زاسبكين: سنكثّف عملياتنا العسكرية في سوريا ولن نتوقف حتى النهاية (مقابلة للاعلامية فاطمة سلامة)

فاطمة سلامة:

يمضي تنظيم “داعش” وأخواته في توسيع بيكار إرهابه ليشمل ما يحلو لهم من مناطق على امتداد العالم. فرنسا كان لها النصيب الوافر من هذا الإرهاب. الوحشية لم تعد تقتصر على بلاد الشام، كما ظنّ البعض، الذي استفاق متأخراً لحماية بلاده. فما كان محرماً قبل سنة أصبح ضرورياً. على العالم إنجاز تسوية سياسية بأسرع وقت ممكن.

لم تُغرّد روسيا منذ البداية في سرب تلك الدول. أيقنت موسكو في مرحلة متقدمة خطورة الإرهاب التكفيري، ففتشت أولاً عن حل سياسي يحفظ لسوريا سيادتها، لتعود وتستخدم الخيار العسكري كإحدى السبل لمكافحة الإرهاب. سفيرها في لبنان ألكسندر زاسبكين يتحدّث لـ”العهد الإخباري” عن تكثيف العمليات العسكرية الروسية على الأرض السورية، مشيراً الى أنها لن تتوقف حتى تحرير جميع الأراضي السورية من الإرهاب.

وهنا نص المقابلة:
س. نبدأ من العملية الجوية الروسية أمس (الثلاثاء) في سوريا. الصحف ضجّت بهذه العملية واعتبرتها الأقوى والأكثر تعقيداً في تاريخ الحرب. ماذا تقولون في هذا السياق؟

ما حصل بالأمس كرّر نهج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ تسلمه الرئاسة. موسكو لديها تجربة واسعة في مجال مكافحة الإرهاب في عدة أماكن بالداخل الروسي. هناك توجه لتنشيط الجهود العسكرية في سوريا أكثر فأكثر.  سنكثف الجهود في مجال مكافحة الإرهاب، ومشاركة روسيا العسكرية مستمرة وستكثر العمليات باعتبار أننا نتصرف وفق المادة (51) لميثاق الأمم المتحدة ووفقاً للشرعية الدولية.

س. في الآونة الأخيرة، كثرت تصريحات بوتين حول ضرب الارهاب. في أي سياق تأتي هذه التصريحات؟

لا حلول وسطى بنظرنا. الطريقة العسكرية هي الحل الوحيد لمكافحة الإرهاب. اذا حاول البعض التفريق بين إرهابي وآخر، بالنسبة لنا الإرهابيون جميعهم يجب محاربتهم. كل المجموعات المسلحة غير شرعية. وعلى المستوى الدولي صنفت “داعش” و”النصرة” كمنظمتين ارهابيتين غير شرعيتين.

نقف اليوم أمام مفترق طرق بعد الإتفاق خلال اجتماعات فيينا على تأليف لائحة بأسماء المجموعات الارهابية، والمجموعات الجاهزة للتعامل مع الجيش النظامي الشرعي لمكافحة الإرهاب. لذلك لا مكان للغموض في المرحلة القادمة. علينا أن  نحدد لتكوين صورة واضحة تُسهل المهمات في هذا المجال سواء  على صعيد مكافحة الإرهاب أو إنجاز العملية السياسية.

وألفت الى أن استهداف الطائرة الروسية في مصر شكل دافعاً إضافياً للمضي في عملية مكافحة الارهاب.
س. هل لديكم معلومات جديدة تتعلّق بوقائع استهداف الطائرة الروسية في مصر؟

حتى الآن واضح أن هناك تفجيراً. طبعاً كما بات معلوماً روسيا أعلنت عن جائزة لمن يزودها بالمعلومات. موسكو تريد وثائق وبراهن. نحن مقتنعون أن الارهاب مسؤول عن ما حدث تماماً مثلما نقتنع ان “داعش” واخواتها أعداء لنا. لكن نبحث عن المنظم والمنفذ لهذا العمل الارهابي. هناك تعاون مع الدولة المصرية، ونرفض أن يؤثر الحدث على العلاقات بين البلدين.

س. بالعودة الى محاربتكم للإرهاب على الأرض السورية. أين ستقفون؟

لا تراجع قبل القضاء على الارهاب. مستمرون حتى النهاية، ومهمة القوات الجوية الروسية تأييد التحرك البري للجيش السوري لتحرير الأراضي من الإرهاب.

س. هل تعدون الساحة بمفاجآت عسكرية؟

لا أستطيع التحدث من الناحية العسكرية، أتكلم بصفتي الدبلوماسية، موسكو خلال السنوات الأخيرة تبذل جهوداً كبيرة جداً لتحديث الجيش الروسي وهذا البرنامج طويل الأمد ومستمر حتى السنوات الخمس القادمة. هناك اهتمام روسي كبير لإحداث قفزة نوعية متكاملة في المجال العسكري.

س. مع من تنسق روسيا في هذا المجال؟

روسيا تنسق مع النظام السوري لأنها الجهة الشرعية المسؤولة. لدينا توجه الى تشكيل الجبهة العريضة التي تشمل جميع الأطراف المعنية بمحاربة الإهارب لكنها غير مضمونة لأنها تتوقف على مواقف الأطراف الأخرى وهذا يتعلّق بواشنطن ودول التحالف الدولي وفرنسا. إنه هدف نسعى الى تحقيقه. وفي هذا السياق، أوعز بوتين الى وزارة الخارجية الروسية بالأمس لتنشيط الاتصالات مع كل الشركاء والأصدقاء على الصعيد العالمي في هذا المجال.

س. ما هو تقييمكم لاجتماعات فيينا؟

الأجواء إيجابية بالمقارنة مع المرحلة السابقة عندما لف الجمود العملية السياسية. اذا تذكرنا نتائج مؤتمر جنيف والمبادرة الروسية سابقاً نلحظ ذلك. لم نحصد نتائج فعالة نتيجة الحرب في أوكرانيا وتدهور العلاقات بين روسيا والغرب وتجميد التعاون الأميركي مع روسيا، الأمر الذي ادى الى فراغ في الجهود السياسية في روسيا. أما الآن  اعتقد أن الأجواء مؤاتية لايجاد تسوية سياسية.

س. برأيكم لماذا اقتنع العالم اليوم بمكافحة الارهاب؟

العالم بدأ يدرك أكثر أن الخطر الإرهابي لم يعد يقتصر على بلاد الشام بل بدأ يتمدد وما حصل في باريس أكبر دليل على ذلك. لا توجد جزر آمنة في العالم، كل المناطق مستهدفة من الإرهابيين. التحول في النظرة الى هذا الإرهاب كانت بطيئة . نتمنى الآن أن يكون التطوير لهذا الموقف أسرع من السابق. فرنسا تستطيع أن تلعب الآن دوراً في مكافحة الارهاب وتشجيع الآخرين على التحرك أكثر.

س. يجري الحديث عن توجه تركي لإقامة منطقة عازلة في سوريا؟ ما رأيكم؟

لدينا موقف من كل مشاريع المناطق العازلة. سوريا دولة ذات سيادة.  لذلك نحن ضد أية مشاريع من هذا القبيل.

أخيراً، كيف تعلقون على التفجيرات التي ضربت لبنان الأسبوع الماضي؟  

ندين بشدة الإرهاب الوحشي الذي حصل. هذه التفجيرات يجب أن توحدنا لمواجهة الإرهابيين. ننوه بجهود الجيش اللبناني وأجهزة الامن ونقف الى جانب لبنان لأنه في الصفوف الأولى للدول المواجهة للإرهاب.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى