ترامب يحضّر ردّاً على تجربة كيم النووية.. هل تندلع الحرب؟

أعلنت كوريا الشمالية أنّها أجرت اليوم الأحد تجربتها النووية السادسة والأقوى حتى الآن، مؤكّدةً أنّها اختبرت “بنجاح تام” قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى، في تحدٍّ جديد للرئيس الأميركي دونالد ترامب والأسرة الدولية.

وعلق ترامب على هذه التجربة قائلاً إنّ سياسة “التهدئة” حيال كوريا الشمالية لن “تكون مجدية”، وهو سبق أن توعّدها “بالنار والغضب”. ودعا فريقه للأمن القومي للإجتماع بحسب ما أعلن البيت الأبيض، فيما أعلن وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين، اليوم الأحد، أنّ “الولايات المتحدة ستعد لعقوبات جديدة على كوريا الشمالية. وصرح منوتشين لشبكة “فوكس نيوز”: “سأحضر سلسلة عقوبات سأقدمها إلى الرئيس”، مضيفاً إنّ “من يمارسون أنشطة معهم (كوريا الشمالية) لا يمكنهم أن يمارسوا أنشطة معنا. سنعمل مع حلفائنا، سنعمل مع الصين”.

وكانت وكالات مراقبة الزلازل الأجنبية رصدت اليوم الأحد هزة أرضية تبلغ شدتها 6,3 درجات بالقرب من المواقع الرئيسي للتجارب النووية الكورية الشمالية. وأكّدت الحكومة اليابانية أنّها تجربة نووية، ليعلن بعد ساعات التلفزيون الكوري الشمالي بلهجة احتفالية، عن “تجربة لقنبلة هيدروجينية” تمّت “بنجاح تام”. وأضافت إنّ “قنبلة قوتها غير مسبوقة وتشكل فرصة مهمة جدّاً تتمثل في بلوغ الهدف النهائي، وهو استكمال القوّة النووية للدولة”.

مواقف منددة

وسرعان ما توالت المواقف الدولية المندّدة والمطالبة بوقف البرنامجين الكوريين الشماليين النووي والبالستي. وكتب ترامب في تغريدة: “كوريا الشمالية أجرت اختباراً نووياً كبيراً. تصريحاتهم وأفعالهم لا تزال عدائية وخطيرة جدّاً للولايات المتحدة”. وأضاف: “كوريا الجنوبية تدرك، كما قلت لهم، أنّ سياسة التهدئة مع كوريا الشمالية لن تجدي نفعاً. إنّهم لا يفهمون سوى شيء واحد”.

وفي سيول، طالب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان، الذي كان يدعو للحوار مع جارته الشمالية، بـ”أقسى عقاب” بما في ذلك عقوبات الأمم المتحدة. وأعلنت بكين أنها “تدين بشدة” التجربة النووية الجديدة داعية بيونغ يانغ إلى “الكف عن تصعيد الوضع” عبر “مبادرات لا تخدم مصالحها”.

وكذلك دانت عواصم عالمية الإنتهاك الجديد لقرارات الأمم المتحدة، وطالبت بوقف البرنامجين الكوريين الشماليين النووي والبالستي.

ودانت روسيا التجربة النووية الجديدة داعية في الوقت نفسه إلى الهدوء. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنّ “هذا التعبير الأخير من قبل بيونغ يانغ عن ازدرائها بمطالب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومعايير القانون الدولي، تستحق أشدَّ الإدانة”. وأضافت إنّه “من الضروري التزام الهدوء والإمتناع عن القيام بأيّ عمل يمكن أن يؤدّي إلى تصعيد جديد”.

من جهتها أعلنت الحكومة الألمانية أنّ المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤيدان “تشديد” العقوبات التي فرضها الإتحاد الأوروبي على كوريا الشمالية. ودعا ماكرون الاسرة الدولية إلى التحرك “بأكبر قدر ممكن من الحزم” بعد التجربة النووية التي اعتبر أنّها تشكل “مساساً بالسلام والأمن”.

كما قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنّ التجربة النووية “غير مقبولة إطلاقاً”. وكذلك وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون قال إنّه “ما زال هناك هامش للصين لزيادة الضغوط على الكوريين الشماليين”، مضيفاً إنّ “أيّ عمل عسكري لن يكون جيداً”.

كيف علّقت “الطاقة الذرية”؟

من ناحيته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو في بيان، إنّ “التجربة النووية التي جرت اليوم من قبل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عمل مؤسف جدّاً”. وأضاف إنّ “هذه التجربة الجديدة التي تلي تجربتين العام الماضي، هي السادسة منذ 2006 وتنم عن استهتار كامل بالطلبات المتكررة للاسرة الدولية”.

قنبلة مصنوعة محلياً

وبث التلفزيون الحكومي في كوريا الشمالية صوراً لنص الأمر الذي كتبه كيم يونغ اون، ويطلب إجراء التجربة في الثالث من أيلول. وقبل ساعات نشر الشمال صوراً أخرى للزعيم الكوري الشمالي وهو يعاين ما وصف بأنّه قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الجديد، الذي يمتلكه النظام الكوري الشمالي. وتباهى الزعيم الكوري الشمالي بأنّ كلّ مكوّنات القنبلة “مصنوعة محلياً 100 %”، بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية.

أقوى بكثير

وقال خبراء كوريون جنوبيون لوكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، إنّ “الزلزال الإصطناعي الذي وقع الأحد في كوريا الشمالية أقوى بخمس أو ست مرات من الهزة التي نجمت عن التجربة النووية الخامسة”. وفجرت بيونغ يانغ حينذاك قنبلة تزن عشرة كيلوطن. وقال جيفري لويس الذي عمل في الموقع الإلكتروني: “ارمز كونتروال وونك.كوم، انها سلاح حراري نووي، ما يشكل تطوراً واضحاً في البرنامجين النووي والبالستي الكوريين الشماليين اللذين تحظرهما الأسرة الدولية”. وذكرت رئاسة أركان القوات الكورية الجنوبية في بيان أنّ “الهزة رصدت ظهر الأحد بالقرب من موقع التجارب النووية في بونغي-ري”.

واعلن المركز الصيني لمراقبة الزلازل بعد ذلك أنّ “زلزالاً بقوّة 4,6 درجات ناجماً عن انهيار هز كوريا الشمالية بعد أقل من عشر دقائق على الزلزال الأوّل”. وكانت كل التجارب النووية السابقة لكوريا الشمالية ادت الى هزات ارضية رصدتها مراكز مراقبة الزلازل الاجنبية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى