تفاصيل تُكشف للمرة الأولى عن الاتصال المشؤوم.. ترامب هدد عباس: “حتشوف”

تحت عنوان “ترامب حشر عباس بعد إعلانه حول القدس”، نشر موقع “المونيتور” الأميركي مقالاً للكاتب الإسرائيلي بين كاسبيت تناول فيه وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس “الصعب” بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، خالصاً إلى أنّه لن يشهد على توقيع اتفاق للسلام خلال حياته.

وأوضح كاسبيت أنّ الفلسطينيين أخلوا الساحة الديبلوماسية في الوقت الحالي رافضين اعتبار الولايات المتحدة وسيطاً صادقاً للنزاع، كاشفاً أنّ التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية تتوقع عودة الأمور إلى طبيعتها في غضون أسابيع.

في هذا السياق، نقل كاسبيت عن مسؤول استخباراتي إسرائيلي قوله: “ليس لدى محمود عباس بديلاً عن الولايات المتحدة. وحالياً، عليه احتواء غضب شعبه. لكن في المستقبل القريب، ستعود الأمور إلى طبيعتها”.

من جهته، قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير: “هذه جولة عباس الأخيرة حول الملعب”، مستدركاً: “في الأشهر الأخيرة، رأينا عباس مختلفاً، فكان أكثر جرأة وأكثر حزماً، كان شخصاً يدرك أنّ فرصاً جديدة لن تسنح أمامه وأنّه ليس لديه ما يخسره”.

كاسبت الذي رأى أنّ عباس “يبدو ملتزماً بالمقاربة الديبلوماسية وبرفض العنف” إزاء إسرائيل، تساءل إذا كان سيواصل السير في هذا الاتجاه، أو إذا كان سينساق في أيام المتبقية من ولايته ويعتمد تكتيكات سلفه، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، وأن يلمح إلى “عدم معارضته العنف”.

وشرح كاسبيت بأنّ إسرائيل مقتعنة من أنّ عباس لن يغيّر اتجاهه في هذه المرحلة، ناقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: “لن يلطّخ إرثه في اللحظة الأخيرة. وإن غداً لناظره قريب”.

على مستوى التواصل بين الولايات المتحدة الأميركية والفلسطينيين، كشف مسؤول فلسطيني كبير أنّ ترامب أبلغ عباس بخطته بشأن القدس خلال اتصال هاتفي، ناقلاً عنه قوله: “أنا رئيس قوي. وعلى عكس أسلافي الذين قطعوا وعوداً، أنا أفي بوعودي. ولكنني على وشك أن أقدم لك اقتراحات جيدة أيضاً”.

وعندما طلب عباس من ترامب أن يستفيض، رفض، مكتيفاً بالقول: “سترى”، على حدّ ما قال المسؤول الإسرائيلي.

وكشف المصدر الفلسطيني أنّ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة الفلسطينية، اللواء ماجد فرج، التقيا بكبير مستشاري ترامب وصهره، جاريد كوشنر، وبمبعوثه إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في واشنطن قبل يومين من إعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكداً أنّهما لم يحدثّا معلومات الجانب الفلسطيني بشأن الاعتراف المخطط له.

من ناحيته، قال وزير إسرائيلي كبير إنّ ترامب “ليس نادماً”، متأملاً أن تقوّض أفعال الرئيس الأميركي مبادرته للسلام الإسرائيلي الفلسطيني.

وعليه، رأى كاسبيت أنّ الكرة باتت في ملعب عباس، متسائلاً عما إذا كان سيؤدي رقصة النصر أو إذا كان سيمشي مشية المنهزم، وإذا كان سيتمكن في الأيام الأخيرة من فترته الرئاسية أن يحقق خرقاً على مستوى السلام أو إذا كان سينهيها بحرب.

ختاماً، قال كاسبيت إنّ الجميع يدرك أنّ عباس “لن يحيا” ليوقع اتفاقاً نهائياً للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، متسائلاً إذا ما زال ملتزماً بأن يكون الرئيس الذي سيؤسس لهذا السلام.

(ترجمة “لبنان 24” – Al-Monitor)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى