الحريري “يفسِّد” لفرنسا | الأميركيون يعرقلون التشكيل

بعد أكثر من أربعين يومًا على استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، وبعد احتراق أكثر من مرشّحٍ لرئاسة الحكومة على طريق التكليف، يبدو أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يتّجه لعقدِ الإستشارات النيابيّة الملزمة الإثنين المقبل من دون أيّ تأجيل، في ظلّ حديثٍ عن رغبة الحريري بإعادة ترؤسه الحكومة رغم إدلائه بتصريحات علنية تناقض هذه الأجواء.

مصدرٌ مواكبٌ للإتصالات الحاصلة، يكشف لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ الحريري طلبَ من الفرنسيين رسميًّا قبل انعقاد مؤتمر دعم لبنان في باريس، السعي لدى “الأميركي” لتليين موقفه الرافض لمشاركة حزب الله في الحكومة الحالية، ولو كانت تقتصر في الظاهر على وزير دولة يسمّيه الحزب.

حيث أنّ الإتصالات الحاصلة، تعكس عدم رغبة الحريري بالمماطلة أكثر في موعدِ الإستشارات النيابيّة، ولاسيّما أنّ الطريق بات معبّدًا أمامه للعودة، بعد تأمين الغطاءِ السني المناسب له أكان من رؤساءِ الحكومات السابقين أم من المفتي نفسه،

وكذلك تأكيد حزب الله وحركة أمل أكثر من مرّةٍ، في اللقاءات العلنيّة وغير العلنيّة، رغبتهم بتسمية الحريري نظرًا لقدرته على التواصل مع الغربِ إضافةً الى تجنّبِ تحريكهِ للشارعِ السني وجرِّ البلاد نحو ما ليس بقدرة اللبنانيين على تحمّله.

من جانبهِ، إتَّخذَ التيار الوطني الحر قراره شبه النهائي بالبقاءِ خارج الحكومة المقبلة، وهو لهذا لن يسمّي سعد الحريري في استشارات يوم الإثنين المقبل.

وجهةُ نظرِ “التيّار”، تعتبر، أنّ “الحريري ليس رجل المرحلة الحالية غير التقليدية، هو التقليدي المؤمِن بالإقتصادِ الريعي والذي يُعدّ عائقًا أمام حلول الخروج من الأزمة الحالية”.

وبحسب وجهة نظر “لبنان القوي”، فإنّ الحريري هو شخصيّةٌ في ذروة عطائها تؤخِّر وقوع المشاكل ولا تحلّها، فكيف اليوم وهو متجهِّم الوجه غير المتعاون كما بدا في عرضِ عيد الإستقلال وفي مختلفِ لقاءاته منذ الإستقالة.

موقفُ التكتل، يعارضه هذه المرّة حليفه الأساسي حزب الله، الذي يسعى لمشاركة التيار الوطني الحر تأمينًا لميثاقيّة الحكومة التي وإن لم يدخلها المكوّنات المسيحية لن تقوم لها قائمة.

ما برَزَ أيضًا على هذا الصعيد، كان إبلاغ رئيسِ مجلس النواب نبيه بري وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل رغبته بمشاركة “التيّار” في الحكومة وعدم بقائه خارجها، وذلك عبر رسالةٍ شفهيةٍ نقلها النائب سليم عون.

حزب الله اليوم، هو السّاعي لإطفاءِ نارٍ أشعلتها استقالة الحريري من دون أن تحترق معها مسلّمات أساسية، الميثاقية ورغبة الشارعِ السني والوضعِ الإقتصادي الدقيق.

وبين تمنُّعِ الحريري وهو راغبٌ بالتكليفِ، وبين مساعي حزب الله لضمان التأليفِ، هل سيكون للبنان حكومة منتِجَة بالفعل أم أنّ الفراغَ سيطول على وقعِ تصاعدِ حدّة الأزمة الإقتصاديّة؟

المصدر : ليبانون ديبايت

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى