المسعف ذو القلب الطيب لم يستطع اسعاف نفسه… هكذا فارق عبدالله أحباءه

أسعف مئات المرضى والجرحى، قبل أن تؤلمه بحصة في كليته، ومع هذا أبى الا أن يسعف نفسه بنفسه قاصداً الطبيب، ليخضع بعدها لعملية تفتيتها، من دون ان يتوقع بأن الكلفة ستكون قاتلة، حيث التهب جسده، ودخل في غيبوبة لأربعة أيام وفارق بعدها الحياة. هو المسعف الحاج عبد الله يونس رئيس مركز سير الضنية في جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية.

غيبوبة ابدية

لم يمهل المرض ابن بلدة طاران- الضنية سوى بضعة ايام، استشرس عليه حتى نزع الروح من جسده، وبحسب ما شرحه زميله في الجهاز المسعف أسامة هواش لـ”النهار”: “دخل أبو بلال الوالد لشاب وأربع فتيات، يوم الثلثاء الماضي الى المستشفى لتفتيت بحصة في كليته، وكانت النتيجة التهاب حاد في كامل جسده، أدخله يوم الاربعاء في غيبوبة، ليفارق الحياة صباح أمس”.

وأضاف: ” قبل يومين من خضوعه للعملية، جلست واياه، ردد على مسمعي جملة اعتاد قولها (مستعد للموت من اجل انقاذ الآخرين) ربما كان يشعر هذه المرة انه سيفارقنا، بخلافنا جميعاً، كونه كان في صحة ممتازة”.

انطفاء الدينمو

لا يصدق زملاء يونس(52 عاما) ان من زرع حب الحياة فيهم رحل في لحظة، ولفت اسامة ” حتى الآن لا أستوعب ان دينمو الجهاز انطفأ، ماذا عسايّ أن اقول، ففي زمن الرحيل الخاطف حيث للحزن منافذ دخل من أحدها خبر وفاة أبو بلال، فقدت الضنيه بغيابه علماً من اعلامها ورمزا من رموزها، الحامل لجرحاها من الأرض والناقل لمرضاها الى مراكز العلاج”. وشرح: ” كرّس نفسه لخدمة الغير، فالى جانب امتلاكه محطة وقود انضم الى جهاز الاسعاف قبل ان يصبح رئيسه”.

في الأمس، حُمل يونس على أكف زملائه الى مثواه الأخير، وأشار هواش:

“غادرنا تاركاً فينا محبة، وغارساً على وجهونا ابتسامة”.

النهار – اسرار شبارو

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى