الطفل حسين، ابن عبا (النبطية) المصاب بسرطان الدم سيحقق حلمه ويلتقي النجم العالمي رونالدو

كتبت النهار اللبنانية : لم يكن الولد حسين قاووق المصاب بمرض سرطان الدم يعلم انه عندما يستيقظ من “قيلولة” بعد الظهر، سيرى فريقه المفضل #ريال_مدريد يسقط أمام غريمه التقليدي #برشلونة 0-3، يوم السبت 23 كانون الأول الماضي، في “الكلاسيكو” الاسباني الأخير.

حسين عرف بالنتيجة. استيقظ وملامح وجهه غاضبة، لم يستطع ان يتقبّل سقوط ناديه الاحب على قلبه، فحمل هاتفه وبدأ بتسجيل الرسائل “من حرقة دمو”، والابرز كانت “رونالدو معذب الناس”.

“زعبرو على رونالدو”. “ما عطو ضربة جزاء”، بهذه الكلمات واسى الوالد حسن نجله، حين رآه غاضباً من النتيجة، ووقف إلى جانبه حتى هدأ.

عشق الطفولة

بدأ حسين (مواليد 10\03\2013) متابعة #كرة_القدم منذ أبصرت عيناه النور. فيذهب مع والده إلى الملاعب، بينما يتابع المباريات الدولية على التلفزيون، خصوصاً ريال مدريد ورونالدو.

المفاجأة ان الوالد يحب برشلونة، لكن عشق نجله لريال مدريد، وخوفاً على “زعلو” حين يخسر “الملكي”، تحوّل حسن من مشجع برشلوني إلى مدريدي ليتعاطف مع “الملك الصغير” حسين حينما يسقط رونالدو ورفاقه.

حسين الولد الذكي والناجح، أرجأ دراسته هذا العام، لضعف مناعته أحياناً، إضافة لتلقي العلاج في مركز سرطان الاطفال “السان جود”، منذ نحو 5 أشهر، لكن اكتشاف المرض كان منذ 9 أشهر، وهو سيعود أقوى بعد الشفاء، حيث أنهى مرحلة الروضة الأولى بنجاح، بانتظار ان يتابع واجباته المدرسية، ويحقق حلم والده بان يكون لاعباً مثل رونالدو وأفضل.
قد يكون حلم رونالدو مرتبطاً بموهبة حسين، الموجودة فعلاً، لكن حلم “الملك الصغير” سيتحقق قريباً بزيارة ملعب سانتياغو برنابيو لمشاهدة رونالدو ورفاقه والتقاط الصور معهم.

وتضامن الوالد، الذي يعمل في صالون حلاقة، مع نجله لحظة اكتشاف المرض، فقص شعره مثله.

لماذا لم يشجّع برشلونة؟ يجيب الوالد: “لا أعرف صراحة، حين أسأله هذا السؤال يقول لي: “ميسي منّو لعّيب”، “برشلونة منّو قوي”. أنا بحب ريال مدريد”.

“غرامو السيارات”

عدا عن ان حسين يحب مشاهدة كرة القدم ومتابعة ريال مدريد، فإنه أيضاً يمارس اللعبة في البيت، بعدما اشترى له والده كرة ويشاركه اللعب كلما شاءت الظروف، ليجد الابتسامة على وجهه كلما سجل هدفاً في مرمى الوالد، ويحتفل كرونالدو.
عشق حسين لم يكن كرة القدم فقط، وإنما كمعظم الشباب، فإنه يعشق رياضة السيارات، وهو الذي يعرف كل الأمور المتعلقة بأي سيارة كانت، حيث يتابع التفاصيل والمعلومات على هاتفه من خلال “يوتيوب”، الذي يمثل له مصدراً لتلبية متطلباته ومعرفة كل ما يتعلق برونالدو وريال مدريد.

حسين، من بلدة عبا في محافظة النبطية الجنوبية، يعيش بين المنزل ومركز العلاج، حين يتطلب الامر، كما انه يزور مدرسته (التربية والتعليم في الدوير) كل فترة للقاء أصدقائه وأساتذته، حيث تجمعهم علاقة مميزة وخاصة، ودائماً ما يسألون عنه.

ولحسين، الذي يعشق النجمة اللبناني خصوصاً بعد رؤية نجم الفريق ومدربه السابق جمال الحاج والنجم الحالي للفريق حسن معتوق العام الماضي في بلدته، شقيقة إسمها فاطمة (9 سنوات)، بانتظار ان يصبح عدد الأولاد ثلاثة في الأسابيع المقبلة.

ويتمنى والد حسين، الذي سيرافقه إلى مدريد، الشفاء العاجل لنجله وكذلك لكل الأطفال الذين يعانون المرض نفسه، شاكراً جمعية “سان جود” على كل الجهود التي تبذلها، وكذلك كل من ساهم في تحقيق حلم “الملك الصغير” لرؤية رونالدو، ومنهم الاعلامية سمر أبو خليل، ورئيسة رابطة ريال مدريد في لبنان براءة الحسن.

كيف حصل الاتفاق؟

تقول الحسن ان حسين ولد من حقه ان يحقق حلمه كما كل الأولاد، وتضيف: “تواصلت مع إدارة النادي بعد معرفتي بعشقه لريال ورونالدو ووضعه الصحي، وبعد أسبوع وصل الرد بدعوة رسمية إليه لزيارة النادي”.

وتضيف: “اللاعبون بانتظار وصول حسين، والنادي سيتكفل بكل الأمور المالية، والتنسيق يتم من خلالي، بانتظار تأكيد موعد السفر”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يحقق فيها ريال مدريد حلم طفل لبناني، حيث سبق ان تجاوبت الإدارة مع عمل انساني آخر، يتمثل بالولد حيدر مصطفى، الذي فقد والديه في تفجير برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت منذ عامين.

عبد الناصر حرب – النهار اللبنانية

https://www.facebook.com/RM4lebanon/videos/2000028803548240/

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى