كيف يستعد الأثرياء لنهاية العالم؟

تطرقت صحيفة “كمسومولسكايا برافدا” إلى مقال نشر في إحدى المجلات الأمريكية عن استعدادات الأثرياء لاستقبال نهاية العالم؛ مشيرة إلى ثقتهم بألا مفر من حلولها.
جاء في مقال الصحيفة:
نشرت مجلة “نيويوركر” الأمريكية نتائج رصدها الفريد للعديد من أثرياء الولايات المتحدة، الذين يعتقدون أن نهاية الحضارة العالمية في الظروف الحالية قريبة وألا مفر منها، وبدأوا يستعدون لمواجهة هذا اليوم من أجل البقاء على قيد الحياة.
بيد أن تصورات كل منهم مختلفة عما يجب عمله لمواجهة هذا اليوم. فمنهم من يجري عملية جراحية لعيونه للتخلص من النظارات والعدسات اللاصقة، وآخرون قلقون من انقسام المجتمع نتيجة الانتخابات الرئاسية في البلاد، وبعض آخر يشتري بضعة دونمات في الغابة على جزيرة ما في المحيط الهادئ وينقل إلى هناك مولدات الطاقة الكهربائية وبطاريات شمسية وأسلحة وذخيرة.
كما تم تشكيل مجموعات في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يعطي كل من “الناجين” نصائح بشأن أقنعة الغازات، والمخابئ تحت الأرض والأماكن الملائمة جغرافيا في حال وقوع كارثة ما.
يقول عضو إحدى المجموعات، وهو رئيس صندوق للاستثمارات: “لدي دائما مروحية جاهزة للإقلاع، ومخبأ تحت الأرض مجهز بمنظومة تنقية الهواء”. وبحسب قوله، لم يستعد أصدقاؤه بالدرجة المطلوبة؛ “ولكن غالبيتهم اشتروا أسلحة ودراجات نارية ونقودا ذهبية”. الدراجات النارية للتخلص من الاختناقات المرورية، التي ستحدث حتما، لأن الجميع سيحاولون النجاة. أما الأسلحة، فللدفاع عن النفس وعن العائلة. وهناك من لا يعتمد على الأسلحة النارية التقليدية، ويدخل دورات تدريب على الرماية بالقوس، لأنها قد تنفع.
ومن الصعب الحديث عن عدد الأمريكيين، الذين يستعدون لمواجهة نهاية العالم، لأن ذلك يتم بصورة سرية، والحديث عن هذا الأمر غير وارد. ولكن في بعض الأحيان يمكن معرفة بعض الأمور عند الحديث مع صديق ما. فمثلا خلال حديث أحد مؤسسي شبكة LinkedIn مع صديق له، أشار هذا إلى سبب سفره إلى نيوزيلندا، قائلا: ” ننوي الحصول على وثيقة تأمين من الكوارث”. لقد تبين أن نيوزيلندا أصبحت مكانا محببا لـ “الناجين”، حيث يعتقدون أنهم هناك سيكونون بمأمن من الحروب الأهلية والكوارث.
وأصبحت نيوزيلندا تتمتع بشعبية بين هؤلاء، فقد بلغت مساحة الأراضي، التي اشتروها في هذا البلد أكثر من ألفي كيلومتر مربع خلال 10 أشهر من عام ،2016، وهذا يعادل أربعة أضعاف ما اشتروه عام 2015.
وقد أثار هذا النوع من الهجرة عدم رضا سكان البلاد، حتى أنهم شكلوا حركة “حملة ضد السيطرة الأجنبية على أوتروا” (تسمية نيوزيلندا بلغة ماوري).
وتشير بعض المعطيات إلى أن حوالي نصف مليونيري وادي السيليكون قد اتخذوا التدابير اللازمة لـ “التأمين من الكوارث”. ومنهم من اشترى بيتا خارج البلاد. وبالمناسبة فمعظمهم يخافون ليس نهاية العالم بقدر ما يخافون ردة فعل المجتمع. لأن وادي السيليكون يحتل المرتبة الثانية في قائمة أغنياء الولايات المتحدة، حيث تحتل منطقة الجنوب–الغربي من كونيتيكت المرتبة الأولى. أي أن الأثرياء يهيئون لأنفسهم طريق الهروب، في حال انفجار غضب الجماهير.
يقول أحد الأثرياء إن الكثيرين من جماعتنا يعتقدون أن الولايات المتحدة في طريقها إلى ما يشبه الثورة الروسية. لذلك، فمنهم من يحاول حل هذه المسألة بالتبرع بمبالغ كبيرة للمؤسسات الخيرية ومنهم من يهيئ طريق الهرب. ولكن قد تظهر مشكلات أخرى لا يفكر فيها الإنسان. فمثلا “كنا نناقش سيناريوهات مختلفة للكوارث، حيث أكد غالبية الضيوف أنهم جاهزون للسفر على طائراتهم إلى بلدان أخرى. وهنا سأل أحدهم، وماذا عن عائلة الطيار؟ هل ستأخذونها معكم؟ وماذا عن الخدم؟ وإذا كسر الثوار الأبواب فمن من أفراد أسركم ستأخذونه معكم؟ هذه الأسئلة أحرجت الكثيرين، ما جعلهم يقولون إنهم لن يغادروا البلد.
لذلك، استغل المقاول لاري هول هذه المسألة، وحوَّل منجما لتخزين الصواريخ النووية إلى مجمع فاخر يتمكن فيه الأثرياء وأسرهم من استقبال نهاية العالم.
ويحتوي هذا المجمع على 12 شقة، الكبيرة منها تحتل طابقا بكامله وإيجارها 3 ملايين دولار. أما الشقة التي تبلغ مساحتها نصف مساحة الطابق فإيجارها 1.5 مليون دولار، وبقيت شقة واحدة للمقاول وعائلته.
ويمكن أن يعيش في هذا المجمع 75 شخصا، وفيه مواد غذائية ووقود تكفي مدة خمس سنوات، وفيه حوض لتربية نوع من الأسماك، ويمكن زراعة الخضروات باستخدام مصابيح خاصة، وتستخدم فيه مصادر الطاقة المتجددة. لذلك يثق هول بأنه يستطيع العيش فيها من دون قلق.
 
 (روسيا اليوم)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى