تغيّرات مفاجئة في سوريا.. عناق بوتين رسمَ خارطة جديدة ورئيس بارز سيُصالح الأسد!

نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرًا تساءل فيه إن كان الرئيسان السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان سيقيمان إتفاقًا، في ظلّ التطورات الأخيرة في الأحداث والمواقف الدوليّة، معتبرًا أنّ استعادة الحوار بين عدوين ستكون إلتفافة تستحق الملاحظة.

ولفت الموقع الى أنّ رؤساء روسيا وإيران وتركيا، اجتمعوا الأربعاء الماضي بهدف وضع خريطة طريق لسوريا، فيما قال أردوغان إنّه يبحث عن حلّ مقبول ودائم للشعب في سوريا.

وتابع الموقع: “بالنسبة إلى سوريا، البلد الذي اجتاحته الحرب لسنوات فإنّ وصفة سوتشي تبدو سهلة، بشكل معاكس للواقع”. وقال أردوغان إنّ مؤتمر الحوار السوري سيعقد في سوتشي في بداية كانون الأول، مع تمثيل الأطراف المعتدلة على أن تليها إنتخابات حرّة وعادلة.

ووفقًا لما جاء في التقرير فالمشاركة التركية الرئيسية المحتملة تكمن بجلب السنّة المعتدلين الى طاولة الحوار.

وذكّر التقرير بأنّ العلاقات التي كانت جيدة بين أردوغان والأسد توتّرت بعد العنف في سوريا الذي تصاعد منذ عام 2011، والتي تلاها دعم أنقرة للجماعات المعارضة، لكنّ هذا الحلم تراجع، وأهداف تركيا في سوريا تغيّرت بشكل جذري. فالطلب الجوهري لأنقرة اليوم في سوريا هو إنهاء الحكم الذاتي المتصاعد لأكراد سوريا، وعند رفض أردوغان مشاركة الأكراد في قمّة سوتشي، لم يعرب عن الأمر نفسه بالنسبة إلى الأسد والحكومة السورية، بحسب التقرير.

لكن ماذا عن الحوار مع الأسد، يسأل التقرير، ويوضح أنّ الرئيس السوري لم يشارك في قمّة سوتشي الثلاثية، وتجلّى ذلك بوضوح بسبب العداوة التركية المستمرّة تجاهه، ولكنّه كان في الصورة، إذ التقى الرئيس فلاديمير بوتين قبل يومين من انعقاد القمّة، وتلقّى استقبالاً حارًا. فهل سيعاد تأسيس الحوار التركي مع الأسد؟

ولفت التقرير الى أنّ أردوغان أثار الإعلام التركي عبر القول إنّ الأبواب في السياسة مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة، وذلك في معرض رده على احتمال إجراء اتصال أو تعاون مع الأسد.

ويقول بعض المعلّقين الأتراك المقربين من الحزب الحاكم في تركيا “إنّ الأسد لم يعد كبير خصوم تركيا”. وبرأيهم “الأعداء هم الأكراد، والولايات المتحدة التي دعمت الأكراد”.

من جانبه، كتب الصحافي إبراهيم كاراغول في صحيفة “يني شفق” الموالية للحكومة التركية: “لا يجب أن تكون تركيا مهووسة بالأسد أو بنظامه، يجب أن يكون لها موقف مقابل كلّ المحاولات الهادفة الى تقسيم سوريا. تهديدات كبيرة تستهدف المنطقة وتركيا”.

والجدير ذكره أنّ روسيا وإيران تُشاركان تركيا رغبتها بتقليص الدور الأميركي في سوريا، أو إزالته بحسب التقرير. أمّا حديث أردوغان عن هجوم لتطهير عفرين من الأكراد وتهديداته المتكرّرة، فلا يبدو أنّها خيار وارد بين أوراق الحلّ الآن، فأكراد سوريا لديهم سجل حافل في القتال، مسلّحون بشكل جيّد ويدافعون عن أنفسهم، كذلك فإنّ قتالهم من دون دعم جوّي سيكون محاولة تحمل الكثير من المخاطرة، كما أنّ الأكراد مدعومون من الوحدات الأميركية المتمركزة في 13 نقطة داخل سوريا، بحسب تقديرات تركيا إضافةً الى قوة الدعم الجويّة.

وعلى الرغم من أنّ الحرب على “داعش” تتجه الى خواتيمها، وهي سبب وجود القوات الأميركية في سوريا، فقد أعلن وزير الدفاع الأميركي جايم ماتيس منذ أسبوعين أنّ قواته باقية في سوريا “ولا انسحاب من سوريا والعراق الا بعد نجاح جنيف”.

واستطرد التقرير في الحديث عمّا تريده تركيا في سوريا، خصوصًا بشأن الأكراد، وخلص الى أنّ الأسد هو من يملك طائرات وقوات داخل بلده، وهو القادر على تحقيق أهداف تركيا وروسيا في سوريا، فهل يُمكن أن يتعالى الأسد وأردوغان ويصلان الى اتفاق؟

(ميدل إيست آي – لبنان 24)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى