على ابواب المدارس ، اطفالنا تدفع الثمن

فاطمة جواد بيضون : 

 

ها نحن على أبواب العيد والمدارس ، نركض هنا وهناك لنشتري لأبنائنا الثياب الجميلة والقرطاسية المشابهة لإحدى الألعاب الكرتونية ، غير ملتفتين لما خلّفته الحروب والصراعات على المجتمعات التي تندلع فيها حيث يكون لها تأثيرات كبيرة على جميع اﻷصعدة الاقتصادية والسياسيه والاجتماعية …

وللأطفال حصة منها حيث تحرمهم عيش طفولتهم ، وتمنعهم من متابعة دراستهم ، فتجبرهم على خوض غمار الحياة باكراً ، فمنهم من يعمل ، ومنهم من يتسول ، بل وأحياناً تدفعهم الى القيام بأعمال أخرى كالسرقة وغيرها .. إذاً ما ذنب البراءة والطفوله بمعارك الكبار ، ليعيشوا هذه الحياة القاسية ، بدل ان يكونوا خلف مقاعد الدراسة يحلمون بغد مشرق . في لبنان نرى نموذجاً مصغراً لهذه الحالة وما وصلت اليه معاناة هؤلاء اﻷطفال ، فنراهم على الطرقات بين السيارات يقومون ببيع العلكة او أشياء اخرى ، ومنهم من يتوسل للحصول على بعض المال , ونرى آخرين في ورش الصيانة وغيرها ..

فهناك غياب للدولة بأجهزتها كافة عن متابعة هذه الحالة وتقتصر الحلول على بعض الجمعيات التي تعاني من نقص في اﻹمكانيات سواء المادية او اللوجستية ، وقد زاد من المعاناة ما تشهده دول الجوار من معارك أجبرت الكثيرين على ترك وطنهم واللجوء الى لبنان فأصبح الوضع بحاجة الى سياسة حكومية ﻹستيعاب هؤلاء اﻷطفال . لم يعد لبنان وعلى لسان مسؤوليه قادراً على استيعاب اللاجئين ، وليس له القدرة المادية على إعانتهم ، وهو يقوم من خلال المشاركة في المؤتمرات الدوليه التي تقوم لهذه الغاية بطلب المساعدة لتخفيف من هذه المعاناة .. فالاطفال باتوا محرومين من الحاجات الاساسية في عيشهم لدرجة ان بعضهم يموتون قبل ان تبتسم شفاههم ولو لمرةٍ واحدة ، هذه هي الحياة القاسيه ..

بتنا اليوم اشبه بعالم الغاب ، كصراع البقاء في الحياة ، والبقاء للاقوى ، حيث اصبح مشهد الذل للاطفال علامة فارقة في المدن .. ودعونا نقول انهم باتوا جزءاً من مشاهد الحياة اليومية .. وبطبيعة الحال تكمن المشكلة في عدم وجود رؤيه واضحة بين الدول ، لحل النزاعات والتوصل الى وضع حلول ، توصل الى ايقاف هذه الحروب ، وليتمكن الناس من العودة الى بلادهم ، وتكمن أيضاً بعدم تقديم المساعدات اﻹنسانية لهؤلاء لكي يتم التخفيف من معاناتهم ، وليساعدوا اﻷطفال على عيش حياتهم ولو بالقليل مما يتمنوا …

فمن واجب الروؤساء رعاية أولائك الأطفال وتفقد أحوالهم للوقت الذي ستنتهي فيه الحرب في بلدهم ويعودون بسلام ، فهكذا ينص عدد كبير من الاتفاقيات ، ولكن للأسف .. لا يتم إلّا تطبيق ما يوصل للمصلحة وليس اكثر ..

فهكذا اصبح الضمير العربي ، منفصل على مذابح اوطاننا ان الضمير لم يعد موجوداً ولا حتى في كتب الورق …..

للاشدّاء على اطفالنا نقول سترتادون المزابل التاريخية طالما اطفال العرب ليسوا سوى حجر ترمونه كما شأتم ستبقى الطفولة كل حقيقة المستقبل أليس الصبح بقريب !!؟؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى