الطبيب اللبناني وسيم بلان | ‘وجودنا في الخطوط الأمامية لمكافحة كورونا في الاغتراب ليس بطولة بل واجباً….

الى “جيش” محاربة كورونا في أميركا، انضم الطبيب اللبناني الاختصاصي في الأمراض الجرثومية عند الأطفال وسيم بلان، مخاطراً بحياته كما غيره من زملائه من أجل شفاء المرضى والسيطرة على الفيروس الذي ظهر فجأة. على الجبهة، حاضر في الليل والنهار وهمه الأول صحة الناس، فابن بلدة جباع واحد من لائحة تطول للبنانيين رفعوا اسم وطنهم عالياً في الاغتراب.

“ليست بطولة”

تخطت أميركا بحسب ما تظهره بيانات جامعة جونز هوبكنز الـ700 الف إصابة بالفيروس، فيما توفي ما يزيد عن 34 ألفاً. وعلى على جبهة ولاية أريزونا، يحارب الدكتور بلان، هو الذي قدم الى أميركا قبل 19 سنة، لمتابعة دراسته، حيث قال: “بعد أن أنهيت دراسة الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، قصدت الولايات المتحدة حيث تخصصت في طب الأطفال ومن ثم الأمراض الجرثومية”.

وأضاف أن “ظهور فيروس خطير، وكان متوقعاً من قبل المختصين في الأمراض الجرثومية، وذلك يعود الى تاريخ هذه الأمراض، لذلك توقعنا ظهور فيروس له علاقة بالجهاز التنفسي والذي هو في العادة من عائلة كورونا، حيث سبق أن ظهر سنة 2003 السارس وسنة 2012 فيروس ميرس، وإن كنّا بالتأكيد لا نفضّل أن نكون في الوضع الحالي”، لافتاً الى أن “عدداً كبيراً من الأطباء اللبنانيين تأهبّوا لمواجهة كورونا والقضاء عليه، فمن يختار مهنة الطب عليه أن يتوقع بأن المشوار صعب، ووجودنا في الصفوف الأمامية ليس بطولة أو فرضاً بل هو واجب، فنحن نعلم أننا سنمرّ بظروف قاسية خلال تأدية دورنا وعلينا التكيّف مع ذلك”.

وضع تحت السيطرة
“ألزم ظهور فيروس كورونا ضرورة التحضير لكيفية معالجة المشاكل المترتبة عنه”، وفق بلان الذي شرح أنه “كان لدينا نقصٌ في الكمامات والملابس الوقائية وفي الفحوصات، لكن الآن الوضع أفضل، وقد أصيب بالفيروس نحو 3000 شخصاً في الولاية”. وعما إن واجه الأطباء في أميركا مشكلة نقص الات الأوكسجين ووضعهم أمام خيار تفضيل مرضى على بعضهم الآخر،

أجاب “كلا، وضعنا أفضل من باقي الولايات، الحال لدينا لا تشبه ما يحصل في نيويورك وايطاليا حيث تدفق عدد هائل من المصابين في الوقت عينه، وذلك يعود الى اتخاذ قرار الحجر المنزلي باكراً، والى الآن عدد المصابين في اريزونا لا يفوق قدرتنا، لكن هناك حذر من تفاقم الوضع، لذلك الحجر المنزلي مستمر، ولا يسمح لاحد بالخروج الا اذا كان يعمل في مهنة تفرض ذلك كالطب والتمريض”.

تفسير وتوضيح

الخطورة في كورونا، كما أكد الدكتور بلان تكمن في “سرعة انتشاره”. وشرح أن “عائلة كورونا نراها عادة خلال السنة لكن هذا الفيروس جديد وقد أثّر انتشاره السريع على الجهاز الطبّي اذ لم تستطع المستشفيات تحمل العدد الهائل للمصابين وهنا تكمن المشكلة الكبرى، وكما يبدو فان نسبة الوفاة بسبب الفيروس أعلى من نسبة الوفاة بغير أنواع من الفيروسات التي نراها خلال فصل الشتاء،

كما بدأ يظهر بشكل أوضح أن أكثرية المشاكل ليست من الفيروس بحد ذاته، وإن كان المسبب ببدء المرض، لكن المشكلة تكمن في جهاز المناعة الذي يقوم بردة فعل أقوى من اللازم، ما يؤثر على الرئتين وباقي أعضاء الجسم، ما يؤدي الى حاجة المرضى الى العناية الفائقة ووفاة بعضهم”، مشيراً الى أنه “كما تبيّن أن الفيروس يؤثر على كبار السن ومن لديهم أمراض مزمنة كالسكر وضغط الدم والسمنة الزائدة أكثر من تأثيره على الأطفال على الرغم من وفاة عدد قليل منهم بسبب كورونا، وهذا يعود بجزء منه الى مناعتهم التي تقوم بردة فعل مسيطر عليها أكثر”.

كان من المفترض أن يكون دكتور بلان في وطنه لبنان هذا الأسبوع، حيث اعتاد على زيارته مرتين في السنة، الا أن المعارك التي يشنها مع زملائه على كورونا حالت دون ذلك، ويبقى أمله أن “تتم السيطرة على الفيروس عما قريب”. والى حينه نصح الجميع “بالتزام الحجر المنزلي”.

المصدر : النهار-اسرار شبارو

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى