تغيير تواريخ سلع وإعادة ضخّها في الأسواق بأسماء جديدة.. الغشّ في كلّ شيء والمواطن حقل تجارب

يعشعش الفساد في كلّ شيء، وصل الى لقمة المواطن، بات الأخير في مرمى “المواد المنتهية الصلاحية” التي تُباع في الأسواق بماركات غريبة وعجيبة، سلكت طريقها الى رفوف المتاجر بفعِل الأزمة، ليس أوّلها الجبنة المعفّنة التي تُباع بسعر رخيص نسبياً مقارنة مع باقي أسعار الجبنة والتي سجّل سعرها 4500 ليرة يغرّر بها المواطن الذي يبتاعها وسرعان ما يرميها في “الزبالة”. فاطمة إحدى ضحايا هذا الصنف من الجبنة الذي يباع تحت اسم “تاتا” وهو صناعة لبنانية أو مصنّع لصالح شركة لبنانية، تقول إنها إسترخصت سعرها ولكن المفاجأة كانت أنّ طعمها “محمّض”، فرمتها للدجاجات على حدّ قولها، لافتة الى وجود العديد من الأصناف الفاسدة التي تباع ويقع المواطن ضحيّتها، مؤكّدة أنّها اشترت هذا الصنف من إحدى السوبرماركات الكبرى في منطقة النبطية، ولم يتوقّف الأمر عند الجبن بل تعدّاه الى الشامبو ومواد التنظيف المغشوشة أيضاً والتي تُلحق الضرر بالشعر والجلد، متسائلة عن سرّ غياب الرقابة عن السلع الجديدة التي تستبيح السوق من دون حسيب أو رقيب.

يبدو أنّه كُتب على المواطن مواجهة الفساد بصحّته، فهو إمّا يأكل اللحوم الفاسدة ذات الرائحة الكريهة، بحسب سلمان الذي اشترى لحماً من إحدى ملاحم النبطية تفوح منه رائحة كريهة، ويؤكد لـ”نداء الوطن” أنّ رائحة “زنخة” تنبعث من اللحم بالرغم من طهوه، ما إضطرّه لرميه، مشيراً الى “أنّ هناك لحماً فاسداً أو لحماً غير مطابق لمواصفات الصحّة يباع بـ33 الف ليرة في الأسواق، وهذا يستدعي تدخّلاً سريعاً من المعنيين لمعرفة ما يأكل المواطن”. وإما يأكل زيتاً مغشوشاً، إذ لم يحصل يوماً أن تجمّد الزيت، أو تحجّر، ولكن في لبنان بلد المصائب والعجائب، كلّ شيء ممكن، وِفق سميرة التي إشترت غالون زيت سعة 11 ليتراً بسعر 55 الف ليرة، إسترخصت سعره، وظنّت أنّها حقّقت هدفاً في مرمى أسعار الزيت “الكاوية”، غير أنّ المفاجأة كانت بتحوّل الزيت النباتي الى ما يشبه السمنة أو الدهن المشبّع وهذا الأمر لم يحصل معها سابقاً. بحسبها، باتت تخشى شراء سلع غير معروفة، غير أنّ المقلق “هو أنّ كلّ السلع المتوفرة في السوق مجهولة المصدر، وبتنا نخاف شراء شيء”. ولا تدري سميرة، كما كثر، كيف سيتدبّرون أوضاعهم فيما لو رُفع الدعم عن كلّ شيء، وغزت الأسواق مواد منتهية الصلاحية مع تجميل في غلافها وتحديث تاريخها. أي واقع صحّي سيواجهه المواطن الذي لم يعد يكترث كثيراً لـ”كورونا”، إذ بات الكلّ متصالحاً معه.

تحوّل المواطن حقل تجارب للبضائع الفاسدة في الأسواق، بات محتّماً عليه “بلع الموسى” وارتضاء الغشّ تحت ذرائع “هيدا المتوفر”. كثر وقعوا ضحية هذه البضائع، وكثر أيضاً تعرّضوا للأذى المباشر من دون اعتراض، جلّ ما يفعلونه انّهم يرمون السلعة الفاسدة ويشترون بديلاً عنها باسم آخر.

تغزو السلع الفاسدة الأسواق، سلع مجهولة المصدر بالرغم من غلافها الملفت. وِفق المعلومات، فإنّ مصانع عدّة تعمل في السرّ على تغيير تواريخ السلع وإعادة ضخّها في الأسواق بأسماء وماركات جديدة، إذ تشير المعلومات الى أنّ بضائع كبزر دوّار الشمس والفستق الفاسد يتم شراؤه من سوق صبرا في بيروت، ثم ُيعاد تجفيفه وإضفاء نكهة عليه وتغليفه مع تاريخ جديد في أحد المصانع في إحدى قرى النبطية، ويصار بعدها لتسويقه في قرى الجنوب، من العديسة الى بنت جبيل وصور، تباع الحبة بـ500. أبو علي، صاحب احد الدكاكين في زفتا ” أكل الضرب”، إشترى البضاعة وعند الكشف عليها تبيّن له أنّها “مضروبة” وحبّة فستق “الكريكري” تحتاج حجراً لكسرها، يؤكّد أنّه ردّ البضاعة لأنّها فاسدة، مطالباً وزارة الإقتصاد “بالعمل على كشف المعمل ومصادرة البضائع الفاسدة، لأنّه يكفي الناس “كورونا” ومش ناقصها فساد صحّي”، على حد قوله.

المصدر : رمال جوني – نداء الوطن

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى