“عشنا الحلم بقوة واعتقدنا أننا صرنا في أوروبا”.. عن بلال الناجي! أنا في بلدي ميت!

كتبت غادة حلاوي في صحيفة “نداء الوطن”:

بدأت القصة خلال جلسة على فنجان قهوة، استعرض بلال موسى (35 عاما) ومجموعة من اصدقائه تدهور اوضاعهم المعيشية والحلول الممكنة. اختاروا الهجرة. كان الخروج من لبنان الحل الوحيد، لكن الى اين ستكون الوجهة، ليس الى دول الخليج لان راتب اللبناني تدنى هناك واختلف الوضع عما كان عليه في الماضي، فكانت العين على دول اوروبا. القرار اتخذ وشرطه الإحاطة بالسرية. باشر بلال تحضير نفسه للسفر. باع سيارته وبعض ما يملك، ليشتري حلماً طال تحقيقه، وحجز مقعداً على “باخرة” تقله الى حيث الامل بحياة افضل وبدأت المغامرة.

قبل ذلك كان بلال قد أصبح بلا عمل. منذ بدأ ارتفاع سعر صفيحة البنزين قرر بلال وهو الاب لثلاثة أطفال الاستقالة من عمله في السوبر ماركت. راتبه المتدني مقابل غلاء المعيشة كان يضطره للاستدانة لتأمين كلفة انتقاله الى عمله “أن أتحول الى عاطل عن العمل منذ ستة أشهر هو حل أفضل من ان اصبح رجلاً مديونا للناس لتأمين بدل انتقال يومي الى مقر عملي”.

يوماً بعد يوم، وشهراً تلو الآخر، كلما ازدادت الازمة اشتد الخناق على بلال وصار البحث عن الحل واجباً. الازمة شملته والكثيرين من ابناء منطقته في البداوي شمال لبنان. وحدها جلسات التدخين على شاطئ البحر كفيلة بالتخفيف عنهم. يتبادلون همومهم وعينهم على البحر وامواجه لعل في واحة منها يتجسد الامل بحياة افضل “كوني عاطلاً عن العمل صرتُ أفكر بالسفر. فالحياة في لبنان مكلفة، يلزمك ما لا يقل عن سبعة ملايين ليرة شهرياً لنعيش حياة ابسط من بسيطة”. صمم بلال على السفر رغم كرهه له “تقدمت بطلب الحصول على باسبور كي اغادر بشكل قانوني ولم استطع. فشلت بالسفر الى بلد عربي، كان حديث الشباب ان راتب اللبناني في الدول العربية صار 800 دولار فصرنا نفكر بأوروبا كحل أفضل”.

قراره بالسفر احدث لديه تأنيب ضمير، كيف سيخبر زوجته التي قد تعارضه الرأي حتماً. خاف من تأثيرها وقد تزوجا بعد قصة حب رومانسية جمعت بينهما لسنوات، اما اصطحاب العائلة معه فيعني تعريض حياتهم للخطر وهذا مستحيل “قررت ان أسافر من دون عائلتي، اتعذب وحدي وأجنبهم العذاب”. يقول بلال”جربت السفر بالبحر، بالبابور. وجدت أشخاصاً ساعدوني على المغادرة. صار الاتفاق معهم ان يتم الدفع مسبقاً في لبنان. بعت سيارتي واغراضي واستدنت 1500 دولار لتأمين مبلغ 4000 دولار المتوجب علينا دفعه لصاحب العلاقة. تركت زوجتي وثلاثة اطفال معها واتكلنا على الله”. يتابع حديثه مبرراً “لم يطاوعني قلبي لاخاطر بعائلتي فتركتهم في لبنان. اغادر كي اؤمن لهم حياتهم لا المخاطرة بهم. اخترت المذلة لنفسي وقلت اذا نمت على الطريق فلا مشكلة، والسفر بالبحر خطر أجنّبه لاطفالي” .

للقراءة الكاملة اضغط هنا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى