “الكتائب”، وموقفي من السلاح انتُخبت على أساسه نائباً وأخي اغتيل دفاعاً عن السيادة فهذا الموضوع لا يتغيّر عندنا”.

وشدّد على أنّ “موقفه من موضوع السلاح لا يتغيّر أيّاً كان موقف السعودية، وذلك لأنّنا نؤمن بسيادة لبنان واستقلاله، ولا أجندة لنا غير الأجندة اللبنانية؛ والكلام نفسه قلته في السعودية وروسيا والإمارات والأردن”. وقال: “عندما غادرت الى السعودية، كان انطباعي انّهم يريدون أن يتعرّفوا عليّ، فلم يطلبوا شيئاً ولم يسلّموني أي رسالة، وأبلغتهم وجهة نظرنا كمعارضة وأسباب رفضنا للصفقة، وأكّدت لهم أنّ الموقف الصادر عن الدولة لا يمثّل كلّ الشعب، وتمنّيت عليهم ألّا يدفع الشعب المقيم أو المغترب ثمن السياسى الّتي تتّبعها السلطة”.

(لبنان 24)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى