كيف نجت ‘لينا‘ من الموت المفاجئ مصادفة؟

طموحة، مندفعة ومغامرة في كل شيء. تركض لينا حوري وراء أهدافها، تُحرز هدفاً تلو الآخر في شباك كرة السلة. اعتادت المنافسة والتحدي، لكنها لم تكن تتوقع يوماً أن يخذلها قلبها بالرغم من التمارين والرياضة اليومية. كانت حياتها تسير بشكل طبيعي، لا شيء يُشير الى خلل ما، أهدافها الصاخبة داخل الملعب جعلتها تنتقل من فريق رياضي الى آخر. موهوبةٌ في كرة السلة، لكن تلقيها لذلك الاتصال كاد يقلب حياتها رأساً على عقب. كيف نجت لينا من الموت الفجائي مصادفة؟

لم تكن لينا على علم بمشاكل القلب وأخباره، تسمع عنه كثيراً لكن قلبها كان مطمئناً او هكذا تراءى لها لكونها كما تقول “رياضية”. تروي لنا تفاصيل حياتها سريعاً قبل ان تغوص في محطتها الأخيرة وقلبها الذي عاد لينبض بشكل طبيعي بعد خضوعها لعملية الكيّ. اختبرت لينا قلبها للمرة الأولى بعد تناولها فنجان قهوة، تقول: “شعرتُ بدقات قلب سريعة، انزعجتُ قليلاً قبل أن يعود نبض قلبي إلى طبيعته. حادثة مرّت مرور الكرام في حياتي، لم اتوقف عندها كثيراً. وفي أحد الأيام أخبرني أصدقائي عن تخطيط قلب مجاني تقوم به جمعية “قلب ريمي ربيز” Remy Rebeiz Young Heart Foundation)) للرياضيين. هكذا توجهتُ مع أصدقائي وأجريت الفحص. لكن المفاجأة كانت بعد يومين، حيث تلقيتُ مكالمة هاتفية تطلب مني القدوم لرؤية الطبيب”.

اتصال مربك… فعملية إنقاذ

كانت لينا تعاني خللاً في كهرباء القلب بسبب وجود شريان خارج القلب يتسبب بكهرباء اضافية للقلب (كهرباء زائدة في القلب). وبعد إجراء فحوص إضافية للتأكد من مدى خطورة هذا الشريان على حياة لينا، قرر الطبيب إجراء عملية او تدخلاً طبياً يقضي بكيّ الشريان الخارجي. لا تخفي لينا قلقها عندما طُلب منها زيارة الطبيب، تصف شعورها قائلة “هزني الاتصال، شعرتُ أن هناك شيئاً ما، راودتني افكار كثيرة، لكن ما إن أطلعني الطبيب على كل التفاصيل وشرح لي وضعي، حتى شعرت بالراحة. لم أعد قلقة أو خائفة، وبدت الأمور أكثر وضوحاً. لا أخفي كم أنا محظوظة، أني اكتشفت هذا الخلل قبل فوات الآوان، لقد اكتشفت أن خطراً يتهدد قلبي دون علمي، وأشكر الله على أنه لم يحدث شيء بفضل الجمعية والتوعية التي يقومون بها”.

عاشت لينا يوماً عصيباً في انتظار موعد الطبيب، كانت والدتها تبكي، خوف سيطر على حياة العائلة قبل أن يندثر كل شيء ويزول الخوف. لم تكن لينا قد تجاوزت الـ20 من عمرها، ما حصل معها دفع بأفراد العائلة إلى إجراء ذلك الفحص للتأكد من سلامة قلوبهم. لم يكن أحد يعاني مشكلات في القلب في عائلتها، لذلك تمنت لينا على الأهل أن يجروا هذا الفحص لأولادهم باكراً، للتأكد من صحة قلوبهم قبل فوات الأوان.

كأن شيئاً لم يكن

3 سنوات مرّت على العملية، سافرت لينا إلى فرنسا لاستكمال تحصيلها العلمي. هناك طلبوا منها إجراء فحوص طبية قبل دخولها إلى نادٍ رياضي. في فرنسا نحن بحاجة إلى تقرير طبي عند القيام بأي شيء، ويجب تعميم هذه الثقافة في لبنان، فأحياناً لا يشعر الشخص بأي عارض، في حين أن حياته تكون في خطر. كانت لينا ضمن فريق الرياضي في كرة السلة قبل ان تنضم لاحقاً الى فريق جامعة القديس يوسف، تشدد في حديثها على أنه “يعتقد الرياضي أنه غير معرض لمشكلات قلبية أو أزمة بفضل ممارسته الرياضة، لكن هذه المعلومة خاطئة وغير دقيقة, كل شخص معرض لأي عارض صحي، وعليه إجراء فحوص طبية للتأكد من صحته. نجت لينا مصادفة، لم تكن تشعر ان في قلبها خللاً يهدد حياتها، هي اليوم تستكمل حياتها بشكل طبيعي، لكن هناك شباباً توقفت حياتهم بسبب موتهم الفجائي.

(النهار)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى