خلافٌ مع زوجها انتهى بإشعالها نفسها… ملاك ضحيّة جديدة للعنف الأُسري

قضية عنف أُسري جديدة تخرج من خلف الجدران مثيرة الرأي العام، ومسلِّطة الضوء على ما يعانيه عدد من النساء من تعذيب نفسي وجسدي. هذه المرة كُتب على ملاك الزبيدي أن تكون الضحية الجديدة لحياة زوجية لم تؤمّن لها الراحة والاستقرار، وكانت النتيجة حروقاً طالت 50 في المئة من جسدها بعد خلاف مع زوجها انتهى بإشعالها نفسها.

تهديد كارثي

اليوم تصارع ملاك (20 سنة) الموت. من العراق ستقصد لبنان لمتابعة علاجها، بحسب ما قالته شقيقتها سارة لـ”النهار”، شارحة: “وضعها خطير، تعاني من حروق من الدرجة الثالثة، كل ذلك بسبب زوج أمعن في تعذيبها وحرمانها من أهلها”، وعما حصل، قالت: “قبل أسبوع حصل إشكال بين ملاك وزوجها (25 سنة)، قام بضربها بسلك أمام عائلته، ليخرج بعدها من المنزل قبل أن يعود من جديد، وعندما رآها تبكي عاود ضربها، عندها هددته بحرق نفسها إن لم يصطحبها إلى منزل أهلها،

وتوجهت إلى الحديقة حيث سكبت البنزين على جسدها، وبدلاً من أن يقوم بتهدئتها أعطاها ولاعة لتقع على إثرها الكارثة”، مشيرة إلى أن “ملاك أطلعتنا أنه لم يكن لديها النية لإحراق نفسها بل كانت تحاول الضغط على محمد، ولم يخطر في بالها أن تهديدها بالولاعة سيشعل البنزين فوراً”، مؤكدةً: “ربع ساعة وهي تحترق من دون أن يحاول أحد إطفاءها، في حين لم يتم نقلها إلى المستشفى إلا بعد ساعة”.

تعنيف مستمر

“ليست المرة الاولى التي تعنف فيها ملاك (من النجف)، فعلاقتها بزوجها الذي ارتبطت به قبل ثمانية أشهر بعد قصة حب، كانت سيئة منذ البداية”، قالت سارة شارحة: “خيّرها منذ البداية بينه وبين أهلها، وذلك على خلفية رفض والديّ ارتباطها به كونه متزوجاً ولديه ولد، هددها إن فضّلتهم عليه، بقتلهم، لذلك كانت تتواصل معهما بالسرّ من خلال هاتفه وتطمئنهما على حالها، ولم تزرهما إلا مرة واحدة بعد زواجها، حينها كانت والدتي قادمة من تركيا، جاءت لرؤيتها بشكل سريع وكانت قد تعرضت للضرب من قِبله”، لافتة الى أن “والد محمد وهو عقيد في الجيش، سعى من أجل أن يوافق ابنه على تهدئة النفوس والسماح لشقيقتي بزيارتنا”.

توقيف وإنكار

“بعد وقوع الكارثة تلقت والدتي اتصالاً هاتفياً من عائلة زوجها أخبرتها أن ملاك تعرضت لحروق بسيطة وتم نقلها الى المستشفى، سارعت إلى هناك لكنها مُنعت من الدخول بدايةً بسبب انتحال والدة محمد شخصيتها، في حين أدلى والد محمد أن ما حصل قضاء وقدراً، وأن سبب احتراق ملاك موقد الغاز”، قالت سارة، لافتة إلى أنه “تقدمنا بشكوى ضد محمد وهو الآن موقوف وينفي تورطه بقضية احتراق شقيقتي، إلا أن وزير الداخلية وقائد الشرطة يهتمان بالقضية ويتعاملان معها بمهنية عالية، حيث تم إيقاف شقيقه أيضاً كونه تعرض لها هو الآخر بالضرب”.

القضية من وجهة نظر معاكسة

من جانبها، قالت والدة زوج ملاك، في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، إن “ملاك تعيش معنا ونحن نعتبرها كابنتنا، وقد حصل الحادث عند الساعة السابعة والنصف مساء من ذلك اليوم، حينها سمعنا صوت صراخ في الحديقة، سارع زوجي وابني احمد وعملا على إطفاء ملاك، أما محمد فبدأ بالصراخ من دون أن يعلم ما عليه فعله، سارعنا بها إلى المستشفى، اتصلنا بوالدتها وأطلعناها أن ابنتها احترقت، وعندما وصلت طلبتُ منها عدم الدخول الى الغرفة قبل أن يتم تنظيف جروح ملاك حتى تتمكن من رؤيتها، وذلك من خوفي عليها من أن تنهار كوني أمّاً وأعرف شعور الوالدة فيما إن رأت ولدها بهذا الحال”. وعن سبب المشكلة قالت: “أيا تكن الأسباب، لا يجب أن يصل الأمر بإنسان إلى أن يؤذي نفسه، فلكل مشكلة حل، حتى لو كان زوجها يضربها”، وعما إن كانت أول حادثة بين ملاك وزوجها، قالت: “كلا، سبق أن شطبت يدها بالشفرة والسكين”.

قصة ملاك أعادت الى الأذهان قضية إسراء الغريب التي أثارت الرأي العام بعدما دفعت حياتها نتيجة عنف أسري. وكم من ملاك وإسراء ما زلن يتعذبن من دون أن يخرج وجعهن إلى العلن.

يذكر أن حملات عالمية عدة أطلقت تزامناً مع الحجر المنزلي لحماية النساء من العنف الأسري، ووثقت بيانات قوى الأمن تزايداً في حالات العنف المذكورة.

المصدر : أسرار شبارو – النهار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى