كواليس المواجهة المقبلة.. إسرائيل تحضّر لاعتداءات ضد لبنان

توقع خبراء استراتيجيون وسياسيون أن يقدم الكيان الإسرائيلي على شن المزيد من الاعتداءات في لبنان في الفترة المقبلة، عقب اتهام وزارة الداخلية اللبنانية “إسرائيل” بالتورط في محاولة اغتيال محمد حمدان، الكادر في حركة حماس، في مدينة صيدا الجنوبية قبل نحو أسبوعين.
من جهتها، أكدت حركة حماس لـ”عربي21″ أن الرد على محاولة الاغتيال ممكن في أي لحظة، غير أنه منوط بقادتها الميدانيين، ولن يكون إلا في فلسطين المحتلة، وليس في ساحات أخرى.

وكان المكتب الإعلامي لوزير الداخلية نهاد المشنوق، أعلن في بيان تورط “إسرائيل” في التفجير في صيدا، وبأن شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي “أنهت التحقيق، وأصبح لديها سيناريو كامل بالوقائع والأسماء والأدوار”، مشيرا إلى تمكنها من “استعادة أحد الضالعين الأساسيين في الجريمة، والذي اعترف بأنه مكلف من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، كما تمّ ضبط وسائل اتصال متطورة للغاية في منزله، ومراسلات بينه وبين مشغليه”، وفق البيان.

المواجهة المقبلة

وحذر الخبير الاستراتيجي الدكتور أمين حطيط من محطات المواجهة المقبلة مع الكيان الإسرائيلي، فقال: “لبنان يتوقع من إسرائيل القيام بأعمال تخريبية على أراضيه باعتبارها عدوا له”، مشيرا إلى أن “الأجهزة الأمنية مطالبة بتفعيل دورها ومنظومتها، والمتابعة المستمرة لكشف أي خروقات إسرائيلية”، متابعا: “الأسلوب الإسرائيلي العدواني يضعنا في موضع ترقب واستعداد مستمر لمواجهة اعتداءات عدونا”.

وعن الدور اللبناني الرسمي المتوقع بعد الكشف عن ملابسات محاولة الاغتيال الأخيرة، قال حطيط: “يقوم لبنان الرسمي والمقاوم بدوره على أعلى مستوى لمواجهة التحديات الإسرائيلية، وهذا ما ترجم ميدانيا من خلال تعطيل محاولات تخريبية إسرائيلية عدّة في الداخل اللبناني”. وعن إمكانية ملاحقة الكيان الإسرائيلي من قبل الحكومة اللبنانية على الصعيد الدولي، أكد حطيط على ضرورة “تقديم شكوى لبنانية إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل؛ لأنها انتهكت وثيقتين دوليتين تتعلقان بلبنان، الأولى اتفاقية الهدنة، والثانية القرار 1701″، لافتا إلى أن “الوثيقتين تلزمان إسرائيل بعدم القيام بأي عمل عدواني أو تهديد السلم والاستقرار في لبنان”.

استفزاز وغضب

ورأى منسق الحملة الأهلية لنصرة فلسطين، معن بشور، أن تورط الكيان الإسرائيلي أمر متوقع، قائلا: “تدرك أجهزة الأمن اللبنانية منذ زمن بعيد دور الموساد في التخطيط وتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير في لبنان، لكن الجديد هذه المرة الإعلان رسميا عن الجهة المتهمة في محاولة اغتيال المجاهد محمد حمدان”، كما قال.

وتحدث بشور عن حالة غضب تنتاب القادة الإسرائيليين؛ نتيجة الاتهام الرسمي اللبناني لهم بالتورط في محاولة الاغتيال، وقال: “إنجاز التحقيقات استفز الصهاينة، خصوصا بعد اتهامهم من قبل وزارة الداخلية بالضلوع وراء هذه العملية”، مضيفا: “الصهاينة منزعجون كثيرا؛ بسبب الفشل الفاضح لهم، وهذا ما دفعهم إلى ردود فعل تهويلية وتهديدية”.

وحول المشهدية المرتقبة بعد اتهامات لبنان للموساد بانتهاك أمنه، قال: “كلما يشتد مأزق الكيان الإسرائيلي بفعل التطورات في المنطقة يلجأ إلى تنفيذ عمليات من هذا النوع، محاولا إيقاف حركة الانتفاضة والمقاومة داخل فلسطين؛ لأن هذه الحركة مرشحة لأن تتحول إلى خطر جدي على الاحتلال في الضفة الغربية والقدس”.

حماس: لسنا لقمة سائغة

وقال مسؤول حركة حماس في منطقة صيدا، أيمن شناعة: “منذ اليوم الأول اتهمنا العدو الإسرائيلي بارتكاب هذه المحاولة التي تستهدف حركة حماس، وقد جاء إعلان وزارة الداخلية اللبنانية ليؤكد ما كنّا أعلنا عنه سابقا”. وأثنى شناعة على أداء الأجهزة اللبنانية، قائلا: “هناك شبكة تتبع للإرهاب الصهيوني قد تم تحديد هويات أفرادها، وألقي القبض على أحد أعضائها بعد أن تمّ جلبه من تركيا”.

وأكد شناعة أن “الكشف عن الشبكة وجه صفعة جديدة للموساد بعد الضربة الموجعة التي تلقاها نتيجة فشل عملية اغتيال محمد حمدان”، مضيفا: “الضربات تتوالى على الكيان الصهيوني، وقد تابعنا فشل الشاباك في الوصول إلى أحمد نصر جرار في الضفة الغربية”. وتحدث عن إرباك إسرائيلي، قائلا: “العدو الإسرائيلي سيتريث كثيرا في حساباته قبل أن يقدم مستقبلا على شن محاولات اغتيال في لبنان أو في الخارج”، وعمّا إذا كانت كتائب القسام تتهيأ للرد على محاولة الاستهداف، قال: “المعركة مع عدونا الصهيوني مفتوحة الأمد والتفاصيل، ومن الممكن أن يكون الرد في أي لحظة، ولكن لا نريد أن نستبق الأمور، فالأمر منوط بالقادة الميدانيين لحركة حماس، الذين يعملون ليل نهار لإثبات أن حركتهم ليست مكسر عصا، ولا لقمة سائغة في فم العدو الصهيوني”.

وشدد أن “القدس والمسجد الأقصى والأراضي الفلسطينية هي ميادين المواجهة مع الاحتلال”، مؤكدا أن حماس “لا تريد تحويل المواجهة إلى ساحات أخرى”.

(عربي 21)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى