قصة الطيار الإسرائيلي الذي نجا في لبنان

كثيرون لا يعرفون اسم يشاي أفيرام، وهو الطيار الإسرائيلي الذي نجا بعدما انفجرت إحدى حمم المتفجرات فوق مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من طائرته الفانتوم المقاتلة، في العام 1986. ما أصاب أحد أجنحتها، فتمكنت القوات الإسرائيلية من إنقاذه، فيما وقع رون آراد في أسر حركة أمل.
وقد قام يشاي، الذي رقي إلى رتبة مقدم، برحلته التجارية الأخيرة في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول 2017 على متن طائرة بوينغ 737 التابعة لشركة الطيران الإسرائيلية EL AL، وهي أكبر شركة طيران إسرائيلية، وتتخذ من مطار بن غوريون مركزاً لعملياتها. وسيواصل أفيرام العمل في هذه الشركة مدرباً.
أفيرام، الذي خدم لسنوات في سلاح الجو الإسرائيلي ويبلغ من العمر اليوم 65، روى لصحيفة يديعوت أحرونوت بعضاً مما حدث فوق جنوب لبنان، في العام 1986، واضطراره إلى الهبوط بالمظلة مع رون آراد، بعدما تعرضت طائرتهما للنيران.
بعد سقوط المقاتلة، يقول أفيرام، “كنت على يقين من أنني فارقت الحياة. سمعت صوت صدمة كبيرة، ثم لم أتمكن من رؤية أي شيء”. ويُعيد ما قاله في كتاب G-Suit، من تأليف ميراف هاليبرين وأهارون لابيدوت، “شعرت بأنني آخذ في التفكك والتبخر. لم أكن خائفاً. كان هناك شيء أو شخص ما يسحبني، ودهشتني رؤية أنني عالق بمظلة”.

بعدما تدلى من المظلة، سقط أفيرام في وادٍ، حيث اختبأ بين شجيرات التوت منتظراً عملية إنقاذه. “شاهد المسلحون مكان سقوطي وبدأوا النزول من كل الاتجاهات. ثم أطلقوا النار على الأشجار حيث كنت مختبئاً، وتابعوا عملية التقدم أكثر فأكثر. وفي نهاية المطاف كانوا على بعد أقل من مئة متر”.
مع ذلك، تمكن فريق الإنقاذ التابع للجيش الإسرائيلي من تخويف المسلحين. وتمكنت مروحية كوبرا من الدخول إلى الوادي وإنقاذ أفيرام. وقد أصبحت صورة مهمة إنقاذ أفيرام، وهو معلق على زحافات المروحية بعد تحليقها فوق القرى اللبنانية باتجاه إسرائيل، واحدة من أكثر الصور شهرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي.
لا تزال الظروف المحيطة بوفاة آراد لغزاً. ففي العام 2005، تمكنت المخابرات الإسرائيلية من الحصول على معلومات “دقيقة” تفيد بأن آراد توفي في لبنان، وعلى الأرجح بسبب مرض عضال، بين العامين 1995 و1997.
لكن، في الآونة الماضية، وفق يديعوت، قال لبناني متهم بالتعاون مع إسرائيل للمحكمة العسكرية إن آراد توفي في لبنان في العام 1988 بعد تعرضه للضرب والتعذيب. وانتشرت سابقاً روايات بأن آراد قُتل على يد خاطفيه في 3 أيار 1988 أثناء عملية للمظليين الإسرائيليين استهدفت حزب الله في بلدة ميدون في البقاع الغربي على السفح الشرقي للسلسلة الغربية، أو أنه قُتل عندما حاول الفرار.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى