الحريري “عائد قريباً” | العودة عن استقالتي مرتبطة بـ”النأي بالنفس”

أكَّد رئيس الحكومة سعد الحريري أنَّ “استقالتي كانت لمصلحة لبنان واللبنانيين، وأنا من كتب رسالة الاستقالة لأنني أردت إحداث صدمة إيجابية شكلت دفاعاً عن اللبنانيين في الخليج وأوروبا لإظهار خطورة الوضع”، وقال: “أنا مع التسوية ولست متوجهاً ضد أي فريق لا سيما حزب الله، ولكن لا يحق له تخريب البلد”.

وفي أول إطلالةٍ منذ استقالته الأسبوع الفائت، أشار الحريري في مقابلةٍ على “قناة المستقبل” من الرياض، إلى أنَّه “مهدد من زمن بعيد، والنظام السوري يهدنني وكذلك داعش والنصرة، وهناك الكثير من الأفرقاء يرفضون وجودي. لذكل، كان من الواجب عليَّ تشكيل شبكة أمان لا يمكن خرقها. وبهذا، يمكنني مغادرة المملكة في أي لحظة ولكنني أقوم بترتيبات أمنية لأعود بأمن وأمان الى لبنان”.

وقال: “ما يجري إقليمياً خطر على لبنان، ونحن لسنا ضد حزب الله بالمنطق”، وسأل: “هل يسمح للأحزاب اللبنانية بأن تلعب دوراً خارجياً”. وتابع: “استقرار لبنان من النواحي كافة أساسي للسعودية، ولن أسمح بأن يشن أي طرف حرباً على لبنان، كما نرفض أن تأخذنا إيران إلى محور ضد الدول العربية”.

وأضاف: “هناك فريق في لبنان يحاول ضرب الاستقرار الخليجي، ولا يمكن القول بأن صاروخ الحوثيين باتجاه الرياض أمر طبيعي، ولن أتحمل مسؤولية أخذ لبنان الى الخلافات مع الدول العربية”.

الإلتزام بالنأي بالنفس

وعن إمكانية عودته عن استقالته، شدَّد الحريري على أنَّه “عائد إلى لبنان للتأكيد على الاستقالة”، ولكنه “ربط عودته عنها بالتزام الأطراف اللبنانية كافة بسياسة “النأي بالنفس” عن كل أزمات المنطقة”، معتبراً أنَّ “مصلحة لبنان بالنأي بالنفس وأن ننظر الى الداخل اللبناني ونبني بلدنا”. وقال: “لست في صدد معاداة أي طرف في لبنان، ولم يُطلب مني إلا النأي بالنفس والحياد عن كل صراعات المنطقة”.

وقال: “هناك نحو 400 ألف لبناني في دول الخليج، وأنا مسؤول عن كل اللبنانيين الذين سيتضررون في الخارج إذا تبع لبنان محوراً معيناً”. وتابع: “مصلحة لبنان بالنأي بالنفس وعودة الحوار على أن يتضمن عرض للمصالح وعرض للمشاكل لنتوصل إلى الحلول للأزمة”.

العلاقة مع عون

وعن العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قال الحريري: “علاقتي ممتازة بالرئيس عون وسيجمعني حوار طويل معه عند عودتي لننظر في كيفية استكمال تسويتنا وننأى بأنفسنا، وكلنا تحت سقف القانون والدستور في لبنان، لذلك معه حق الرئيس عون بطلبه ان اقدم الاستقالة أمامه، فهو يتمسك بالدستور وعلينا جميعاً احترام هذا الامر وحقه أن يقبل أو يرفض الاستقالة”.

وقال: “عون رجل محب فعلاً والعلاقة معه بنيت على الصدق، وسأعود قريبا كي نقود حوارا من أجل مصلحة لبنان ومصلحة الدول العربية”.

العودة إلى لبنان

وأكّد الحريري أنه سيعود إلى لبنان باليومين القادمين، وقال: “سأرعود وأنا جاهز للتضحية ولكن سأضحي بشروط. سأتحمل المسؤولية وسأعود إلى لبنان وكي أحمي كل طوائف لبنان علي أن أحمي نفسي”.

وأضاف: “يمكنني مغادرة المملكة في أي لحظة ولكنني أقوم بترتيبات أمنية لأعود بأمن وأمان الى لبنان. أتمنى أن يكون الإجماع الحاصل لنضع مصلحة لبنان أولا وفوق كل اعتبار”.

حملة الفساد واستقالتي “صدفة”

إلى ذلك، لفت الحريري إلى أنّ “مسألة اعتقال الأمراء بتهم الفساد واستقالتي صدفة ليس أكثر”، مؤكداً أنَّ “هذه المسألة هي شأن داخلي سعودي ونتمنى أن نحارب الفساد في لبنان أيضاً”.

وأكَّد أنَّ “أي حديث عن أنني شاهد في ملفات الفساد هو مجرد كلام عارٍ عن الصحة، والمملكة قادرة على مكافحة الفساد بفضل نظامها القضائي العادل”.

رسائل إلى حزب الله

إلى ذلك، رأى الحريري أنَّه “على حزب الله إدراك مصلحة لبنان العليا وهي المحافظة على علاقاتنا بجميع الدول، ونقول له إننا مع دورهم السياسي ونحن مع الشيعي وكل الطوائف، ومصلحتنا في لبنان الوحدة الوطنية ولكن ليس لصالح محور معين”.

وأضاف: “لبنان يجب أن يكون المصلحة الأولى والأخيرة للجميع، لذلك أتمنى على اللبنانيين تقبل الصدمة الإيجابية لاستقالتي، وسأعود إلى لبنان للعمل على تسوية حقيقية نهائية مع “حزب الله” بالموضوع الاقليمي، وكذلك إقليمياً يمكن الوصول إلى حل لسلاح حزب الله”.

وعن كلام مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على أكبر ولايتي في بيت الوسط، أكَّد الحريري أنَّه “لم يتضمن تهديداً لي، ووجهت كلاماً واضحاً له بعدم قبولنا بتدخل إيران بالدول العربية”.

العلاقة مع السعودية

وتوقف الحريري عند علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية، وقال: “السعودية تريد الخير للبنان في كلِّ شيء، وهي لم تتدخل يوماً بشؤونه. هناك بعض الملفات نختلف حولها مع السعودية، والمصالح التي تربطنا هي التي تجمعنا”.

وتابع: “للمملكة موقف من حزب الله، وقد تطور بعد تدخله في اليمن. السعودية تحب بيروت ولكنها لن تحبها أكثر من الرياض”.

وأضاف: “الملك سلمان يعتبرني كأبنه، وولي العهد يكن لي كل الإحترام، ومنذ وصولي إلى السعودية وأنا موجود في بيتي وليس في أي مكانٍ آخر”.

وعن زيارته إلى الإمارات، قال: “لقد كانت لشرح موقف لبنان وحمايته. لقد كان اللقاء مميزاً مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وشرحت له موقفي من الإستقال”.

الإنتخابات قائمة

ورداً على سؤالٍ عن إمكانية حصول الإنتخابات النيابية في أيار 2018، قال الحريري: “الإنتخابات قائمة في وقتها، وهذه الصدمة الإيجابية هي لوضع النقاط على الحروف. بعد هذه الصدمة، سأعود إلى لبنان لأقوم بتسوية حقيقية دون أي مواربة للأمور ومن دون أي غموض”.

زيارة الراعي تاريخية وأحيي حكمة المفتي

إلى ذلك، ثمَّن الحريري زيارة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الرياض، قائلاً: “هذه الزيارة تاريخية، وهذا الإنفتاح من المملكة على لبنان والاعتدال، دليل أنها تسير بهذا الإتجاه”.

وحيَّا الحريري مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان قائلاً: “أحيي حكمة مفتي الجمهورية دريان وأشكره على صوابيته وإتزانه”.

وفي الختام، أكَّد الحريري أنَّ “هناك العديد من الأسباب أدَّت الى استقالتي لا يمكن كشفها حالياً”، وقال: “أنا في مرحلة تأمّل ولا أريد التشويش على نفسي وأجيب على قدر ما أستطيع على الاتصالات”.

https://www.facebook.com/BlueForceLB/videos/1784575775174627/

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى