كارثة كبيرة في لبنان.. هذا الصيف!

الكوليرا، الحمى التيفية، مرض البوصفير، الالتهاب الكبدي الوبائي،النزلات المعوية و التهابات الجلد، أمراض لا تقل بخطورتها عن بقية الأمراض الفتاكة والخبيثة فلماذا نغض النظر عنها في حين نعطي أهمية لأمراض أخرى إن كان من حيث مسبباتها وسبل الوقاية والعلاج؟
ما الذي يؤدي لإنتشار هذه الأمراض؟
هنالك أسباب عدة قد تؤدي للإصابة بأحد هذه الأوبئة ولكن المياه الملوثة قد تكون المسبب الأساسي إن كان عبر شرب أو تناول خضروات تم سقيها بمياه ملوثة أو أسماك تعيش في بيئة غير نظيفة.
لبنان بيئة حاضنة لهذه الأمراض

لقد شهد لبنان في الفترة الاخيرة أزمة نفايات إجتاحت شوارعه حتى ضاقت بها المدن ولم تعد تجد لنفسها سبيل سوى ضفاف الأنهر والشواطئ فتكدست أطنان منها على نهر الكلب، نهر بيروت ونهر غدير الذي يعاني من هول مطمر الناعمة إضافةً إلى “جبل الزبالة” المجاور للبحر في منطقة برج حمود وفضيحة الجيَة ورمي النفايات بشكل مباشر في مياه الأبيض المتوسط.
كل هذه الإنتهاكات كانت كفيلة لتجعل من لبنان بيئة حاضنة إن كان عبر هوائه الملوث أو مياهه المليئة بالجراثيم مما أشعر الوسائل الإعلامية الأجنبية بمصيبتنا أكثر مما شعر بها حكام هذا البلد.
حل شكلي وليس بالمضمون
مما لا شك به ان شوارعنا قد خلت من النفايات، والمكبات العشوائية قرب الانهر والبحر تم إغلاقها بعد إزالت الفضلات، ولكن المشكلة ليست مرئية ولا تشاهد بالعين المجردة، فأين وجدت المخلفات وجدت معها الجراثيم والأخيرة باقية وآخذة بالإنتشار على رغم من إختفاء الاولى.
مياه غير صالحة لكافة الإستخدامات
إذاً التلوث قد أثر سواء على مياه الأنهار التي قد تستعمل لريَ الخضروات أو للإستخدامات المنزلية و على مياه الينابيع وبالتالي لم تعد صالحة للشرب.
وقد وصل الضرر ليشمل أيضاً الثروة الطبيعية في المياه الإقليمية فبات من الخطر تناول الأسماك التي يتم إصطيادها قرب المكبات ومن الخطر أيضاً شراء الأسماك دون التأكد من مصدرها.
التلوث يهدد موسم الإصطياف
عندما نتكلم عن تلوث مياه البحر لا يكون الهدف بث الرعب بنفوس القراء إنما التوعية ففصل الصيف على الأبواب والجراثيم لا تزال منتشرة في العديد من المناطق وعلى مقربة من المسابح، والهدف من العطلة الصيفية هو الإستجمام وتمضية اجمل الأوقات بعيداً عن الأمراض، وليس المقصود تعطيل حركة السياحة فالمنتجعات تواقة للموسم الجديد. إنما الهدف هو حث المسؤولين على إتخاذ الخطوات اللازمة للحرص على نظافة المياه تجنباً من حصول الأسوء والذي قد يكون المسمار الأخير في نعش السياحة.
ما موقع لبنان من الإتفاقيات البيئية؟
نظرة سريعة على موقع مجلس النواب الإلكتروني كفيلة بإطلاعنا على الإتفاقيات البيئية الدولية التي وقعها لبنان ومن ضمنها معاهدات من شأنها حماية البحر الأبيض المتوسط من أي خطر بيئي ناتج عن دفن النفايات ومواد أخرى (موقعة سنة 1972) إضافة لإتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط التي وقعها لبنان سنة 1976 وتم تعديلها سنة 1995.
إذاً فلبنان دولياً ملزم الحفاظ على سلامة البحر المتوسط إنما فعلياً فمع كل بزوغ لنهار جديد هنالك إنتهاك لهذه الإتفاقيات.
فهل هنالك من عقوبات قد تفرض على لبنان؟ ومن سيتحمل نتائجها؟ وهل فعلا الدول الأجنبية تتوقع من الطبقة الحاكمة الإلتزام وهي التي إشتهرت بالمماطلة والتغاضي عن واجباتها؟ وهل تتوقع منها أن تحافظ على المياه وهي لم تقلق ليوم واحد على سلامة مواطنيها؟

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى