قلب الشاب ‘حسين’ ابن الـ17 سنة خذله قبل احتفاله بثوب تخرجه الاول.. !

“يومان قبل أن يختم الطالب الشاب حسين العشّي، ابن الـ17 عاماً مسيرته الأكاديمية في ّمدرسته في الليسيه – فردان ليخطو خطوته الثانية في الجامعة، لكنّ الموت غدره قبل أن يتسنّى لو الاحتفال مع أصدقائه في الصفّ بنهاية الدراسة. خذله قلبه في عزّ فرحته وحماسه في رحلة وداع الأيام الدراسية، خذله في عطلة عيد الفطر الذي كان من المفترض أن يحتفل بالعيد كما بتخرّجه مع والديه المفجوعين بنهاية صادمة ومأسوية.

هذا القلب الذي كان يضجّ حياة انطفأ إلى الأبد، توقف عن الخفقان بصورة مفاجئة وخلّف حزناً عميقاً وصدمة في وسطه العائلي والأكاديمي. كان من المفترض أن يحتفل حسين مع أصدقائه بحفلة التخرّج المعتادة لتكون بداية لمرحلة جديدة، كانت أحلامه كبيرة التي سرعان ما اندثرت بعد فاجعة موته.

لم يكن حسين يعاني من أيّ مشكلة صحّية، لم يشكُ من أيّ عارض أو انزعاج، وكان ملفه الصحي نظيفاً.

يعزّ علينا أن نكتب عن شباب يرحلون بطريقة مفاجئة نتيجة توقّف قلب مفاجئ، نحاول أن نرفع الصوت على أهمية التوعوية لتفادي تكرار هذه المأساة، نحاول أن نقف في وجه هذا الخلل حتى نوقف غدره في خطف الشباب، لكن نحتاج أيضاً إلى من يرفع الصوت معنا وأن يكثّف الجهود
التربوية والطبية حتى لا ينفطر قلب عائلة أخرى، وحتى لا نخسر ابناً (ةً) وأخاً (اختاً) وصديقاً (ةً).

ما جرى مع حسين العشّي لم يكن الحادث الأوّل من نوعه، قبله سقط كثيرون بطريقة فجائية نتيجة توقّف قلبهم، قبله كتبنا قصصاً كثيرة حزينة وصادمة لأشخاص خسروا حياتهم بسبب خلل
في كهرباء القلب، ونتمنّى أن تكون قصة حسين الأخيرة!

هؤلاء الوجوه أصبحت منّا، آلمتنا قصصهم، أبكانا رحيلهم، رحلوا وتركوا لنا واجباً لإنقاذ آخرين، وبرغم من حملة التوعية التي قامت بها المدرسة منذ 3 سنوات، حول كهرباء القلب إلّا أنّنا بحاجة إلى مزيد من تكثيف الحملات والحديث أكثر وباستمرار حول خلل كهرباء القلب وكيفية الكشف عنه والوقاية من مخاطره بالتشخيص المبكر والتدخّل السريع.

كان حسين يتحضّر للاحتفال بنهاية السنة، وكان مقرّراً إحياء حفلة الوداع في المدرسة اليوم، لكنّه لم يحضر، كان الجميع هناك إلّا حسين الذي بقي حاضراً في قلوب أصدقائه وأساتذته. حلّت الشموع مكانه، ورُفعت صوره في مدرسته التي اعتاد أن يرتادها 17 عاماً، الكلّ بكاه واستذكره، رحل حسين بطريقة مفاجئة.

وكانت وفاته صدمة لكلّ من عرفه. 119 طالباً وقفوا جميعاً يودّعون حسين على طريقتهم، خسروا صديقاً وخسرت المدرسة طالباً، من الصعب التعامل مع هذه الوفاة المفاجئة، وحدها التوعية كفيلة في إنقاذ قلوب آخرين لتفادي تكرار هذه المأساة مع عائلة جديدة.

وبعد وفاة حسين قدمت جمعية يمي ربيز فحصاً مجانياً في مستشفى الخوري نهاري السبت والأحد من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثالثة

تزداد الوفيات الناتجة من #توقف القلب المفاجئ، لم نكن نسمع كثيراً عن هذه الحالة أو ربما لم يكن هناك من يتحدّث عنها مكتفين بالقول “سكتة قلبية”. لكن كشفت الحقيقة الطبية أنّ ما يُسمّونه سكتة قلبية ليس بمصطلح طبّي دقيق، وأنّ ما يجري مع هؤلاء الشباب الذين تتوقّف قلوبهم فجأة هو نتيجة خلل في #كهرباء القلب.

يشهد الاختصاصيّ في أمراض القلب والأوعية الدموية وكهرباء القلب في المركز الطبّي في الجامعة الأميركية في بيروت ورئيس شعبة كهرباء القلب في جمعية القلب اللبنانية الدكتور مروان رفعت حالات كثيرة تعاني من خلل في كهرباء القلب، من دون علمهم وأنقذوا من #الموت المفاجئ. يتحدّث عن الأسباب المسؤولة وكيفية علاجها وتفادي هذه المأساة.

يستهل الدكتور رفعت حديثه بالقول “أسباب توقّف القلب الفجائيّ عند الشباب كثيرة ومنها:
* اعتلال عضلة القلب الضخامي Hypertrophic Cardiomyopathy وهو مرض وراثيّ.
* خلل تنسج البطين الأيمن المحدث لاضطراب النظم.

* متلازمة فترة QT الطويلة.
* متلازمة بروغادا.
* متلازمة وولف باركسون وايت.

* ﺗﺴﺮع البطين ﻋﺪﻳﺪ اﻷﺷﻜﺎل CPVT.
* عيوب خلقيّة للشرايين التاجيّة.
* العامل الوراثيّ.
* العيوب الخلقيّة للقلب.

تُصيب هذه المشكلة فئة الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين 12- 35 عاماً، حيث يكون سبب الوفاة ناجماً عن خلل في كهرباء القلب وعدم انتظام دقّاته.
أعراض تحذيريّة

يُميّز الاختصاصيّ في أمراض القلب والأوعية وكهرباء القلب الدكتور مروان رفعت بين الجلطة، وهي كناية عن انسداد في شرايين القلب، وخلل كهرباء القلب. لذلك تكمن أهمية تشخيص الحالة وعدم إهمال أيّ عارض لاسيّما أنّ العارض الأوّل قد يكون الأخير، ومن أهمّ هذه الأعراض:

– الإغماء.
– الدوخة.
– تسارع في دقّات القلب.

– غثيان.
– ألم في الصدر.

“رسالتنا اليوم” وفق رفعت “ليس فقط زيادة التوعية حول مشكلة كهرباء القلب، وإنّما الحضّ على أهمية توفير جهاز مزيل الرجفان القلبي AED في الأماكن العامّة والجامعات والنوادي الرياضيّة لإنقاذ أرواح الشباب الذين يواجهون توقّف القلب المفاجئ. ومن المهمّ الإشارة الى أنّه يمكن لأيّ شخص استخدام هذا الجهاز في حال تمّ تدريبه عليه”.

كيف يمكن علاج كهرباء القلب؟

كما يشدّد الدكتور رفعت على “أهميّة الكشف المبكر والتأكّد من التاريخ العائليّ للشخص وإجراء الفحص السريريّ وفحص القلب وتخطيطه كهربائيّاً، وعلى أساسها تشخّص حالة المريض وبالتالي يحدّد نوع العلاج”.

أمّا بالنسبة الى العلاجات يمكن تقسيمها وفق الآتي:
* أدوية دقّات تنظيم القلب.
* زرع جهاز لتفادي خطر الوفاة المفاجئة.

* الكيّ: وهنا يتمّ إدخال قثطار لتحديد موقع الاعتلال وكيّه.
يُشكّل الوقت محطّة مفصليّة في حالات توقّف القلب المفاجئ، برأي رفعت إنّ “كلّ دقيقة مهمّة في هذه الحالة، وكلّما تأخّرنا دقيقة تقلّ نسبة النجاة 10 في المئة. تبدأ الخطوة الأولى في عمليّة الإنقاذ بإجراء إنعاش القلب الرئويّ الى حين توافر AED أو وصول فريق الإنقاذ الى المكان”.

المصدر: النهار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى