رجل يجمع تبرعات لطفل مريض ثم يختفي فجأةً وكذلك الأموال.. الفاجعة حدثت للصبي

قام عدد كبير من الناس في برلين بتأسيس جمعية لجمع تبرعات؛ لمساعدة طفل عمره 9 سنوات -يدعى باول- لإصابته بمرض وراثي نادر يسمى (خلل الغدة الكظرية وبيضاء الدماغ)، وهو مرض يسبب فقدان طبقة المايلين المحيطة بالخلايا العصبية في المخ.

وكان من المفترض أن يتم إنفاق الأموال كافة التي يتم تجميعها في جمعية “ضحوا من أجل باول”، لمساعدة الصغير باول، وشراء العجلة الكهربائية المخصصة للمعاقين؛ لمساعدته على الحركة.

فيما عرض أحد منظمي الحفلات، ويُدعى رونالد كوشارسكي، أن يقوم بدعم الجمعية بتنظيم حفل يتم فيه جمع الأموال لصالح باول، ولكن قبل موعد الحفل بقليل تُوفي باول. إلا أن الحفل أقيم في موعده.

وقال كوشارسكي لصحيفة Der Tagesspiegel التي تصدر من برلين: “لدينا الآن عمل أكبر، سوف يتم إعطاء أموال التبرعات التي سيتم جمعها في الحفل لوالدة باول، لتبدأ حياة كريمة، وتنفق على جنازة صغيرها. أما العجلة الكهربائية التي اشتريناها لباول فسوف يستفيد بها طفل مريض آخر”.

ولكن، اتضح بعد ذلك أن الأمور سارت على نحو مختلف تماماً.

انفضّت الجمعية وليس فيها سنت واحد

في حديثه مع صحيفة Der Tagesspiegel، قال مايكل زايسلر، من شركة KuBe لمستلزمات المرضى والمعاقين: “لم نر السيد كوشارسكي قط منذ ذلك اليوم”. واتضح فيما بعد أن العجلة لم يتم شراؤها أصلاً، وأن الجمعية لديها عجز يقدر بـ3500 يورو، يُفترض أن يردها السيد كوشارسكي إليها.

وقال أعضاء جمعية “ضحوا من أجل باول”، إنها انفضّت ولا يوجد بها حالياً أي أموال، وإن المال الذي كان من المفترض أن تحصل عليه الجمعية هو المبلغ الذي سيتم جمعه في صندوق التبرعات في الحفل، إلا أنهم لم يجدوا في الصندوق سوى 300 يورو فقط. ولم يكن هناك أي عقد أو اتفاق مكتوب بشأن الأموال.

وكان كوشارسكي قد صرح لصحيفة Der Tagesspiegel بأن عدد الذين حضروا الحفل كان أقل بكثير من المتوقع، وأنه كان يتوقع جمع 18000 يورو.
لم يدفع التبرعات التي وعد المستشفيات بها

وأوضحت صحيفة Der Tagesspiegel أن كوشارسكي لم يسلّم قط أي تبرعات وعد بها.

إذ قالت كلاوديا دينز، عضو مؤسسة بانكو بيورن شولتز: “لقد روّج كوشارسكي للعديد من الحفلات مستخدماً شعارنا، وقال إن أموال التبرعات سوف تكون لصالح مركز Sonnenhof لرعاية الأطفال من ذوي الحالات الحرجة، إلا أن هذه التبرعات لم تصل إلينا قط”.

وقام كوشارسكي في عام 2014 بتنظيم حفل خيري، وكان من المقرر أن يحصل مركز رعاية الأطفال على تبرعات بقيمة 1000 يورو. كذلك قام في أوائل عام 2015 بتنظيم حفل آخر للغرض ذاته، وبعد الحفلين، لم تحصل المؤسسة على أي أموال.

ولم يكن هناك اتفاق مكتوب كذلك؛ ومن ثم فإنه لا يوجد لدى المركز أي طريقة للحصول على هذه الأموال.

وينفي كوشارسكي أن يكون له أي أغراض سيئة من وراء هذا؛ بل ويتهم جمعية “ضحُّوا من أجل باول” بإخفاء 100 تذكرة من تذاكر الحفل الخيري، إلا أن الجمعية تنفي هذا الادعاء.

عائلة الطفل لا تزال بحاجة إلى المساعدة

ويبدو أنه من غير المتوقع أن يتضح الأمر قريباً بشأن كوشارسكي وعلاقته بالجمعية، إلا أن الأمر الأكثر وضوحاً أن عائلة باول لا تزال بحاجة إلى المساعدة. وقد دشنت بالفعل إحدى المدونات على الإنترنت نافذة لجمع التبرعات من أجلهم لبناء قبر لباول، ودفع التكاليف المتبقية من الجنازة.

المصدر : هفنغتون بوست

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى