في لبنان ….. ضرب مبرح للتلميذ كارل أدخله العناية المركزة… كيف ردّت الإدارة على فيديو الاعتداء؟

انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لتلميذين من مدرسة الجمهور يتعرضان للتلميذ كارل (15 عاماً)، وضربه ضرباً مبرحاً ما استدعى نقله إلى المستشفى حيث أمضى ليلة في العناية المركزة، ليخرج مساء الأحد مصاباً، على أن يلازم المنزل لأسبوعين.

وبحسب مقطع الفيديو المنتشر، وروايات بعض الاساتذة في المدرسة، فإن التلميذ باتريك ق. طلب من كارل الخروج من القاعة للتكلّم معه، ليتفاجأ كارل بباتريك وشقيقه ينهالان عليه بالضرب، ليقع ارضاً دون أي مقاومة. ولحسن حظ كارل، صودف مرور احدى السيارات في المكان ليلوذ الشقيقان بالفرار. وقد تم نقل الشاب الى احد المستشفيات.

وبعد الحادثة تم فصل الاخوين لثلاثة ايام، حيث طالبت ادارة المدرسة من الاهالي تفهم الوضع، وبأنه سيتم اتخاذ الاجراءات المناسبة بحق الاخوين. لتقرر الادارة لاحقاً فصل التلميذين حتى نهاية العام، مع السماح لهما باجراء امتحانات نهاية العام في حال قبولهما بالشروط التي تضعها الادارة. واصدرت الادارة قرار الفصل بعد الاستماع إلى الشهود والأهل والاساتذة وعدد من التلامذة.

الأم تشكر المدرسة

وفي أول تعليق لوالدة الطالب المعتدى عليه، قالت: “أشكر الرب فقد أعاد الي ابني بعد ضربه من رفاقه في المدرسة، شكرا للرب على حضور السيارة بشكل مفاجئ وانقاذ طفلي من الاعتداء… أشكر ادارة المدرسة، كذلك وجهت الشكر للأجهزة الأمنية لتجاوبها بسرعة مع الحادث، وأخذه على محمل الجد، كذلك رفضت الوالدة التبريرات التي قدمها البعض عن الاعتداء…”.

القضية أخذت الكثير من الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، واعادت إلى الواجهة موضوع التنمّر لدى التلامذة في المدارس. وفي حديث سبق للمعالجة النفسية سمر جرجس أن شرحت مفهوم التنمر، وهو “سلوك عدواني متكرر ومضايقات يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية او اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية، فتكون الضحية هدفاً او فريسة يستغلها لإشباع ميوله العدوانية”.

وعن الاثار النفسية للطالب، فإن ضحايا التنمر يعانون من مشاكل عاطفية وسلوكية على المدى الطويل. إذ قد يُسبب شعوراً بالوحدة والاكتئاب ويؤدي الى تدني تقدير الذات والعزل الاجتماعي والأسوأ من ذلك يصل الى بعض الأحيان الى الانتحار.

وأكدت المعالجة النفسية انه “قد يكون المتنمرون هم أنفسهم ضحايا سابقين للتنمر. كما يقوم بعض الأطفال بالتنمر لأنهم بقوا معزولين لفترة من الزمن ولديهم رغبة ملحة في الانتماء، لكنهم لا يمتلكون المهارات الاجتماعية للحفاظ غلى الأصدقاء بشكل فعال، فيلجأون الى أساليب الترهيب والعنف التي تصنع لهم هالة وقوة يهابُها الأطفال الآخرون. ويمكن ان يكون التنمر ناتجاً من المعلمين والمدرسة معاً. فالقطاع التربوي يستخدم أحياناً الإساءة والسخرية والعنف بوجه الطلاب، بالإضافة الى النظام المدرسي القاسي الذي يعتمد القمع والقوة”.

ربما تكون ردة فعل الادارة نموذجية لرد الاعتبار للتلميذ، كذلك معاقبة المعتدين، وعدم حرمانهم من الامتحانات النهائية للمدرسة لعدم تأثير ذلك العمل الطائش في مستقبلهم، ولكن في الوقت عينه هناك المئات من التلامذة المعرضين لشتى مظاهر العنف النفسي والجسدي على الاراضي اللبنانية لناحية الضرب المبرح بعيداً من كاميرات المراقبة أو أعين الأهل والادارة.

https://www.facebook.com/MinaNews24/videos/1722918687769932/

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى