في ذكرى ‘إبن الجنوب’ البطل اللواء فرنسوا الحاج | ‘ المعركة لا تنتهي، وعهد على متابعة المسيرة ‘ …

من تعود به الذاكرة إلى “نهر البارد” في الشمال يسترجع معه كمية هائلة من الأخبار الأليمة.. يوم كان الجيش اللبناني الباسل على موعدٍ مع إرهابٍ لا يرحم، ولا يعرف إلى المهادنة طريقاً..

عام 2007 كان العام الدموي الذي طُبع في تاريخ لبنان، نزف الوطن شمالاً وكان جرحه أكبر من أن يُشفى حتى اليوم.

168 شهيداً ومئات الجرحى من الذين وُصفت جراحهم بالخطيرة كانوا على موعدٍ مع مشيئة السماء.

انتهت المعركة بنصرٍ ساحقٍ على الإرهاب، يومها أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً وصفت فيه الفصل الأخير من المعركة، جاء فيه: “فجر اليوم هاجم مسلحو “فتح الإسلام” مراكز الجيش في محاولة يائسة للفرار من نهر البارد، تصدّت لهم قوى الجيش وأوقعت في صفوفهم عدداً كبيراً من القتلى والأسرى. وفي هذه الأثناء، تتابع قوى الجيش مهاجمة معاقل ما تبقّى من المسلَّحين وملاحقة الفارين منهم خارج المخيم”.

ولكن في الثاني عشر من كانون الأول من العام نفسه كان الوطن على موعدٍ مع خسارة أحد أعمدة جيشه وخيرة ضباطه. هو الذي طبع اسمه في ساحات الوغى وعلى خرائط الحروب الرابحة.

“المعركة مع الإرهاب طويلة الأمد، ولا تنتهي بانتهاء معارك نهر البارد”، جملةٌ شهيرةٌ أطلقها خلال المعركة مع تنظيم “فتح الإسلام”، ووقع نفسه ضحية مع عبوةٍ فجّرت سيارته عن بُعد.

“مدير العمليات الحربية شهيد”، عندما انطلقت هذه الكلمة على وسائل الإعلام ضجت بها البلاد أكثر من الحرب نفسها.. من قضى على الإرهاب كان ضحيته.. انتقاماً منه على ما كبّده من خسائر..

بحدادٍ عام، انتقل جثمان الشهيد إلى قريته الجنوبية رميش، إلى جوار فلسطين.. طريقه كان طويل إلّا أن الحشود التي انتظرته طوال المسير واستقبلته بالأرزّ والزغاريد جعلت موكب التشييع كالموج الهادر الذي لم يتوقف في نقطةٍ أو عند حدود..

وسط الظلام ليلتها كان مثوى الشهيد الأخير في مدافن البلدة، اتّشح البلد بالسواد حينها وكان لوقع الصدمة أثرٌ كبير لن تنساه العقول التي عاصرت وعرفت ما مر به الجميع حينها..

من تسمّر أمام الشاشات طوال الأزمة وانتظر لتصله الأخبار كنقطة الغيث يعرف ما يعني أن تستفيق على خبر اغتيالٍ كبيرٍ كهذا..

فسلامٌ لروح فرنسوا ولأرواح كل من وقفوا بوج الإرهاب بأجسادهم حتى يعيش الوطن ويستمر..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى