دهستها سيارة وهي تجمع سكاكرها…قمر ابنة السنتين رحلت قبل أن تتذوّق الحلوى!

فرحتها لم تسعها عندما حصلت على نقود من والدتها، فسارعت الى انتعال حذائها وانطلقت الى السمان للحصول على السكاكر، لكن في طريق عودتها وقع كيس المشتريات أرضاً، انخفضت لتلملم “ثروتها”، وإذ بسيارة ترجع خلفاً فتدهسها، كسرت رقبتها على الفور، ماتت قبل ان تأكل الحلوى… هي قمر كجك ابنة السنتين التي انكسف نورها قبل أن يضيء سماء حارتها.

دهس “هادئ”

عند الساعة الأولى والنصف من يوم الثلثاء الماضي حلّت الكارثة على حارة الجديدة في الميناء طرابلس (حارة التنك)، وبحسب ما قالته جارة العائلة التي كانت شاهدة على ما حصل “لم يعلم السائق أنه دهس قمر لصغر قامتها، أكمل طريقه، قبل ان يناديه من كانوا في المكان ويطلعونه على فعله، سارع الى نقل الطفلة الى المستشفى الاسلامي، قبل ان يهرب خشية من ردة فعل عائلتها، لكنه عاد وسلم نفسه بعد يومين الى مديرية المخابرات في #الجيش اللبناني”.

حارة خارج الخريطة

عجزت والدة قمر المصدومة من حجم خسارتها التعبير عن هول مصابها، كل ما تمكنت من قوله بغصة “لله ما اعطى ولله ما اخذ، لا اعلم ما سأفعله، اترك الامر لزوجي لمتابعة القضية”. يقاطعها جارها شارحاً “ليست قمر اول من يلفظ انفاسه في هذه الحارة التي تشبه احد احياء مصر الفقيرة، الفقر والحرمان ظاهران في كل شبر، سواء على الارض او الجدران او التنك عدا عن الاهالي، وكأن ذلك لا يكفي حتى نخسر ابناءنا نتيجة سماح البلدية للسيارات بالمرور في الازقة الضيقة، فقد نفضت يدها ومعها الدولة من هذه الرقعة ما يشعرنا اننا خارج الخريطة اللبنانية، فقبل نحو خمس سنوات توفيت ابنة احد سكان الحي المعروف بابو حسام للسبب نفسه”.

تعديات بالجملة

لا شيء سيعيد قمر لتضيء منزل عائلتها المؤلف من اربع شقيقات قبل خسارتها اضافة الى والدتها ووالدها العامل البسيط الذي قد لا يتمكن من تأمين قوت اولاده كل يوم، ومع هذا حملنا سؤال الجيران عن سبب سماح بلدية الميناء للسيارات بالمرور في هذه الحارة، فكان جواب رئيسها عبد القادر علم الدين “السكان في هذه المنطقة واغلبيتهم فلسطينيون وسوريون وقلة من #عكار والضنية متعدون على الاملاك الخاصة والعامة، ابنية من تنك موزعة عشوائياً، حتى وصل الامر ان شاحنة النفايات تعجز عن الدخول الى الحارة بسبب ضيق ازقتها، وان اردنا توسيعها يعني ازالة كل المخالفات”. واضاف: “نطلب من الدولة القيام بهذه الخطوة لنقوم بتزفيت الطريق”، هذا الكلام رد عليه جار عائلة كجك بالقول: “لماذا لم يمنعوا الناس منذ البداية من البناء، ام انهم يريدون اغراقنا بالفقر ومن ثم يطلبون تدميرنا قبل منازلنا”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى