تركت طفلين في المنزل وذهبت لتشتري الطعام مع طفلها الرضيع (4 اشهر)… ورود (28 سنة) قضت بطلق ناري في حرب تجار المخدرات !!

حملت طفلها على يدها وتوجهت إلى السوق لجلب الطعام لطفليها اللذين كانا ينتظرانها في المنزل مع والديهما، الا أنّها لم تتمكن من العودة لاطعامهما وإكمال حياتها الى جانب عائلتها، بعدما خطفت رصاصة روحها وسط الطريق في مخيم شاتيلا، لا لذنب ارتكتبه إلا لأنّها تعيش في منطقة لا سلطة للدولة عليها، يسرح فيها تجّار المخدرات والخارجين على القانون من دون حسيب ورقيب… سقطت ورود كنجو ووقع من يدها طفلها وجيه، وسقط معها أمان مواطنين لا يعلمون إن خرجوا من منزلهم، هل سيعودون سالمين!

لحظات الكارثة

وثّقت الكاميرات المزروعة في المكان المصيبة الجلل، لينتشر بعدها مقطع الفيديو للحظة إصابة ورود، وكيف أنّها كانت تحمل ابنها ذا الأشهر الأربعة، وفي يدها الأخرى كيس الأطعمة التي اشترتها لأولادها، لتسمع صوت أزيز الرصاص وتحاول الابتعاد، واذ بلحظة تصاب وتقع وطفلها أرضاً، ليهرب من كان في المكان، تاركين الضحية غارقة بدمها.

كُتب على ورود أن تدفع ثمن التفلُّت الأمني في مخيم شاتيلا، والسلاح المتلّفت في أيدي الزعران وتجّار المخدرات؛ هي التي قسا عليها الزمن عندما دفعتها الظروف الاقتصادية الى ترك مسقطها وادي نحلة، حيث ارتبطت بابن عمتها، وعاشا في مخيم شاتيلا بحثاً عن لقمة عيش كريمة. ووفق ما قاله والدها محمد، المفجوع من هول المصاب، فإنّ “زوج ابنتي يعمل في بيع الخضر، وقد اختار السكن في المخيم كون بدلات الإيجار منخفضة وكذلك يمكنه الاسترزاق”، وأضاف: “في الأمس، جلس زوج ورود في المنزل مع طفليه، في حين توجهت ابنتي الى السوق لشراء الطعام، لتكون الرصاصة بانتظارها وهي في طريق عودتها، حرمت عائلتها منها وحرمتني من حنيتها وبرّها”.

غصة الفراق وانتظار القصاص

عند نحو الساعة الثانية عشرة والنصف من ظهر أمس، تلقى محمد اتصالاً أُطلع من خلاله على نقل ابنته الى مستشفى المقاصد، وقال: “سارعت وكل أملي ألا اخسرها. دعيت الله كثيراً أن يُبقي الروح في جسدها، والا يحرمني منها. الا أنّ هذه إرادته، ولا اعتراض على حكمه، لكن مع ذلك، فإنه لا يمكنني قبول أن تقتل ابنتي بسبب زعران لا يقيمون لأرواح الناس أي اعتبار”، وأضاف: “مطلبي هو أن تتحرّك الدولة وتوقف القتلة المجرمين الذي حرموا ثلاثة أطفال من أمهم، فمَن سيعوضهم فراقها، وكيف يمكن طفلها الذي كان على ذراعها ان يتقبل عندما يكبر ما حصل مع والدته، وكيف خسرها وهو في عزّ حاجته إليها، كيف له أن ينسى، برغم صغر سنة وقوعه عن يدها وأنّها للمرة الأولى لم ترفعه وتطيّب خاطره؟”.

ووفق ما قال مصدر في قوى الامن الداخلي لـ”النهار”، فإن إشكال امس “وقع بين تجّار مخدرات، وقد فتحت فصيلة بئر حسن تحقيقاً بالحادث الا أنّ توقيف أي شخص داخل المخيم يعود الى الجيش”، وإذ سلّم أحد المتورطين بالإشكال نفسه فجراً الى قوات الأمن الوطني في مخيم شاتيلا، فإنّ القاضي عويدات طلب من الأجهزة الأمنية المختصة إجراء اللازم لتوقيف الذين تسبّبوا بمقتل ورود.

تحرك ومطالب

رداً على مقتل ورود، انطلقت اليوم مسيرة شعبية في المخيم مردّدة هتافات تطالب باجتثاث تجار المخدرات، فيما دعت بيانات العديد من القوى السياسية والفصائل لضرورة محاربة المخدرات في المخيمات وغيرها من التجمّعات في لبنان.

وقد دعت رابطة علماء فلسطين في بيان أمس، “كل الفصائل الفلسطينية الضرب بيد من حديد على يد هؤلاء”، مؤكدة أن “أرواح الناس ليست رخيصة؛ فحرمة الدماء عظيمة عند الله بعظمة البيت العتيق”. وأضافت: “مرة جديدة يحصد السلاح العبثي أرواح الأبرياء، فلقد أبكى قلوب المؤمنين مشهد المرأة التي أردتها رصاصات الغدر أرضاً في مخيم شاتيلا وهي تحمل رضيعها”، وأشارت أن “القتلة هم تجار المخدرات، الذين لا يراعون حرمة لدين ولا أخلاق ولا إنسانية”، مشددة على أن هؤلاء الحفنة من المتهورين المتفلتين وجب على أهل المخيم وكل المسؤولين محاسبتهم”.

أمس، ووريت ورود في الثرى، بعدما خط السطر من حياتها مجرمون لا يزالون يتابعون حياتهم بشكل طبيعي بعد أن غيروا مصير عائلة الى الأبد.

المصدر : أسرار شبارو – النهار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى