بري | ‘لقاء كليمنصو’ من إنتاجي وإخراجي

يعترف رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن اللقاء الثلاثي في كليمنصو، هو من إنتاجه وإخراجه وأن وظيفة هذا اللقاء بعيدة كل البعد عما جرى تداوله لناحية إعادة إحياء “الترويكا” أو استهداف أي كان على المستوى الداخلي.
قرأ بري ثماني تحليلات وردت في الصحف حول هذا اللقاء بعيدة عن الواقع، علماً أن مصادر مطلعة على لقاء كليمنصو أكدت لـ “لبنان 24” أن “الفرقاء الثلاثة متضررون من رئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل”.

بحسب مسؤولي “تيار المستقبل”، ارتكب وزير الخارجية خطأ بحق رئيس الحكومة سعد الحريري عندما التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، يترافق ذلك مع تسريبات مفادها أن علاقة الحريري – باسيل وصلت الى مفترق، فـ”الشيخ سعد بدأ يستشعر خطورة ما يقوم الوزير العوني، ويظن أن مصلحته العودة الى الحضن الإسلامي بدل تكريس الثنائية السنية – المارونية”.

أما بالنسبة لأحد نواب كتلة “التحرير والتنمية”، فإن رئيس التيار “البرتقالي” لا يتعاطى بإيجابية مع الرئيس بري “يتصرف بكيدية وأحياناً كثيرة يكون سبباً لتوتير العلاقة بين الرئاستين الأولى والثانية”.
أما الأجواء المحيطة بالحزب التقدمي الاشتراكي فتؤكد أن “العلاقة لم تكن يوماً على ما يرام بين النائب وليد جنبلاط والوزير باسيل”.

في موازاة ذلك، تشدد مصادر مطلعة في 8 آذار على أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يعير اهتماماً للتحليلات التي رافقت لقاء بري – الحريري – جنبلاط، “فهذا الثلاثي لا يستطيع الوقوف في وجهه، وحصانة رئيس الجمهورية تتمثل بالقوة الشعبية التي يحظى فيها وبحلفه الراسخ مع حزب الله، واللبيب من الإشارة يفهم”.

وعليه، فإنه من السابق لأوانه القول، إن الاجتماع الثلاثي بداية اصطفاف سياسي جديد. جل ما في شكله “عشاء مساء الأحد” لا يتعدى، بحسب المصادر نفسها، رسالة الانزعاج من أداء وزير الخارجية. فنواب تيار المستقبل والحزب الاشتراكي والتحرير والتنمية (وائل ابو فاعور، محمد الحجار، أحمد فتفت، ياسين جابر) في الجلسات الأخيرة للمجلس النيابي أبدوا هواجسهم من ما اسموه تعاطي الوزير باسيل الطائفي حيال عدم إلحاق الناجحين في إمتحانات الخدمة المدنية بالادارات العامة بسبب أن عددهم من المسلمين أكثر من المسيحيين.

في الموازاة، هناك من يؤكد أن “حلف بري- الحريري – جنبلاط دائما موجود، حلف كان يشكو دائماً من الرئيس عون منذ العام 2005، وخرج الحريري من هذا “التكتل” في مرحلة معينة وسار بالتسوية الرئاسية، لكن، يبدو أنه يتجه إلى إعادة ترتيب تموضعه السياسي بالمحافظة على التوازن في العلاقة بين بعبدا من جهة وعين التينة من جهة أخرى، بعدما كانت كفته تميل في الأشهر السابقة لصالح رئيس الجمهورية”.

وبمعزل عن كل ما تقدم فإن أكثر ما يشغل بال الرئيس بري في هذه الأيام، بحسب ما أكد أمام زواره، “أهمية الوحدة الداخلية بوصفها السلاح الأمضى لمواجهة التحديات المختلفة، فالمنطقة مقبلة على تصعيد جراء التهديدات “الإسرائيلية” والمواقف الاميركية التي تثير القلق وتطرح أسئلة حول احتمال أن يقدم الإسرائيلي على عدوان ما. وإن تحريك الورقة الكردية، بحسب بري، جاء بمثابة رد على الانجاز العراقي وثمة مخاوف من ردّ ما على الانجاز السوري، فالوضع السوري لم يتجاوز التعقيدات الكبيرة بعد”.

برأي “الاستاذ”، ثمة معطيات أساسية تجدر مراقبتها والتريث لقراءة ما سيخرج عنها، معطيات ذات صلة بالحوار السعودي- الروسي، والاتصالات “الإسرائيلية” – الروسية. وكلا الأمرين يشكلان معطى أساسياً في فهم التصعيد أو عدمه وحدوده في المرحلة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى