عم الطفل السوري فواز يروي قصة 3 أشهر | والدته عانت من انهيار عصبي وجدّته أُصيبت بسكتة قلبية

جاء في سكاي نيوز عربية:

أسدل الستار ليل السبت 12 من فبراير على واحدة من أكثر القضايا الإنسانية التي شغلت الرأي العام السوري على مدى 10 أيام، في توافق بين “فريقي” الموالين للحكومة السورية ومعارضيها، قل ما شهده المجتمع السوري منذ بداية الحرب التي أكملت العقد الأول.

تحرر الطفل فواز قطيفان البالغ من العمر 6 سنوات من خاطفيه، بعد دفع الفدية المطلوبة ليعود إلى عائلته أولا والسوريين بعدها سالما، وسط منشورات الفرح برجوعه والتحذير في الوقت نفسه من أن يشجّع تلبية مطالب خاطفيه من تكرار هذه الحوادث، خاصة في ظل الأزمة المعيشية الحادة، التي تعيشها البلاد مؤخرا.

واكبت “سكاي نيوز عربية” تفاصيل القضية منذ الساعات الأولى لانتشار نبأ اختطاف الطفل فواز، وصولا إلى لحظة تحريره وعودته، في سابقة بالنسبة للذاكرة الجرمية والمجتمع السوري وأشبه بقصص الأفلام البوليسية.

القصة يرويها عم الطفل

تبدأ قصة خطف فواز، حسب رواية عمّه مصعب قطيفان لـ”سكاي نيوز عربية”، مع إقدام 4 أشخاص ملثّمين بينهم امرأة يستقلون درّاجتين ناريتين باختطاف الطفل، أثناء توجّهه إلى المدرسة في بلدته إبطع، في حوالي الساعة 7:15 من صباح الثلاثاء الثاني من نوفمبر الماضي، ليتواروا عن الأنظار بسرعة متّجهين نحو الغرب الدرعاوي.

ويضيف مصعب، وهو مهندس في العقد الرابع من العمر، أنه “يوم الحادثة تواصل الخاطفون معنا عبر تطبيق تيلغرام وطالبوا بفدية بقيمة 700 مليون ليرة سورية (ما يعادل 200 ألف دولار أمريكي تقريبا)، لتبدأ بعدها عملية تفاوض صعبة ومرهقة، أشبه ما تكون مراهنة على حياة الطفل”.

لم تكن تفاصيل المفاوضات فقط الحارقة لأعصاب آل قطيفان وصحّتهم، بل تمثّلت الصعوبة الأكبر بالنسبة لهم في ندرة تواصل الخاطفين معهم، وبفترات متباعدة.

وعندما شعر الخاطفين باليأس من إمكانية تأمين العائلة المبلغ “الخيالي” المطلوب لإطلاق سراحه، والحديث للعم مصعب، قاموا بتسجيل مقطع فيديو يظهر الطفل مستنجدا تحت وطأة تعذيب خاطفيه المنهالين عليه بالضرب.

أحدث المقطع ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي ولاقى تعاطفا كبيرا من قبل الكثير من الشخصيات الفنية والرياضية والإعلامية المؤثرة، الذين وحّدوا أصواتهم المطالبة بإنهاء مأساة الطفل تحت وسم “أنقذوا الطفل فواز قطيفان”، لتنضم إليهم عشرات آلاف حسابات السوشال ميديا.

لكن، على الجانب الآخر من هذه الحالة الإيجابية، كان وقع الفيديو على آل قطيفان كارثيا بكل معنى الكلمة. فقد أصابت مشاهد ضرب الطفل ذو الأعوام الست والدته بانهيار عصبي، كما أوصلت جدته إلى المشفى نتيجة إصابتها بسكتة قلبية.

ويتابع العم مصعب راويا: “قمنا ببيع جميع الأراضي التي تملكها العائلة بمبالغ زهيدة من أجل تأمين الفدية بأسرع وقت ممكن، لكن أثمانها لم تكمّل المبلغ المطلوب، فبادرت عشائر عائلة قطيفان وشخصيات أخرى بالتبرع حتى تم استكمال المبلغ المتفق عليه في نهاية المفاوضات مع الخاطفين والمتمثّل بـ 400 مليون ليرة سورية”.

تواصلت عائلة فواز مع الخاطفين وأبلغتهم بأن المبلغ أصبح جاهزا، فقاموا بتحديد المزارع البعيدة في منطقة نوى كمكان لاستلام الفدية.

حمل والدا فواز “قيمة أراضيهم” ووصلوا إلى نقطة التبادل ليجدا رجلين ملثمين على دراجة نارية بانتظارهما. استلما المبلغ، لكن فواز لم يكن برفقتهما، ما كان موجودا فقط مقطع فيديو يظهر أن فواز بخير، و”وعود بإعادته خلال الساعات القليلة القادمة”.

رحل الملثّمان وبحوزتهما كل ما ورثه آل قطيفان من الأجداد وحتى اليوم، لتدخل العائلة في أصعب ساعتين من عمرها على الإطلاق، قبل أن تأتي “المكالمة الفرج”، حينما اتصل الطفل بهم يبلغهم عن قيام خاطفيه باقتياده إلى القرب من إحدى صيدليات بلدة نوى، معبّرا عن رغبته بمجيئهم لإنقاذه”.

عاد فواز إلى عائلته في “حالة صحية ونفسية جيّدة، مع الحاجة إلى الوقت للتعافي من آثار ما تعرض له”، حسب شهادة عمّه، وعادت الفرحة إلى قلوب داعمي قضية فواز والمتعاطفين معه داخل سوريا وخارجها، منتظرين في الوقت ذاته أن تثأر العدالة له ولأفراد عائلته، الذين أمضوا 3 أشهر أصعب من سنوات الحرب القاسية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى