كيف اسقط “الرئيس القوي” مقولة “لبنان قوي بضعفه”؟

رأى الشعب اللبناني في العماد عون منذ مساره في العام ١٩٨٩ قائداً سيخلصهم من واقع التشرذم السياسي والحرب بعدما قويت الميليشيات الطائفية على الدولة، وظنّت الطبقة السياسية في حينه ان هذا السلوك المنافي لوضعيتها ضرب من الجنون.

وفي ٣١ تشرين الاول في العام ٢٠١٦ يوم تولى العماد عون سدة الرئاسة، رأى الشعب اللبناني في رئيسهم رمزا للقوة وسخرت الطبقة السياسية المعتادة على مقولة “لبنان القوي بضعفه” من هذه العبارة، ثم بدأوا يصابون بالذهول بعدما تحوّلت الى واقع معاش.

لبنان القوي من رئيسه القوي لأن التاريخ يخلّد شخصيات صنعت الاحداث وغيرت في مجرياتها. والرئيس عون هو هذه الحالة النادرة، فقد خاصم سوريا بشرف وحاربها ونفي وعاد نائبا ورئيساً لكتلة برلمانية ورئيساً للجمهورية بحساباته هو وبذلك يكون تفوق على زعامات لبنان القديم لا سيّما فخر الدين. وقد عَبَر بالدولة من الولاءات الطائفية الى الولاء للوطن بعدما حوّل قضية الرئيس سعد الحريري الى قضية كرامة وطنية، بعدما بقي اغتيال قيادات مسيحية واسلامية فيما مضى رغم وقعها اسيرة لطائفتها دون ان تحظى بتضامن وطني عام. فلربما شعر الرئيس نبيه بري بحرقة قلب متمنياً لو كان العماد عون رئيساً للجمهورية يوم اختُطف الامام الصدر ورفيقيه فهل كان سيبقى مصيرهم مجهولاً؟! بالتأكيد لا. وربما شعر كل أهالي الشهداء السياسيين والروحيين والعسكريين بأهمية دور الرئيس عون في تحصين الامن والقضاء بصدور أحكام طالت قضية الرئيس بشير الجميل النائمة منذ الثمانينات وقضية الارهابي أحمد الاسير والقضاة الاربعة وغيرها واللائحة بتحصيل العدالة قادمة… وكلها بالمناسبة جرائم سياسية نادراً جداً ما كان يُكشف عنها حتى ولو حصلت في الولايات المتحدة الاميركية كاغتيال جون كينيدي مثلاً.

ان الرئيس القوي ينفذ استراتيجية لبنان القوي باعتماده على عناصر القوة التالية وهي:
– الوحدة الوطنية: باتت صفة الحكمة مضافة الى مزايا الرئيس عون بكيفية معالجته لقضية الحريري من خلال التفاف وطني عام جنّب لبنان قطوع الفتنة والحرب، وهذا ما اكد عليه في حرب تموز ٢٠٠٦ يوم قال : مئة يوم حرب مع الخارج ولا يوم واحد حرب في الداخل.

– السيادة: التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف استنادا الى قرارات الشرعية الدولية… فبات الرئيس عون “المسيحي” رمزاً للعروبة و”إماماً” عند المسلمين وتحوّل وزير الخارجية جبران باسيل الى “وزير خارجية العرب”… كل ذلك لأن المبادىء تعلو فوق المصالح في مدرسة الرئيس عون الوطنية.

– ثروات لبنان في الانسان والطبيعة: لبنان الرسالة هو نمط حياة الرئيس عون وقيمة وفرادة هذا البلد كونه النموذج النقيض لدولة اسرائيل… وقد بات هذا الفكر حاجة دولية بعدما غزت “داعش” بمنابعها الامن والاستقرار والسلام … والاديان.

وثروة الانسان نابعة من عطاءات الارض، وقوة لبنان تنبع من المحافظة على ثرواته أكان في المياه بإشراف الرئيس عون على خطة تنفيذ السدود حيث يشهد الشرق الاوسط ازمة جفاف وستكون هذه الطاقة مصدراً للتوترات في المستقبل واوّل من يفتقر اليها اسرائيل، وهي لكانت تجرؤ على الاعتداء في ظل قيادات “لبنان القوي بضعفه” لكنها بالتأكيد فستفكر مليون مرة في عهد “لبنان القوي” خاصة بعدما دخل لبنان في نادي الدول النفطية كحدث استثنائي غير مسبوق.

نعم والف نعم، انه عهد الانجازات … والقافلة تسير.

موقع جبل عامل

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى