بري | الودائع هي من الأقداس وسنتصدى لأي محاولة للتصرف بها!

اكد رئيس ​مجلس النواب​ ​​نبيه بري انه إن إختيار آخر جمعة من ​شهر رمضان​ المبارك يوما عالميا للقدس، هو للتذكير بمظلومية مقدساتنا الاسلامية و​المسيحية​ جراء العدوانية الاسرائيلية المتمادية ومشاريعها ومخططاتها التهويدية.

ولفت بري في كلمة له بمناسبة يوم ​القدس​ وعيد المقاومة والتحرير وعيد الفطر، الى ان وجه القدس اليوم هو وجه فلسطين لابل وجه كل العرب، يصفع مجددا بصفقه القرن التي هي نسخه طبق الأصل لمشروع يهودية الكيان ووصفة سحرية جهنمية للأخذ بالمنطقة نحو مزيد من التشظي، وإعادة إحياء مشاريع التقسيم والفدرلة انطلاقا من بوابه فلسطين، وما محاولة فرض المساكنة القسرية بين المستويات السياسية الاسرائيلية للخروج بإئتلاف حكومي هجين،

ما هو الا محاولة مكشوفة لتنفيذ بنود ​صفقة القرن​ وتمريرها في غفلة من العرب المنشغلين تارة في الاحتراب الداخلي في ما بينهم، وتارة اخرى في التزام الحجر السياسي وفقدان القدرة على القيام بردات فعل تليق بما تمثله قضية فلسطين من عناوين جامعة. وانطلاقا مما تقدم وانسجاما مع قيمنا والتزاما بالثوابت الوطنية والقومية وبحرفية ما نص عليه الدستور. نؤكد كلبنانيين نصرتنا ودعمنا للشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة لهذه الصفقة المذلة وفي نضاله لتحقيق امانيه بالعوده الى ارضه ورفضه للتوطين واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

اضاف بري قائلا “صدقوني ان ترسيخ وحدة لبنان وسوريا والاردن ومصر هي رهن النتائج المتوقفة على مقاومة فلسطين و لبنان و كل العرب لمشروع صفقة القرن. فحذار من الاصوات النشاز التي بدأت تعلو في لبنان للاسف منادية بالفدرالية كحل للأزمات التي يئن تحت وطأتها لبنان واللبنانيين، فلا الجوع ولا اي عنوان آخر يمكن ان يجعلنا نستسلم لمشيئة المشاريع الصهيونية الهدامة، وحدتنا قدرنا وسر قوتنا. فلنقاوم من اجل وحدة اوطاننا فبقدر ما نكون مع القدس ومع فلسطين وقضيتها العادلة نكون مع لبنان ومع اوطاننا وبالتالي تقبل اعمالنا في ​الصوم​ والفطر”.

وتابع بري “ايها اللبنانيون، و​لأنكم تستحقون بجدارة، الوطن الذي استعيدت حريته وسيادته وتحررت معظم اراضيه في الخامس والعشرين من ايار 2000. ولانكم جديرون بالحياة الكريمة التي هي كلمة سر الشهداء وبوح تضحياتهم. ​ولأن العدو هو نفسه الذي خرج ذليلاً من ارضنا لازال يتحين الفرص للانقضاض على لبنان النموذج الحضاري والطامع في ارضنا ومياهنا وثرواتنا وسلمنا الاهلي.

والان الوطن يمر في واحدةٍ من اخطر وادق الحقبات في تاريخه المعاصر وبات للاسف في عين عاصفةٍ تهدد وجوده. ولكي لا يتحول ما حذرنا منه في السابع من حزيران عام 2000 في احتفال يوم التبغ في عكار بعد حوالي ايام قليلة من انجاز التحرير الى حقيقةٍ حين رفعنا الصوت وقلنا: ان الحرمان والظلم والاهمال والتقصير وتخلي الدولة عن القيام بواجباتها في الرعاية والحماية قد اوصل العدو الى قلب العاصمة فالنصر العظيم الذي تحقق يمكن ان تذهب به لقمة العيش وان امبراطوريةٍ كالاتحاد السوفيتي اتى بها رغيف.. ذهب بها رغيف. ​ان الكلام في هذا السياق هو للتذكير والتحذير لعل الذكرى تنفع للموالاةً وللمعارضة”.

​واشار رئيس مجلس النواب الى انه “اليوم من وحى تلك المحطات الثلاث التحرير ويوم القدس والفطر، والتي تمثل مجتمعةً عنواناً لإنتصار القيم وانتصار اللبنانيين جيشاً وشعباً ومقاومةً في جهادهم الاصغر. ادعو الجميع موالاة ومعارضة حكومة ومجلس نيابياً، حراكاً شعبياً صادقاً وكل القوى السياسية الى استحضار كل العناوين والقيم التي صنعت النصر والتحرير لاسيما قيمة التضحية والشجاعة والصدق والثبات والوحدة والانتماء الوطني الاصيل من اجل انجاز الجهاد الاكبر واستكمال تحرير لبنان من احتلالات توازي بخطرها خطر احتلال العدو للارض والإنسان.

​نعم لقد ان الاوان للبنانيين وللسياسيين جميعاً على مختلف مستويات صنع القرار السياسي وقف المضاربات السياسية فهي لا تؤدي إلا الى نتيجة واحدة هي إرباك النظام العام آن الآوان لوقف حفلات إلقاء التهم يميناً وشمالاً وتحميل المسؤوليات في زمن يحتاج فيها الوطن الى تحمل المسؤوليات. ​آن الآوان للسياسيين امتلاك شجاعة وجرأة اتخاذ القرار من اجل تحرير لبنان ونظامه السياسي والقضائي والاداري من سطوه الاحتلال الطائفي والمذهبي”.

وشدد بري على انه “​لا يعقل في وطن امتلك ولا يزال يمتلك شجاعة الحاق الهزيمة باعتى قوة عنصرية في المنطقة ان لا يمتلك الجراة والشجاعة لإتخاذ القرار الوطني والتاريخي في العناوين التالية:

اولاً: في اعادة انتاج الحياة السياسية انطلاقاً من إقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي يؤمن الشراكة للجميع على قدم المساواة وذلك ارتكاز على قاعدة النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة و انشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه كل الطوائف بعدلٍ ومساواة إنفاداً لما نص عليه اتفاق الطائف تمهيداً لدولة مدنية.

ثانياً: تحرير القضاء وانجاز استقلاليته من اي تبعية سياسية او طائفية واطلاق سراح القوانين المنجزة والنائمة في ادراج الوزارات والتي لا تحتاج سوى الى اصدار المراسيم التطبيقية لها وهي بالعشرات والتي لو طبقت لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم.

ثالثاً: تحرير قطاع الكهرباء من عقلية المحاصصة المذهبية والطائفية والمناطقية والاسراع في تعيين مجلس ادارة جديد وهيئة ناظمة للقطاع ارتكازاً الى قواعد الكفاءة والاختصاص ونظافة الكف.

رابعاً: لا يعقل ولا يجوز ان يبقى الامن الغذائي والصحي ومصير جنى عمر اللبنانيين وتعبهم في الوطن وبلاد الاغتراب رهينةً او ضحية لسياسات مالية ومصرفية خاطئة او رهينة لجشع كبار التجار وبضع شركاتٍ احتكارية وفساد عشش في كل زاوية.

​وفي هذا الاطار نجدد من موقعنا النيابي والسياسي التأكيد على ان ودائع اللبنانيين في المصارف هي من الاقداس وسنتصدى لاي محاولة ترمي للتصرف بها تحت اي عنوان من العناوين وهي حقٌ لاصحابها ونقطة على السطر.

خامساً: في موضوع العلاقة مع الشقيقة سوريا نؤكد في ذكرى التحرير والانتصار بأن سوريا قيادةً ووجيشاً وشعباً كانوا السباقين في دعم المقاومة كما الجمهورية الإسلامية في ايران ودول عربية عديدة ورفدها بكل وسائل التمكين والصمود وان العلاقة الاخوية مع هذه البلدان والإنفتاح عليها تمثل حاجة ضرورية.

سادساً: واخيراً المطلوب من الحكومة ومن كافة الوزراء مغادرة محطة انتظار ما ستؤول اليه المفاوضات مع صندوق النقد والجهات الدولية المانحة والانطلاق بعمل محسوس يلمسه المواطن القلق على عيشه ومصيره في كل ما يتصل بحياته وحياة الوطن آن الآوان للحكومة أن تنطلق بعمل ميداني بعيداً عن الخطط والبرامج الورقية المطلوب أعمال أكثر من الأقوال ، قالها الامام الصدر يوما : اعدلوا قبل ان تبحثوا عن وطنكم في مقبرة التاريخ فلم نسمع آنذاك أنسمع اليوم ؟ وهل تسمع الجرة صرخة العطشان؟ اعاده الله عليكم وعلى لبنان بتبدلٍ بالنفوس وبالنصوص .

المصدر : النشرة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى