بعد استقالة الحريري.. هذان الإسمان مطروحان لرئاسة الحكومة

لا تزال تداعيات إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري إستقالته امس الاول من الرياض محط اخذ ورد داخليين مع بروز معطى جديد وهو استيعاب القوى السياسية الرئيسية وخصوصاً المشاركة في السلطة صدمة الاستقالة الاولى وتجاوزها للبحث عن اسبابها و«البحث» عن الرئيس الحريري والذي تردد وفق معلومات خاصة لـ «الديار» انه خضع للتوقيف مساء السبت وتم التحقيق معه في قضايا فساد مالي وعن علاقته بمجموعة من الموقوفين في قضية الفساد التي اعلن مساء السبت في السعودية وعن علاقته بالامير محمد بن نايف ورئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري ورئيس الحرس الوطني متعب بن عبدالله.

اوساط بعبدا

وأكدت أوساط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لـ «الديار»، أن التريّث هو سيد الموقف بالنسبة للرئيس، الذي ينتظر حتى عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من المملكة لكي يبتّ بهذه الإستقالة المعلنة من الرياض. ولفتت إلى أن رئيس الجمهورية يمسك بزمام المبادرة اليوم، ويشرف شخصياً على عملية تحييد لبنان عن «الزلزال» الذي يضرب المنطقة، وذلك في موازاة الحراك باتجاه الخارج، حيث اتصل بالملك الأردني الملك عبدالله، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وشدّدت على أن الرئيس عون مطمئن للوضع الداخلي، خصوصاً على المستويين الأمني والمالي، لافتة إلى أن الأولوية لديه اليوم هي وحدة الصف الداخلي.
وأضافت الأوساط، أن الإتصال الوحيد بين الرئيسين عون والحريري جرى يوم السبت الفائت، ولم تحصل أي اتصالات بعدها، لكنها أوضحت أنها تترقّب عودة الرئيس الحريري لاتخاذ الموقف المناسب. وأكدت أن كل ما يتم التداول به حول تكليف شخصيات أو استشارات نيابية لتأليف حكومة جديدة وطرح بعض الأسماء لترؤسّها، ليس دقيقاً وليس مطروحاً قبل عودة الحريري إلى لبنان وجلوسه مع رئيس الجمهورية وعرضه لكل ملابسات «الإستقالة». وشدّدت على أن هذا هو موقف رئيس الجمهورية منذ اللحظة الأولى للإستقالة، ولن يتغيّر.

اجواء الثنائي الشيعي

وفيما تؤكد اوساط قيادية بارزة في 8 آذار لـ «الديار» ان الرئيس الحريري اجبر على الاستقالة وليس له يد فيها وقد تم اعلانها بطريقة مهينة لمقام رئاسة الحكومة وللبنان وشعبه وللحريري نفسه ولن يتم السكوت عما حصل وعن التقصد في اهانة القيادة السعودية الجديدة للحريري ولبنان بشكل استفزازي ومؤذي.
وتكشف الاوساط ان تشاوراً مفتوحاً بدأه كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هاتفياً ظهر السبت واستمر طيلة السبت وامس وقبل إطلالة السيد نصرالله المتلفزة مساء امس ويتوقع ان يستمر عبر موفدين بين الثلاثة، خلص الى التريث والهدوء والاطلاع شخصياً من الحريري على اسباب الاستقالة ودوافعها للبناء على الشيء مقتضاها.
وألمحت الاوساط الى ان التوجه العام لدى الرئيس عون هو الاستماع للرئيس الحريري ومعرفة ما اذا كان مصراً على الاستقالة فإذا اصر على الاستقالة وتبين انها رغبة شخصية منه سيسلك درب الدستور وسيقبل استقالة الحكومة ويصدر مراسيم استقالتها ويكلفها تصريف الاعمال على ان يدعو الى استشارات نيابية ملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة. وتلفت الاوساط الى ان هناك سيناريوهات عدة لمرحلة ما بعد تصريف اعمال وهي السير بحكومة تكنوقراط مصغرة قد تكون مطعمة بحزبيين مهمتها ادارة البلاد وشؤونها الاقتصادية والمالية حتى موعد اجراء الانتخابات النيابية في ايار 2018.
وتلمح الاوساط الى ان حزب الله وحركة امل والرئيس عون وكل افرقاء 8 آذار لا يريدون الا مصلحة البلد وتكريس الاستقرار والتعافي في الوضع اللبناني عبر تكليف شخصية مقبولة لقيادة الحكومة الجديدة ولا يمكن احد ان يضع فيتو عليها وتسمي كل من مندوب لبنان في الامم المتحدة السفير نواف سلام والوزير السابق بهيج طبارة.
وتشير الاوساط الى ان الثنائي الشيعي ورئيس الجمهورية لا يريدون تنفيذ مخططات السعودية وجر لبنان الى صدام سني- شيعي وعمموا على مناصريهم ضرورة الانتباه وعدم الانجرار الى اي سجال طائفي او مذهبي ومنعوا اي «افكار» لاستعمال الشارع او الاحتجاج على مصادر السعودية لحرية الحريري والخوف من اياد تسعى الى الفتنة وتفجير الشارع. وترحب الاوساط بما قام به تيار المستقبل بالغاء التحركات في المناطق للتضامنمع الحريري ودعم استقالته وذلك وفق الاوساط اشارة بمعرفة تيار المستقبل ان الذي جرى مع الحريري مدبر وخارج ادارته.

«القوات»

من جهته وجد مصدر نيابي قواتي لـ «الديار»، أن الخروج عن مرتكزات التسوية شكّل السبب والدافع الرئيسي وراء استقالة الرئيس الحريري، لافتاً إلى أن تلويح «القوات» بالإستقالة منذ أسبوعين قد أتى نتيجة لهذا الخروج، خصوصاً وأن التفاهم الذي نصّ على عدم انحياز أي فريق إلى محور إقليمي أو دولي. وشدّد على أن المصلحة العليا لكل اللبنانيين، وليس لرئيس الحكومة أو لـ «القوات اللبنانية» تقضي بالإبتعاد عن الحرائق المشتعلة في الساحات المجاورة، كما الوقوف بقوة بوجه أي طرف محلي أو خارجي يعمل لدفع لبنان باتجاه هذه الحرائق. وقال المصدر أن العودة إلى «النأي بالنفس» ورفض الإنحياز لمحاور خارجية، هي الكفيلة بتحقيق مصلحة لبنان واللبنانيين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى