كان في طريقه الى خدمته… تفاصيل حادث طبرجا المروّع الذي خطف حياة ‘محمد سنكري’ العريف في ‘شعبة المعلومات’

حادث مروّع صدم اللبنانيين في الأمس. الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقاطع الفيديو

للسيارة التي ارتطمت بعمود الإنارة على أوتوستراد #طبرجا، عبّروا عن حزنهم العميق على من كتب عليه أن

يكون الضحية الجديدة للموت على طرق لبنان، ليتبين أنه العريف في قوى الأمن الداخلي فرع شعبة

المعلومات محمد سنكري.

عرس الوداع

لحظات قاتلة حرمت عائلة سنكري من فلذة كبدها، الشاب الذي استيقظ صباح أمس، تحدث مع والدته آخر

الكلمات، وضبت له أغراضه قبل توجهه إلى خدمته من طرابلس إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في

بيروت، وبحسب ما قاله شقيقه أمين لـ”النهار”: “انطلق محمد على غير عادته بسيارته إلى وظيفته، وما إن

وصل إلى أوتوستراد طبرجا حتى انزلقت به لتصطدم بعمود الإنارة، كانت الساعة السادسة والنصف صباحاً

والطقس ماطر، ويبدو أن هناك نوعاً من السرعة”. وأضاف: “فارق محمد الحياة على الفور، ليتم بعدها نقله إلى

مستشفى في زغرتا، وعند الساعة الخامسة من بعد الظهر ووري في الثرى، أقمنا له عرس الوداع، فلم

يتسنّ لنا أن نفرح به ونزفه إلى عروسه، كان الموت أسرع خطفه منا في غفلة”.

لحظات” خالدة”

25 سنة هو العمر الذي عاشه محمد على الأرض، ترك خلاله أصيب أثر، انضم قبل 6 سنوات إلى صفوف قوى

الأمن الداخلي، حلم بمستقبل زاهر، إلا أن الزمن لم يمنحه مزيداً من السنوات لتحقيق ما كان يصبو إليه، وقال

أيمن “هوى محمد لعب كرة القدم ، أمضى معظم أوقات فراغه وهو يمارس هوايته، إلا أنه قبل شهر من وفاته،

أعطى وقته لعائلته، لم يعد يغادر المنزل إلا قليلاً، وقد زارني ليومين متتاليين قبل رحيله”. وبكل ألم استذكر

أيمن يوم احتفالهم بعيد الأم حيث قال “والدتي حنونة جداً، كرّست حياتها لتربيتنا، ويوم الاثنين الماضي اجتمعنا

بمناسبة عيد الأم، غافلتها وقبلت يدها كونها ترفض أن يقبلها أحد في يدها، فمازحها محمد وفعل الشيء

نفسه، فرحنا بجمعتنا من دون أن نتوقع أن أياماً قليلة ستفصلنا عن فراق ضحكة المنزل إلى الأبد”.

رحل محمد جسداً إلا أن روحه الطيبة، وأخلاقه الحميدة والخير الذي غرسه على الأرض سيبقى عبقه في قلب

كل من عرفه.

المصدر : أسرار شبارو – النهار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى