خبر سار لمن يمشي في نومه!

وجدت دراسة جديدة أن الذين يسيرون أثناء النوم هم الأكثر عرضة لعملية “التوجيه الآلي” حتى عندما يكونون مستيقظين، وهو ما يجعلهم يتمتعون بمهارات تفوق الأشخاص الطبيعيين.

واكتشف الباحثون هذه النتائج بعد إجراء اختبارات لعدد من الأشخاص الذين يسيرون أثناء النوم، وهو ما يعرف طبيا باسم “سرنمة ” أو “الجُوال”، وهو أحد اضطرابات النوم، يحدث خلالها قيام المريض بأنشطة من ضمنها المشي.

ووجد الباحثون أن أولئك الذين يميلون إلى السير أثناء النوم هم أقل تأثرا بالحاجة إلى العودة للوراء عند بلوغ هدف ما، حيث أنهم أقل ترددا في اتخاذ القرارات، وكانوا قادرين على الاستمرار في المشي على النحو الطبيعي فيما أولئك الذين لا يعانون من هذا النوع من اضطرابات النوم كانوا أكثر ميلا للتخلص من المهام الموكلة إليهم في وقت مبكر، وهذا ما يشير إلى أن الذين يعانون من السرنمة يمتلكون مزايا ومهارات متعددة مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.

ويعتقد بأن المصابين بهذا النوع من اضطراب النوم، يمكنهم القيام ببعض الأشياء المعقدة بالإضافة إلى المشي، مثل ارتداء الملابس وقيادة سيارة أو العزف على آلة موسيقية، ويؤثر هذا الاضطراب على 2 إلى 4% من البالغين، وأكثر من 10% من الأطفال على الرغم من أن معظمهم سيتخلص من هذا الاضطراب بمجرد الوصول إلى سن البلوغ

وقال الدكتور أوليفر كاناب، وهو محاضر في علم الأعصاب الإدراكي في جامعة سنترال لانكشاير، إنه “لم يعرف سوى القليل عن علامات السير أثناء النوم، وذلك أساسا بسبب صعوبة التحقيق في هذه الحالة تجريبيا”، وأضاف: “تقدم أبحاثنا رؤية لهذه الاضطرابات في النوم، وتوفر صلة علمية واضحة بين العمل والوعي والنوم”.

وقام فريق البحث بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين الأولى من المرضى والثانية من الأشخاص الطبيعيين، وطلب من كليهما ارتداء سماعات الواقع الافتراضي والسير مع “الرموز الافتراضية” نحو الهدف المرئي، ومن ثم طلب منهما تكرار المهمة بالمشي إلى الوراء في سبع خطوات، وسجل العلماء سرعة المشي ودقة الحركة لدى المرضى أثناء قيامهم بذلك، بينما كانت حركة الأشخاص العاديين أكثر بطئا بشكل ملحوظ عند الرجوع إلى الوراء.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، البروفيسور أولاف بلانكي، رئيس مختبر علم الأعصاب الإدراكي في مدرسة “بوليتكنيك فيدرال لوزان” (EPFL) في سويسرا: “وجدنا أن المصابين باضطرابات “سرنمة” واصلوا السير بالسرعة والدقة ذاتها كما كانوا من قبل، وكانوا أكثر وعيا لتحركاتهم على عكس المشاركين الطبيعيين”.

وأضاف بلانكي أن “البحث يعد الأول من نوعه في توفير المؤشرات الحيوية الهامة للمصابين باضطراب السير أثناء النوم”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى