‘تشفيط’ فَجريمة.. فراشة العيد قُتلت بأبشع طريقة وهذه التفاصيل الجديدة

هي رصاصات الموت، أو بالأحرى رصاصات الغدر التي اصطادت تلك العصفورة الصغيرة التي لم تسمع سوى بألعاب الصغار، لكنها لم تعلم أنّ ألعاب الكبار سوف تنهي حياتها في لحظة جهل سجل عليها “صنع في لبنان”.

في الخامسة من بعد ظهر أمس الخميس، وصلت الطفلة رؤى مظلوم البالغة من العمر 4 سنوات الى مستشفى دار الامل الجامعي، بعدما اصطادتها رصاصة طائشة بينما كانت متواجدة امام منزلها في بلدة بريتال- شرق بعلبك. والإصابة كانت مباشرة وقاتلة، وعلى رغم من محاولتها المقاومة الا انها قررت الاستسلام ورحلت تاركة في أذهان من عرفها الضحكة الجميلة.

في التفاصيل، فقد وقع خلاف بسبب “التشفيط” بين شبّان من آل مظلوم وآخرين من آل اسماعيل، نتج عنه اطلاق نار متبادل بين الطرفين اصيبت فيه الطفلة رؤى مظلوم عن طريق الخطأ حيث نقلت الى مستشفى دار الامل الجامعي في بعلبك لكنها اسلمت الروح متأثرة بجراحها.

ولاحقا وفي ساعة متأخرة من الليل، سلّم احد المشاركين من آل اسماعيل نفسه لمخابرات الجيش، فيما قام الجيش بتوقيف مشارك آخر في الاشكال.

من جهته، قال محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر: “في الوقت الذي نأسف فيه لسقوط طفلة شهيدة بعمر الورد ضحية الرصاص القاتل، ندعو جميع المشاركين إلى تسليم انفسهم للاجهزة الامنية لينال كل شخص جزاءه”.

مقتل الطفلة رؤى اثار موجة استنكار واسعة في البقاع عموما وفي بريتال خصوصا، وباعتراف الجميع “آن الاوان لوضع حد للفلتان الامني ايا يكن الثمن.. فالناس قرفت”. ولهذا تداعى اهالي بريتال الى وقفة استنكار امام جبانة بريتال اليوم الجمعة عند الخامسة عصرا، مع الالتزام التام باقفال جميع المؤسسات التجارية في البلدة.

كما أصدرت بلدية بريتال بيانا جاء فيه: “ان بلدية بريتال تعلن أنها تتوقف عن العمل وتقفل ابوابها اليوم الجمعة احتجاجاً على الاعتداء على طهر الطفولة الذي تمثل بأبشع صوره باغتيال فراشة العيد وملاك ليلة القدر رؤى حسين مظلوم تغمدها الله بواسع رحمته وألهم والدَيها وذويها صبرَ المحتسبين”.

ودعت بلدية بريتال الجهات الأمنية والقضائية المختصة للتحقيق المهني الدقيق في هذه الجريمة النكراء لينال المتسببون بها الجزاء الوفاق.

وختم البيان بالشكر لعائلة آل اسماعيل على الخطوة الجريئة والمسؤولة بتسليم ابنهم الى السلطات المختصة، داعية الطرف الآخر للامتثال للخطوة نفسها لتحديد الحقوق والواجبات والتبعات على كل من تسبب بهذا الحدث الذي آلم جميع عائلات بريتال.

توازيًا، كان للمفتي الشيخ عباس زغيب رأيه في الموضوع، وقال لـ”لبنان 24″: “ومن قتل نفسًا بغير نفس او فساد في الارض كانما قتل الناس جميعا”، وأضاف “انها الطفولة التي سوف تسألنا جميعا خصوصا نحن الذين كان باستطاعتنا وضع حد لهذا الفلتان، فبأي ذنب قتلت رؤى، نعم انها الطفولة التي تقتل كل يوم في منطقة البقاع وخصوصا في منطقة بعلبك الهرمل، وذلك بسبب الفلتان الامني وبسبب الفلتان الاخلاقي وبسبب التجرد من الانسانية عند الذين يطلقون النار بسبب وبدون سبب”.

وتابع زغيب: “اننا من خلال هذه الفاجعة الاليمة التي احرقت قلوبنا اذ نقدم العزاء لذويها وندين هذه الفعلة الشنيعة نقول: لا يجوز اطلاق النار لا فرحا ولا ترحا ولا مشكلاً وكل من يطلق النار فانه قاتل للنفس المحترمة ويجب ان يحاسب ويعاقب بجريمة القتل العمد وليس الخطا”.

واشار زغيب الى انه “من المعيب ان تبقى في اذهاننا في القرن الواحد والعشرين منطق الغوغائية والهمجية مفسرا ان الرجولة والمرجلة ليست باطلاق الرصاص، بل الرجولة الحقيقية تعني الحكمة والقدرة على ضبط النفس وذلك في اشد الظروف. اما من يطلق النار ويسحب سلاحه بسبب او بدون سبب، فذلك يعني انه انسان خائف وجبان، لان اظهار السلاح انما يحصل لشعور حامله بالنقص والضعف، لان السلاح الذي هو عنوان الرجولة والعنفوان والكرامة هو فقط ذلك السلاح الذي تكون وجهته العدو الاسرائيلي والتكفيري وكل ما دون ذلك هو تصديق للمثل القائل السلاح بيد النذل بيجرح”.
وختاما، دعا زغيب الاجهزة الامنية كي تضرب بيد من حديد كل مخل بالامن، سائلا الله ان تكون هذه الطفلة البريئة خاتمة لهذه الظاهرة الجبانة والمتفلتة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى