الجزء الأوّل من العام الدّراسي وصل للنهاية… هل الأهل راضون؟

في “16 كانون الأوّل” الحالي، تُقفل المدارس اللّبنانيّة أبوابها، منهيةً الجزء الأوّل من العام الدّراسي الحضوري،

بعد نحو عامين من اعتماد التّعليم عن بُعد.

لم تكن العودة إلى المدارس آمنة مئة بالمئة هذا العام، وتحديدًا من النّاحية الصحيّة، إذ تمّ تسجيل حالات إصابة

كثيرة بفيروس “كورونا” داخلها، ومن النّاحية الاقتصاديّة، إذ لا يزال الأهل يكافحون لتأمين الحاجات اليوميّة

لأطفالهم.

فكيف تقيّم لجان الأهل الجزء الأوّل من العام الدّراسي على مختلف المستويات؟

رئيسة اتحاد لجان الأهل في المدارس الخاصّة لمى الطويل، لفتت في حديث لـ”لبنان 24″، إلى أنّ “العودة

الحضوريّة إلى الصّفوف بعد عامين من الانقطاع، كانت جيّدة خلال الأشهر الأولى”. وأشارت إلى أنّ “أبرز

الصّعوبات النفسيّة الّتي واجهت التّلاميذ كانت لجهة انضباطهم داخل الصّفوف وتأقلمهم مع القوانين المدرسيّة،

خاصّةً لدى التّلاميذ الصّغار بالعمر”.

أمّا من النّاحية الأكاديميّة، فذكرت أنّ “التّعليم عن بُعد أفقد التّلاميذ الكثير من المهارات والكفاءات التعليميّة،

وهذه إحدى الصّعوبات الّتي واجهتم في التعلّم الحضوري”، مؤكّدةً أنّ “رغم كلّ القيود والتغييرات، فقد فرح

الكثير من التّلاميذ بالعودة”.

كورونا والمدارس

أقفلت العديد من المدارس بعض الصّفوف، وحتّى أنّها أقفلت أبوابها بشكل كامل لعدّة أيّام أو أسابيع، بعد

انتشار فيروس “كورونا” في صفوفها، بينما أبقت مدارس أخرى أبوابها مشرّعة أمام التّلاميذ رغم تسجيل

إصابات بينهم، أو حتّى بين أحد أفراد عائلاتهم، وفق ما شكى أحد أساتذة مدرسة خاصّة لـ”لبنان24″، وفضّل

عدم الكشف عن اسمه.

وعن هذا الموضوع، قالت الطويل إنّ “نسب جديّة تعاطي إدارات المدارس مع “كورونا” كانت متفاوتة”، موضحةً

أنّ “منها أخذت الموضوع على محمل الجدّ، ونفّذت البروتول الصحّي بشكل تامّ، بالمقابل عمدت عدّة مدارس

لإخفاء وجود حالات “كورونا” داخلها، والتّعتيم على هذه المسألة، ولم تبلّغ وزارة الصحّة العامّة أو وزارة التّربية

عنها”.

ورأت أنّ “التّعامل لم يكن جدّيًّا مئة بالمئة من قِبل المدارس، كما أنّ وزارة التّربية لم تكن جديّةً لناحية المراقبة

والتفتيش”.

عطلة الأعياد

تفاديًا لوقوع الكارثة الأكبر خلال عطلة عيدَي الميلاد ورأس السّنة وبعدها، مدّدت وزارة التّربية عطلة الأعياد،

لتبدأ يوم الخميس 16 كانون الأوّل، وتنتهي صباح يوم الإثنين في 10 كانون الثّاني 2022.

حول تمديد عطلة الأعياد، دعت الطويل الأهل إلى “الحذر وضبط تنقّلات أولادهم خلال العطلة، خاصّةً خلال

الأسبوع الأخير منها، لتجنّب أيّ كارثة محتملة”.

بالمقابل، قال جوني، وهو أحد الأساتذة في مدرسة خاصّة في المتن، أن قرار وزارة التربية صائب جداً، خاصة

وأن الفترة الممتدة ما بعد الاعياد كافية لتكشف عن إصابة أي طفل بفيروس كورونا، مشددًا على أهمية أن

يراقب الأهل أبناءهم، خاصة إن ظهرت عليهم أي من عوارض الرشح أو الحرارة.

التّفاوت الاجتماعي

الأسبوع الماضي، طلبت عدة مدارس من الأهل “الاكتفاء بإرسال سندويش وماء فقط مع أطفالهم، من دون أيّ

مكمّلات أخرى كالشوكولا أو الفواكه، منعًا للشعور بالفروقات بين التّلميذات.

لجان الأهل استبقت هذه المشكلة الاجتماعيّة، وسبق أن حذّرت من أنّ الأمن الغذائي في المدارس في خطر،

وفق الطويل، لافتةً إلى أنّ “خلال أحد لقاءاتنا مع وزير التّربية السّابق طارق المجذوب، تحدّثنا عن هذا

الموضوع، إلّا أنّنا لم نؤخذ على محمل الجدّ”.

وأعادت التذكير أنّ “خلال ثمانينيّات القرن الماضي، تعرّض لبنان لأزمة اقتصاديّة كبيرة، إلّا أنّه تمّ تأمين وجبات

غذائيّة يوميّة للتّلاميذ، عبارة عن حليب وسندويش”، داعيةً الجمعيّات الأهليّة أو البلديّات أو اليونيسيف، إلى

“تأمين وجبات للتّلاميذ ليكونوا سواسية”.

العودة إلى التعليم عن بُعد مستحيلة

الجميع يذكر كيف انتشر فيروس “كورونا” في المجتمع اللّبناني بعد فترة الأعياد العام الماضي، وتخطّى عدد

المرضى قدرة المستشفيات الاستيعابيّة، إلّا أنّ التّعليم حينها كان عن بُعد ولم يشكّل أي عائق.

أمّا في حال تكرر السّيناريو هذا العام، فأكّدت الطويل “أنّنا لن نقبل بالعودة إلى التعلّم عن بُعد، لأنّه أثبت

فشله، إذ لا تتوافر أيّ من مقوّمات التّعليم عن بُعد خاصّةً الكهرباء والانترنت”، مضيفةً: “نحن ندفع أقساطًا

ضخمة، والمدارس لم ترحم الأهل”، مشدّدةً على أنّ “من واجب الوزارة مراقبة المدارس والوضع الصحّي فيها،

وعلى إدارات المدارس بدورها الحفاظ على صحّة أولادنا داخل حرماتها”.

ولم تخفِ الدّور الكبير للأهل في هذا الإطار، داعيةً إيّاهم إلى “تلقّي اللّقاح الّذي يحمي أولادهم، ومراقبة

تحرّكات الطّفل وتنزّهاته خارج المنزل”.

إذا أعطى الأهل درجة “الجيد” للجزء الأوّل من العام الدراسي، بظلّ إصرارهم على إكمال العام حضورياً مع

إتّباع إجراءات الوقاية اللازمة من كورونا.

المصدر : ستيفاني راضي – لبنان 24

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى