جدتي … رحم الله وجها كان يشع نورا وفرحا , بقلم | محمد علي درويش

بقلم : محمد علي درويش

جدتي الحاجة أم علي … كم اشتقت اليك بكت عيني وحقّ لها البكاء .. وقلبي صار مجروحاً كسيراً..

هي لحظة من أصعب اللحظات، لحظة حزن وفراق. تشعر بأن الدموع تنزف داخل فلبك ولا شك انها انهمرت ولكنها لا تكفي.

جدتى شكرا لانك علمتنى مبادىء دينى وغرست فى نفسي القيم السامية.

رحلت تلك الغنيّة عن الناس.. الفقيرة إلى الله. رحلت بكل صفاء وبكل طهر..

رحلت جدتي الحاجة ديبة نصرالدين ركين “الست ام علي” وتركت لنا الديار خاوية حزينة وكئيبة..

في كل الزوايا أراها، في وجه أمي وفي حزن خالي، وفي بكاء احفادها.. رحلت ورافقتها تلك الفرحة التي كانت تسكن قلوبنا، وابتسامتها التي لا تفارق محياها.. لم يكن من السهل أن أنظر إليها كجسدٍ بلا روح. كم هي عظيمة تلك الجدة، أعياها المرض وأنهكها التعب، وكانت صابرة محتسبة..

كانت تقاوم بالذكر والاتكال على رب العباد.. كانت امرأة عابدة، صائمة، قائمة، ذاكرة لله آناء الليل وأطراف النهار، مافترَ لسانها يوماً عن ذكره..

وكأني أرى سجادتها أمامي الآن، وقد تمزقت مواطئ قدميها واهترأ موضع جبينها، فتقبّل الله منها..

اللهم ارحم جدتي واغفر لها .. اللهم نوّر مرقدها وعطر مشهدها وطيّب مضجعها وآنس وحشتها اللهم إنها في ذمتك وحبل جوارك فقِها فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحمد لله..

اللهم استقبلها عندك خالية من الذنوب والخطايا واستقبلها بمحض إرادتك وعفوك وأنت راضٍ عنها غير غضبان عليها.. برحمتك يا أرحم الراحمين.. حفيدك المحب محمد درويش
 
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى