زيارات أحمد الحريري الى طرابلس.. حركة من دون بركة!

يستوطن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في طرابلس، في محاولة منه للاستنهاض الانتخابي، من خلال مصالحة بعض عائلاتها ووصل ما إنقطع مع عدد من مفاتيحها الانتخابية، لوضع حد للتراجع الشعبي لتياره على مسافة أشهر من الانتخابات النيابية المقبلة.

لا شك أن أحمد الحريري بدأ يشعر بـ″السخن″ فالاحصاءات التي ترد من طرابلس حول تراجع شعبية المستقبل مخيفة، وهي تحتاج الى إعلان حالة طوارئ إنتخابية بدأ بتنفيذها قبل فترة، لذلك فهو لا يتوانى عن القيام بجولات في أحياء المدينة، وزيارة المنازل وأماكن التجمعات وتلبية دعوات الفطور والغداء والعشاء ليلتقي بأكبر عدد ممكن من الطرابلسيين والتواصل معهم، وذلك بحسب توجيهات الرئيس سعد الحريري الذي تشير معلومات الى أنه يستعد للقيام بزيارة خاصة الى المدينة.

اللافت في زيارات الأمين العام المتكررة الى طرابلس أنها لا تحمل جديدا، بل تقتصر على إطلاق المواقف السياسية العالية السقف التي لا تترجم ضمن كتلة المستقبل النيابية، أو في الآداء السياسي للرئيس سعد الحريري الذي يحاول جاهدا تبرير تنازلاته وإقناع اللبنانيين عموما والسنة خصوصا بأنها تهدف الى تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، فينطبق على الحريرية السياسية اليوم، القول المصري الشائع: ″أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب″.

واللافت أيضا، أن أحمد الحريري في كل زيارة له يتحصن بالمرجعية الدينية المتمثلة بمفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي يشيد كعادته بالرئيس الحريري وبنهجه وآدائه السياسي وبحبه للمدينة وأهلها، حتى أصبحت مواقف ″سماحته″ مستهلكة وتؤكد المؤكد، كونه بات معروفا أن الشعار هو من ضمن الفريق السياسي للرئيس الحريري.

جولات الحريري في طرابلس بدأت تطرح سلسلة تساؤلات لجهة: هل تريد المدينة من الرئيس سعد الحريري إرسال إبن عمته إسبوعيا إليهم ليحدثهم في السياسة ويحرضهم على خصومه؟ أم أن المدينة تحتاج الى رفع الحرمان والاهمال المزمنين عنها، والافراج عن المشاريع الانمائية التي تساهم في النهوض بها؟، وهل تنتظر الطبقات الشعبية في طرابلس من تيار المستقبل وأمينه العام كلاما بكلام، أم أنها تتطلع الى فتح ″حنفية″ التقديمات والمساعدات، وإعادة فتح المستوصفات والمراكز التي أغلقت تباعا بعد الانتخابات النيابية الأخيرة وصولا الى إنعدام الحضور الخدماتي للتيار الأزرق بشكل كامل؟.

ثم بعد ذلك أين أحمد الحريري من الوعود التي أطلقها الرئيس الحريري في أكثر من مناسبة ولم تبصر النور؟، ولماذا لا يعلن الأمين العام في كل زيارة عن تنفيذ وعد من هذه الوعود فيصالح الطرابلسيين الذين شاركوا التيار الأزرق في “الغرم” منذ العام 2005، من دون أن يستفيدوا من ″الغنم″
أمام هذه التساؤلات تبدو زيارات أحمد الحريري الى طرابلس عبارة عن حركة من دون بركة، إذا لم تقترن بأفعال وتقديمات تحتاجها المدينة وأهلها.

ويستغرب متابعون أنه في الوقت الذي يستوطن فيه أحمد الحريري في طرابلس، يغيب بشكل شبه كامل عن مسقط رأسه صيدا التي تعاني الأمرين على الصعيدين الأمني والاجتماعي، وتتنامى فيها نسب الفقر والبطالة، وتشهد أزمات متشعبة بدءا من الموظفين الذين طردوا من عملهم في جريدة وتلفزيون المستقبل أو من سعودي أوجيه، مرورا بتحركات أنصار الشيخ أحمد الأسير، وصولا الى مشكلات الصيادين وتجار سوق الخضار وإغلاق مؤسسات المستقبل الانسانية والاجتماعية على أنواعها، والتجاوزات المختلفة التي تشهدها المدينة وتجعلها على فوهة بركان من عين الحلوة الى مافيات المولدات.

ويشير هؤلاء الى أن صيدا تحتاج الى كثير من الاهتمام، والأولى بالأمين العام الذي يجب أن يكون على تماس مباشر مع كل منسقيات تياره، أن يعالج مشاكل مدينته وينفذ الاصلاحات المطلوبة بالتعاون مع والدته النائب بهية الحريري، ومن ثم ينتقل الى المدن الأخرى، خصوصا أن كثيرا من الصيداويين يتململون من الوعود التي تطلق من هنا وهناك ولا تجد طريقها نحو التنفيذ.

ويخشى هؤلاء إذا ما إستمر أحمد الحريري بهذا السلوك، أن يخسر صيدا من دون أن يربح طرابلس.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى