“كدتُ أبيع كُليتي” اللبنانية حليمة تروي مأساتها | “كنتُ سأفعل أي شيء كي لا يبيت الطفلان بالشارع.. والله إذا رأيتهم يجوعون من جديد فسأبيع كل أعضائي”

كتبت نوال نصر في نداء الوطن:
“كدتُ أبيع كُليتي” اللبنانية حليمة فعلت ذلك بعدما ضاقت الدنيا في عينيها وتشرح: “كنا نعيش في فاقة كبيرة، ويوم أدخل زوجي، مخلّص المعاملات، الى السجن بسبب ادعاء أحد السوريين عليه بأنه أخذ منه مالاً لقاء إنجاز إقامة له ولم يفعل. فوجدت نفسي وحدي مع طفلين أحدهما في الحادية عشرة من عمره وثانيهما في الرابعة من عمرها. فقررت ان أعمل على سيارة زوجي العمومية كي أجني مالاً أطعمهما به. عملت لكن المردود كان قليلاً جداً. فأتى صاحب اللوحة العمومية يطالب بأجرها. وفي نفس اليوم أتى صاحب البيت الذي نسكن فيه في حي اللجا في المصيطبة يطالب بكل “المكسور” أو إخلاء البيت فوراً. وفي نفس اليوم أيضاً نام اولادي بلا فطور ولا عشاء. أقفلت كل الدنيا في وجهي خصوصاً ان لا أحد ممن لجأت إليهم للمساعدة قبلوا بإقراضي المال فلم يبقَ أمامي إلا بيع كُليتي. والله العظيم هذا ما اردتُ فعله. “وحياة ولادي كنت بدي بيع”. كنتُ سأفعل أي شيء كي لا يبيت الطفلان في الشارع”.

حصل ذلك قبل نحو عام. فهل باعت كُليتها؟ تجيب: “لا والله. سمع زياد شبيب (وكان لا يزال محافظ مدينة بيروت) فاتصل بي شباب من قبله وقابلوا صاحب الشقة ودفعوا له كل المستحقات. كما تلقيت في أقل من يومين أكثر من مئتي إتصال من أشخاص يتمتعون بقلوب بيضاء سألوا عن سبيل المساعدة. تراجعت. لكن، بصدقٍ اقول، أنني في تلك اللحظة التي قررت فيها عرض كُليتي للبيع فعلت وأنا بكامل الوعي. فالفقر المدقع يجعل الأم تتناسى حالها أمام أطفالها. جوع الأطفال مدمّر. كنت منكسرة القلب ومكسورة مالياً. والآن ما زلنا نعيش العوز لكننا نحاول الصمود. ووالله إذا رأيت أطفالي يجوعون من جديد فسأبيع كل أعضائي من أجلهم”.

لكن، من أين أتتها فكرة بيع كُليتها؟ هل رأت من سبقها وفعل ذلك؟ تجيب: “ذات يوم كنا نمر فيه بأحلك الظروف مع زوجي تحدثنا عن ذلك فقال: أنا من أبيع لا أنت. لكن، حين وجدت نفسي وحيدة قررت أن أفعل أنا ذلك كي لا يعوز أطفالي شيئاً”.

نسمع صوتها يتهدج ألماً وهي تتحدث فلا نعرف بماذا نجيبها. هل نقول لها: هذا حرام؟ هذا ليس قانونياً؟ نسكت وننصت إليها وتتحدث عن شيء تألمت لأنها فعلته وهو السماح لابنها أن يرافقها الى الشارع وهي تعرض كُليتها للبيع وتقول: “هذا ما لم يكن جائزاً فعله. وهذا ما ندمت على فعله. مدرسة اطفالي أعفتني من كل المستحقات أيضاً وجمع المدير كل التلاميذ في بهو المدرسة قبل عودتهما إليها وقال لهم: إياكم وفتح هذا الحديث مجدداً مع الطفلين. وهذا بالفعل ما حدث”.

لقراءة المقال كاملاً: نوال نصر – نداء الوطن

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى