الحريري يبلع إهانة ترامب: لا تفرضوا عقوبات جديدة.. فعّلوا القديمة!

كتبت صحيفة “الأخبار”: أُريد لزيارة رئيس الحكومة لواشنطن أن تكون تاريخية، أقلّه إعلامياً ودعائياً، فكانت كذلك بالفعل لجهة كمّ الإهانات التي تلقّتها الدولة اللبنانية والصمت الرسمي المدوّي تجاهها ودعوة الحريري واشنطن إلى تطبيق أكثر فعالية للعقوبات المفروضة على حزب الله، بدل فرض أخرى جديدة
أهان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدولة اللبنانية وجيشها وشعبها أمس، بحضور رئيس حكومة لبنان ووزير خارجيته، فشكره سعد الحريري وابتسم له جبران باسيل بمودّة!
في اليومين الماضيين، سمع متابعو زيارة الوفد اللبناني الرسمي الى واشنطن رئيس الحكومة يشكو هموم البلد للرئيس الأميركي ويطلب منه المساعدة، وسمعوا ترامب يمنّن ويعِد ويهين، ثم شاهدوا صمتاً رسمياً مدوّياً لم يتنبّه له سوى الصحافيين الغربيين.

وفي نهاية اللقاء (مع ترامب)، الذي سعى فريق الحريري الإعلامي إلى تصويره كحدث “تاريخي” ومدعاة للفخر، تجاهَل الضيوف اللبنانيون الصفعات التي تلقوها من مضيفهم، وتهافتوا لالتقاط الصور معه كما يفعل أولاد العيد المبتهجين في أحضان الدمى المتحركة العملاقة.
أن يقول دونالد ترامب في حضرة ممثلي الحكومة اللبنانية إن “لبنان هو في الخطوط الأمامية لمحاربة داعش والقاعدة وحزب الله” وأن لا يصحح له ضيوفه اللبنانيون الأمر، فتلك إهانة للدولة اللبنانية ولجيشها. أن يتوجّه الرئيس الأميركي أو أي رئيس آخر بكلام إلى ممثلي الدولة اللبنانية يدافع فيه علناً عن إسرائيل وأن يفهمهم ضرورة الحرص على أمنها وأن يصمت هؤلاء في المقابل، فتلك إهانة لتضحيات اللبنانيين منذ عشرات السنين. أن يصرّح رئيس أميركي أمام وفد لبناني رسمي، خلال الذكرى السنوية لعدوان تموز وفي عزّ احتدام المعارك مع مجموعات إرهابية على الأراضي اللبنانية، أن المقاومة وشركاءهم في الحكم “هم تهديد للشعب اللبناني وللبنان والمنطقة”، فتلك إهانة ارتضاها الوفد اللبناني للدولة التي يمثّلها.
رغم وقاحته لم يستفزّ كلام ترامب أحداً من اللبنانيين الحاضرين، لا سياسيين ولا حتى صحافيين، لدرجة توحي بوجود خلل في الترجمة، أو أن الوفد اللبناني لا يفهم الإنكليزية جيداً. هل تعوّد المسؤولون اللبنانيون بلع الإهانات بسهولة إلى هذا الحدّ؟ بِمَ كان المستشارون الحكوميون مشغولين عندما ارتكُبت تلك الأخطاء علناً بحق لبنان وتاريخه وصورته، فلم يسارعوا إلى تصحيحها في بيان رسمي عقب المؤتمر؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى