ضربوه بوحشية وذلّ لـ”التعليم عليه” في طرابلس… ما الدوافع ومصير الشبان؟

تكبيل، ضرب، شتم وإذلال. فحوى فيديو جرى تداوله قبل أيام على موقع التواصل الاجتماعي”فايسبوك” لشبان من الشمال يعتدون على شاب آخر. الفيديو الذي انتشر بسرعة البرق، دفع الناشطين إلى طرح علامات استفهام عن الخطر الذي يحدق بمدينة طرابلس عاصمة لبنان الثانية، حيث تساءل البعض عما إذا كنا نعيش في “تورا بورا” أو أين؟

يتلوى على الأرض في الظلام، الصفعات تنهال عليه، يُجبر على وصف نفسه بـ”الأرنب” وإلا سيواجه الأسوأ، من بلطجي قاصر يدعى عمر الحجي يعاونه ثلاثة شبان. هذا بعض مما عاناه عمر الزين (18 عاماً) قبل أن يعفو عنه “الزعران” ويخلوا سبيله. لكن الأمر لم يطُل وانكشف أمرهم بعد تسريب الفيديو، لتوقفهم مخابرات الجيش جميعهم في أقل من ٢٤ ساعة في منطقة القبة بطرابلس.

القصد…”التعليم عليه”

ذاق عمر الزين ويلات العذاب في القبة، والسبب، بحسب ما قال مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار”، “التعليم عليه، بعد أن تعرّض عمر الحجي للضرب قبل أيام في باب الرمل، فأراد أن يعيد اعتباره بتصوير الزين مذلولاً. فانتظر قدومه إلى منطقته، وانقضّ عليه مع أصدقائه”. وأضاف “بعد التحقيق مع المتورطين في القضية من قبل مخابرات الجيش، سُلّم الشبان إلى مخفر القبة، حيث استمع إلى إفاداتهم”. وأوضح: “لم يرفع الزين دعوى على الحجي، مشيراً إلى أن علاقة صداقة سبق وجمعتهما، ومع ذلك، أوقف آمر فصيلة القبة الحجي بأمر من المدعي العام في حين تم إطلاق الزين”.

ماذا عن فحص المخدرات؟

وعن كيفية تسريب مقطع الفيديو قال المصدر الأمني “زميل الزين في الكشاف سأله عن سبب عدم قدومه، فروى له ما حصل معه، مرسلاً له مقطع الفيديو. فما كان منه إلا أن نشره على “الفايسبوك”، وقد استمعنا إلى إفادته اليوم”. وفيما إذا كان الشبان قد خضعوا لفحص المخدرات، بعد تأكيد عدد من ناشطي المنطقة أن السبب خلف ما يقوم به الزعران من أفعال هو تعاطيهم حبوب الهلوسة، أجاب المصدر “لم يطلب المدعي العام ذلك”.

دق ناقوس الخطر

مشهد التعذيب المقزز دفع ناشطي الشمال إلى دق ناقوس الخطر على الحال التي وصل إليها بعض الشبان، منهم الناشط ابرهيم وهبي الذي كتب على صفحته “طرابلس في خطر… من المسؤول عن هذا الفلتان الذي سينعكس سلباً على المدينة؟ من يحمي هؤلاء ولماذا؟ وما هي دوافعهم؟ لماذا كل هذه الفوضى في شوارع العاصمة الثانية لهذا الوطن؟ أصبحنا في غابة. لا نستطيع أن ننظر إلى وجه أحد مجرد نظرة حتى ينقضّ عليك بسكين أو شتيمة أو عصا… دراجات نارية تعتدي على المارة، بسطات تغلق الشوارع، زعران يسيطرون على الطرقات، أراكيل، تحشيش، صالات قمار، بيع مخدرات، كفر وشتم الله والدين، لمن نوجه هذه الأسئلة؟ أما السكوت وقبول الواقع فيعني أننا نتجه بالمدينة إلى تورا بورا، أو أنه لم يبقَ أمامنا إلا الهجرة وترك الشمال لأمثال هؤلاء”!

أسرار شبارو | المصدر: “النهار”

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى