قبل ان يضما طفلهما الأول، كورونا حرم الشاب ‘حسين’ من عروسته الحامل (25 سنة) بعد ان افقدها جنينها قبل اسابيع من موعد ولادته، لتتحول الفرحة الى مأساة !!

“برقة بسمتها، زينت حياتها بآيات الامل… كلما باغتتها الحياة بصعابها، استلت من روحها المرحة ايمانا خالصا برحمة الله وحكمته، فاستحالت الصعاب فرصة وتحد…. حتى التقت “المهندس حسين” الذي زرع في قلبها الشاب شغفا عندما اختارها اميرة لمملكته…. اسسا سوياً بيتهما الصغير… عطراه بضحكاتهما وأحالاه فردوسا بانتظار وصول طفلهما الاول…. طربا لنبضاته الاولى وجزلا للمسات ركلاته في الاسابيع الاخيرة…. حتى حل “الفيروس اللعين”…. حرم حسين وعروسه من طفلهما، ثم ازداد “كورونا” وحشية، فأودى بحياة “كاترين” ايضا ليبقى “حسين” وكل من أحبها وحيدين في ساحات الفراق الموحشة….

في الاسابيع الاخيرة من حملها، وبينما كانت الشابة “كاترين هاشم” (25 سنة) تحضر لفرحة ولادة طفلهما الأول، التقطت عدوى كورونا…. ادخلت الى المستشفى بعدما فقدت احساسها بتحركات جنينها…. وجاءت الصدمة الاولى…. الجنين توفي في احشاء امه…. حاولت “كاترين” ان تقاوم عوارضها الشديدة لتكون الى جانب زوجها المهندس حسين حمزة، ابن مختار بلدة مجدل زون الجنوبية…. استجمعت ما اوتيت من قوة لتصمد وتصبر على عظيم خسارتها ولكن…. تمكن منها “الفيروس الخبيث”… عاث في جسدها الشاب ضررا جسيما… عانت من ضيق حاد بالتنفس ثم تدهورت حالتها وتبين اصابتها باضرار بليغة في الكلى ايضاً….

من اجل زوجها الذي تحب، ومن اجل عائلتها وكل اصدقائها، حاولت “كاترين” ولكن….. كان للفيروس السطوة على جسدها الذي انهكته عوارضه وتطوراته….. اسلمت الروح اليوم لتفجع الاحبة…. حلقت روحها الى علياء السماء لترحل عن وطن منكوب عُمد بدماء ابنائه يخسرهم شابا تلو الآخر بسبب جهل آخرين وانعدام احساسهم بالمسؤولية….

من يقول ان كورونا كذبة، فلينطق بالصدق وليخبرنا كيف خسرت كاترين الشابة المفعمة بالحياة وغيرها حياتهم؟ كيف عاشوا في غرف العزل وحيدين يعانون ويلتمسون من الرب نعمة الانفاس العزيزة؟ من يقول ان كورونا مؤامرة، فليكشف لنا خيوطها، وليرحم امهات ثكالى دفنوا وسيدفنون فلذات اكبادهم وشبانا واروا الثرى اما او ابا او عزيزاً؟ من يقول ان كورونا لن يصيبه، فليرشدنا الى حله السحري، علنا بذلك نحمي كوكبا يودي الجهل بحياة الملايين من سكانه في كل ساعة قبل ان يحل عليهم الوباء الخبيث!

ارأفوا بمن تحبون او خاطروا بانفسكم وحدكم مع “اكتشافاتكم الفذة” ولا تقتلوا احباءنا…. كل نفس ذائقة الموت يوماً ولكن ليست كل الانفس تذوق الحياة، كما قال الرومي ولكن…. من يفد حبيباً في حنايا القلب مهجعه، سيذوق الموت جرعات جرعات في كل ثانية من كل يوم، فارحموه ….

المصدر : عبير محفوظ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى