المهل تضيق أمام الحريري… فهل بات الحسم قريباً؟

لا يزال الغموض سيد الموقف في ما يتعلق بالموضوع الحكومي، والقرار الذي سيتخذه الرئيس سعد الحريري في هذا الاطار، سواء بالاعتذار وتسمية شخصية أخرى لتشكيل الحكومة، أو بتقديم تشكيلته الى رئيس الجمهورية. والى حين اتخاذ القرار المناسب تتواصل الاتصالات واللقاءات للخروج من الأزمة الحالية. وفي هذا الاطار، أشارت المعلومات الى ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيلقتي رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة، ويبحث معه نتائج لقاء الفاتيكان والوضع الحكومي.

ومن هنا لم تبرز معطيات جديدة حول طبيعة الاتصالات الجارية علما ان معلومات تحدثت عن لقاء آخر سيعقد بين الرئيسين بري والحريري في الساعات المقبلة لبلورة الاتجاهات المقبلة. وأفادت المعلومات ان الحريري لا يبدو في وارد تقديم تشكيلة جديدة الى رئيس الجمهورية كما تردد على نطاق واسع وان المشاورات بينه وبين بري ورؤساء الحكومات السابقين ومع كتلته مستمرة ولم تفض الى قرارات نهائية حيال أي اتجاه. كما أفادت المعلومات ان أي بحث جدي لم يحصل حول أسماء قد يوافق عليها الحريري في حال اعتذاره عن تشكيل الحكومة بما يعني ان خيار الاعتذار لم يتخذ.

في هذا الوقت، تحرك الملف الحكومي على وقع اعلان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان “الايام المقبلة حاسمة”. وقالت مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان هناك ٣ سيناريوهات للحسم الحكومي المرتقب وان يوم السبت المقبل سيكون مفصليا في هذا الملف. السيناريو الاول يقول بتقديم الحريري تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية تراعي قسما كبيرا من شروط ومطالب “الثنائي” عون- باسيل، ما يؤدي تلقائيا الى توقيع الرئيس على مراسم التشكيل وانجاز العملية التي طال انتظارها. وتشير المصادر في حديث ل “الديار” الى ان هذا السيناريو يدفع باتجاهه القطريون وتأتي زيارة وزير الخارجية القطري لحث الحريري على تجاوز الفيتو السعودي المفروض عليه ولا مبالاة الرياض بما آلت وستؤول اليه الاوضاع اللبنانية ويتقاطع الموقف القطري مع موقف اماراتي مشابه. اما السيناريو الثاني فيقول بتقديم الحريري تشكيلة جديدة تشبه تلك التي وضعها عون في الادراج فيرفضها الاخير على ان يقوم الرئيس المكلف على الاثر بتقديم اعتذاره لخوض مواجهة مفتوحة مع العهد قبل الانتخابات المقبلة. اما السيناريو الثالث فيتحدث عن اعتذار الحريري بعد الاتفاق على ملامح المرحلة المقبلة من خلال تسميته شخصية تخلفه وتدير الانهيار والاستحقاق النيابي المقبل. وتضيف المصادر: “الكرة اليوم حصرا في ملعب الحريري الذي بدأ سلسلة مشاورات ونقاشات مع كتلته ورؤساء الحكومات السابقين على ان يستكملها بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيتخذ معه القرار النهائي” .

فضيحة دياب
أما المفاجأة أمس فجاءت من رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي استدعى السفراء ليدق أجراس الإنذار حيال الانهيار والانفجار الاجتماعي.

وفي التفاصيل، أنه ما أن أنهى رئيس حكومة تصريف الأعمال “محاضرته” في السفراء والديبلوماسيين الذين استدعاهم إلى اجتماع عاجل في السراي الكبير ليحمّل دولهم مسؤولية “قطع أنفاس البلد”، تحت طائل تهديدهم بأنّ الانهيار اللبناني “سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان، واستمرار الحصار سيدفع لتغيير التوجهات التاريخية لهذا البلد”، حتى تصدّت له السفيرة الفرنسية بعنف فردّت له صاع “البهدلة” صاعين، مؤكدةً أنها كزملائها في البعثات الديبلوماسية المعتمدة لم يتوقعوا استدعاءهم “لإطلاق صرخة إنذار في وجهنا تحملنا مسؤولية الانهيار”، وأضافت مخاطبةً دياب: “لا يا دولة الرئيس، الحقيقة أنّ الانهيار هو نتيجة سوء إدارتكم وتقاعسكم ونتيجة مسؤوليتكم أنتم والسلطة السياسية”.

وإثر قطع النقل المباشر لكلمة غريو، نقل المجتمعون أنّ السفيرة الأميركية أعقبت نظيرتها الفرنسية بمداخلة أثنت فيها على ردّها، في معرض تأكيد مسؤولية السلطة السياسية اللبنانية عن الانهيار الحاصل، كما كان ردّ عربي من السفير الكويتي عبد العال القناعي على اتهامات دياب، فذكّره بأنّ الأشقاء العرب لم يتركوا يوماً لبنان ولطالما مدّوا أيادي العون له على امتداد تاريخ أزماته.

وفي سياق متصل، شرح مسؤول رفيع لـ”النهار” ما قالته السفيرة الفرنسية آن غريو في لبنان من ان الرئيس الفرنسي سيترأس قبل نهاية تموز الجاري مؤتمر دعم للشعب اللبناني سيحاول جمع المساعدات وهو مؤتمر عبر الفيديو سيكون المؤتمر الثالث لدعم الشعب اللبناني، وتعمل فرنسا على التحضير له،. ويزور لبنان في هذا الاطار المسؤول عن المساعدات الاقتصادية الفرنسي بيار دوكان للنظر في الحاجات الملحة للشعب اللبناني. واهمية هذا المؤتمر انه سيعقد قبل ايام قليلة من الذكرى الاليمة لانفجار المرفأ في بيروت وزيارة ماكرون الى لبنان والتعطيل الذي تبعها واستمر سنة منذ زيارته وهو ما زال وحده يحاول التعبئة من اجل الشعب اللبناني.

جولة الوزير القطري
في غضون ذلك جال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني امس على بعبدا وعين التينة وبيت الوسط واليرزة، وعلى رغم ان زيارته لبيروت تتصل أيضا بجانب اجتماعي خاص، فقد علم انه لم ينقل مبادرة محددة بل شدد في مواقفه على معرفة أسباب عرقلة تشكيل الحكومة حتى الان، واكد دعم قطر للحلول التوافقية بين اللبنانيين للذهاب سريعاً نحو تشكيل حكومة انقاذية، كما اكد الرغبة القطرية في مساعدة لبنان.
وذكرت مصادر تابعت الزيارة ان الوزير القطري استمع من الرؤساء الى العراقيل التي تؤخر تشكيل الحكومة،

وابدى استعداد قطر للمساعدة في ايجاد الحل وسأل عما يمكن ان تقدمه قطر سواء المخارج الممكنة لتشكيل الحكومة او في اوجه الدعم الاخرى، لكنه لم يدخل في تفاصيل المساعدات التي يمكن تقدمها بلاده، لكنه لم يحمل مبادرة او افكاراً محددة.

ووصفت مصادر ديبلوماسية زيارة وزير الخارجية القطري إلى لبنان بالمهمة في هذا الظرف الصعب والدقيق ألذي يمر به حاليا، واشارت الى انه لم يحمل خطة مفصلة لمساعدة لبنان ولكنه ابدى نوايا جدية ورغبة لمد يد المساعدة في النواحي والقطاعات التي يحتاجها الشعب اللبناني. واذ شددت المصادر على ان الوزير القطري استفسر بدقة عن مكامن الازمة التي تعصف بلبنان وما يمكن ان تقدمه بلاده للمساعدة ولاسيما في حل ازمة تشكيل الحكومة الجديدة واعدا بنقل ماسمعه من المسؤولين إلى حكومة بلاده.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى