الفرصة الأخيرة أمام التشكيل… الأمل مفقود والبلاد الى الانهيار الكلي

تتجه البلاد سريعاً نحو الانهيار الشامل، فلا دواء ولا فيول ولا كهرباء وقريباً لا انترنت، في وقت، لا يزال الملف الحكومي عالق في عنق زجاجة التعطيل وحل معضلة الوزيرين المسيحيين التي تشكل العقدة الاساسية التي تحول دون التأليف، في حين تتجه الأنظار الى عين التينة، والخطوة المقبلة التي من الممكن ان يقدم عليها الرئيس نبيه بري لناحية الاستمرار في مبادرته أو اعلان انتهائها والخروج من دائرة البحث عن الحل.

أسبوع فاصل
وسط هذه الأجواء، وعلى الرغم من استئناف جولة المفاوضات الجديدة برئاسة الرئيس نبيه بري، ثمة معطيات جادة للغاية تشير الى ان الأسبوع الطالع سيكون فعلا أسبوعاً حاسماً بين آخر حظوظ مبادرة بري للإقلاع ومعها الفرصة الأخيرة لتشكيل الحكومة وفق توزيعة الـ 24 وزيرا واستنباط حل للعقدة الأخيرة (المفترضة) أي بت مشكلة تعيين الوزيرين المسيحيين، وبين مروحة “الخيارات الأخرى” التي باتت تدور حولها التكهنات بكثافة بدءاً باحتمال اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري مروراً برفع لواء حكومة الانتخابات وانتهاء باستقالات نواب كتل وازنة من شأنها ان تفتح الباب امام الانتخابات النيابية المبكرة .

وكشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان الاتصالات الجارية لتنفيذ مبادرة الرئيس نبيه بري ما تزال تراوح في دائرة رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يفاوض باسم رئيس الجمهورية، تسمية الرئيس المكلف سعد الحريري للوزيرين المسيحيين، برغم كل محاولات تخطي هذه العقدة من قبل الثنائي الشيعي الذي يتولى التواصل مع باسيل بهذا الخصوص. واشارت المصادر إلى ان الاخير يرفض باستمرار اي طرح وسطي ويتقلب بشروطه، وكأنه يضع المبادرة في طريق مسدود لقطع كل الطرق امام الرئيس المكلف ليمضي قدما باتجاه التأليف.

وفي هذا الاطار، أكدت مصادر مطلعة لـ”الأخبار” أن البطريرك الماروني بشارة الراعي كان سمع من رئيس الجمهورية موافقة على صيغة تسمية الحريري لوزيرين يوافق عليهما الرئيس، لكن باسيل هو الذي رفض هذا الحل، على اعتبار أن في ذلك تثبيتاً للمثالثة التي يرفضها المسيحيون.

وكانت تقارير اشارت إلى أن الحريري أبلغ بري أنه يُعطي تشكيلة الـ 24 وزيرًا الموزعة وفق ثلاث ثمانيات فرصة أخيرة، وإذا لم يُقبل بها سيذهب للاعتذار واستقالته وكتلته من مجلس النواب .

ونُقِل عن بري قوله إنه أعطى “سعد وجبران مهلة أسبوع أخير، وبعدها سيكون لي حديث آخر”.

وفي هذا الاطار، ولفتت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنه ينتظر أن تتحرك اتصالات معينة بالملف الحكومي ضمن فرصة جديدة مع العلم ان الجميع يكاد يجزم أن الأمل ضئيل بأحداث شي جديد. وقالت المصادر إن هناك استياء عبر عنه الوسطاء لعدم التجاوب مع المساعي التي انطلقت والتي كان بأمكانها أن تتطور ايجابيا بعدما لمس هؤلاء وعودا بالتجاوب مع المساعي ضمن نوع من حل وسطي.

المجتمع الدولي على الخط
هذا داخلياً، أما خارجياً فقد نقلت مصادر سياسية رفيعة أجواء تفيد بأنّ المجتمع الدولي بات يتعاطى مع الملف اللبناني على أنه “حالة ميؤوس منها”، وبالتالي فإنّ “الاتصالات والطروحات المتداولة بين عواصم القرار أصبحت تنحصر في البحث بكيفية تجنيب الدولة اللبنانية خطر الانهيار المؤسساتي التام، والإبقاء على الحد الأدنى من جسور الإمدادات الغذائية والطبية للشعب اللبناني”.

وفي وقت لا تزال باريس تتمسك ببصيص الأمل المتأتي من “عين التينة” بغية تشكيل حكومة المهمة الإنقاذية، غير أنّ رهان الإدارة الفرنسية على هذه المبادرة “لن يصمد طويلاً”، بحسب المصادر نفسها، لا سيما وأنّ المعلومات المستقاة من خط التواصل الفرنسي – اللبناني تفيد بأنّ المسؤولين الفرنسيين منحوا المسؤولين المعنيين “فرصة أخيرة” للتوافق على صيغة الـ24 وزيراً، وإلا فإنّ الموقف سيتبدّل باتجاه دعم طرح تأليف “حكومة انتخابات تدير المرحلة الانتقالية الفاصلة عن الاستحقاق النيابي، سواء تم بتوقيته الدستوري المقرر في أيار من العام المقبل أو جرى التوافق على تقريب موعده وإجراء انتخابات مبكّرة”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى