كيف يمكن إنقاذ حياة طفل يعاني خللاً في كهرباء القلب؟!

“عشرات الأطفال والمراهقين والشباب يموتون بسبب الخلل في كهرباء القلب. قد لا تظهر أعراضها بشكل واضح قبل لحظة توقف القلب وعندها يبدو وكأنه ما من سبيل لإنقاذ الطفل أو الشاب فتكون الصدمة لأهله ومحيطه وتبدأ التساؤلات حول ما كان من الممكن فعله. حالات تتكرر وغالباً ما لا يتم التدخل فيها، فيما يؤكد رئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية في مركز بلفو الطبي الدكتور غسان كيوان أنه من الممكن إنقاذ نسبة عالية من الضحايا بفضل الإنعاش، والمطلوب في مثل هذه الحالة الوعي والتصرف بحكمة وسرعة أيضاً للتدخل قبل فوات الأوان.

كيف يظهر الخلل في كهرباء القلب؟

يعتبر الخلل في كهرباء القلب المسبب الأول للوفاة المفاجئة بين الأطفال والمراهقين والشباب في سن مبكرة. يدعو ذلك إلى ضرورة التثقيف حول هذه الحالة الخطيرة التي تحصد عشرات الأرواح يومياً حول العالم وهم في مقتبل العمر. فليس صحيحاً ما يعتقده كثيرون حول أن الموت محتم لمن يعاني هذه الحالة، فإضافة إلى الوقاية الممكنة والتي تسمح بالحد من الخطر، يمكن التدخل في اللحظة ذاتها وإنقاذ الطفل أو الشاب في الوقت المناسب ومنع توقف القلب عن الخفقان.

ويشير كيوان إلى أن فقدان الوعي يعتبر من المؤشرات التي يمكن أن تنذر بالخطر وبما هو أسوأ مستقبلاً. لذلك لا بد من أخذه بعين الاعتبار في حال حصوله واستشارة طبيب اختصاصي للتأكد من أسبابه لدى أي طفل بعمر 12 سنة أو أكثر. فمثل هذه الأعراض تؤخذ على محمل الجد ولا يمكن إهمالها أبداً فيلجأ الطبيب عندها إلى الفحص العيادي وتخطيط القلب الذي يمكن أن تظهر فيه تشوهات ولو بسيطة في القلب وهي تعرّض صاحب العلاقة للخطر. هذا، وإذا ظهرت أية مشكلة، من الطبيعي اللجوء عندها إلى فحوص مكثفة.

وتجدر الإشارة إلى أن وجود حالات في العائلة من موت مفاجئ أو تسارع في دقات القلب أو حالات إغماء من عوامل الخطر التي تدعو إلى التنبه، خصوصاً إذا ترافقت مع حالة إغماء للطفل. وينطبق ذلك على من تخطوا سن العشرين سنة فلا بد من التأكد من عدم وجود هذا النوع من المشاكل أي الخلل في كهرباء القلب أو حتى عيوب خلقية في القلب. ففي معظم الحالات يمكن استباق الأمور وتجنب الموت المفاجئ بكشف المشكلة في وقت مبكر، علماً أن العيوب الخلقية ترتبط بالأوعية الدموية ويحصل خطر حصول الموت المفاجئ عند القيام بجهد. أما في حال الخلل في كهرباء القلب فقد تظهر المشكلة بعد القيام بجهد أو ممارسة الرياضة. ويمكن أن تترافق الحالة مع وجع في الصدر.

في كل الحالات، لا يمكن توقع ما قد يحصل في مثل هذه الحالات، ولا يمكن أن يعرف أحد مسبقاً ما إذا كانت الحالة قد تؤدي إلى إغماء أو إلى موت مفاجئ وفتاك. لذلك يبقى الأهم متابعة الحالة في حال حصول إغماء مع خفقان في القلب أو تسارع في دقات القلب، أو في حال وجود حالات في العائلة، والفحص العيدي والأسئلة وتخطيط القلب وربما أحياناً الفحص الجيني، قد تكشف المشكلة في حال وجودها وتحديد ما إذا كانت خطرة أو ما إذا كانت الأعراض ناتجة من توتر مثلاً. وفي حال وجود مشكلة يمكن اللجوء إلى الأدوية وإلى حلول علاجية عديدة تسمح بمواجهتها.

ويشير كيوان إلى أنه ضمن مركز BITC في مركز بلفو الطبي الذي تأسس في عام 2012 وكان المركز الثاني من نوعه بعد ذاك الموجود في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت للتدريب على الإنعاش CPR لما له من دور في إنقاذ حياة كثيرين بنسبة قد تتخطى الـ50 في المئة، لذلك تم تدريب العاملين في المستشفى والجسم الطبي على أسس الإنعاش وتلقوا شهادات لعامين يتم تحديثها. انطلاقاً من ذلك، يمكن أن يساعد كل من تدربوا على الإنعاش على إنقاذ كثيرين في محطيهم ومن أفراد عائلاتهم. كما أقيمت حملات في المجتمع ودورات تدريبية في الجامعات والمدارس، فبقدر ما يتم التوسع بالتدريب على الإنعاش يمكن إنقاذ المزيد من الأرواح في الأماكن العامة أو في أي مكان ما، علماً أن التحرك سريعاً ضروري في حال حصول حالات مفاجئة لأنه يجب الحرص على إنقاذها بالإنعاش خلال ما لا يزيد على 3 دقائق ويجب طلب سيارة الإسعاف في الوقت نفسه.

النهار العربي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى