‘كيلو’ البن بـ100 ألف ليرة ومصرف لبنان لم يدعم سكّر الخبز… مرحلة رفع الدعم غير المنظم انطلقت؟

وصل سعر كيلوغرام البن في الأسواق إلى ما يقارب المئة ألف ليرة لبنانية، فالمصرف المركزي توقف عن قبول ملفات دعم موادّ غذائية. وبحسب المعلومات المتناقلة، فإنّ الدعم يتركز في الوقت الحالي على المحروقات وبعض مكونات ربطة الخبز، وسلع ضرورية أخرى.

وأوضح نقيب مستوردي الموادّ الغذائية هاني بحصلي في حديث لـ”النهار” أنّ “البن الذي ارتفع سعره في السوق كان مدعوماً، فهذه الأصناف توقّف مصرف لبنان عن فتح اعتماداتها، لذلك عاد سعرها إلى المستوى الطبيعي، وهو سعر السوق الذي يتراوح بين 80 ألفاً و90 ألف ليرة لبنانية”.

وتابع أنّ “معظم التجار توقفوا عن تقديم طلبات دعم، لذلك توافرت الموادّ في السوق”.

ولفت إلى أنّ “سعر الدولار الذي يُعتمد حالياً في لوائح الأسعار يدور حول الـ15 ألف ليرة لبنانية”.

ورفعت وزارة الاقتصاد والتجارة صباح اليوم، سعر ربطة الخبز، وذلك بعد توقف مصرف لبنان عن دعم السكر. وأصبح سعر “الربطة الكبيرة” التي لا يجب أن يقل وزنها عن 910 غرامات، من الفرن إلى المستهلك، بـ3000 ليرة لبنانية كحد أقصى. وكذلك صعد سعر الربطة حجم وسط التي لا يقل وزنها عن 395 غراماً وبات 2000 ليرة لبنانية كحد أقصى. وطاول الارتفاع أيضاً أسعار الخبز التي تباع في المتجر إلى المستهلك، وباتت الربطة الكبيرة بـ3250 ليرة لبنانية، والوسط 2250 ليرة لبنانية.

وأشار مصدر من وزارة الاقتصاد والتجارة لـ”النهار” إلى أنّ “مفاوضاتنا مع مصرف لبنان بخصوص الدعم مستمرّة وكان آخرها بعد ظهر أمس، وأرسلنا لهم كتباً عدّة منذ أشهر لدعم الخميرة والسكر بالإضافة إلى القمح ليظلّ سعر الربطة ضمن حدود معقولة وسقف ممكن. وقد وافق مصرف لبنان بعد ظهر أمس عند الساعة الرابعة على ملفات الخميرة، ولكن قال إنّ ملفات السكر قيد الدرس الأمر الذي أدّى إلى تأجيل إصدار الأسعار حتى اليوم. لكن الجدول الذي كان من المفترض أن يصدر الأسبوع الماضي، توجب علينا إصداره اليوم لأنّ الأفران خسرت جرّاء هذا التأخير”.

وسأل المصدر “هل هذه بداية لرفع الدعم بشكل دائم؟”، مضيفاً “الأمر مرتبط باحتياطي مصرف لبنان”. وشدد على أنّ “تأثير رفع الدعم عن الخميرة والمازوت، في حال حصل، سيكون أكبر على سعر ربطة الخبز”.
أشار نقيب أصحاب صناعة الخبز في لبنان وصاحب شركة مخابز Moulin d’Or أنطوان سيف، في حديث لـ “النهار”، إلى أنّ “مصرف لبنان كان يدعم القمح والخميرة والسكر ضمن آلية معيّنة في وزارة الاقتصاد يحظى بموجبها كل فرن على كمية محددة من هذه المواد شهرياً. لكن بعد رفع الدعم عن السكر، لا زال قسم من حاجات الأفران للخميرة مدعوماً، أمّا القسم الآخر فنحن موعودون بدعمه قريباً”، لافتاً إلى أنّه “في حال لم يتم دعم القسم الآخر من الخميرة الأسبوع المقبل، وفي حال عدم ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل إضافي، وفي حال لم يشهد القمح تغيّراً بسعره عالمياً، قد يبلغ سعر ربطة الخبز 3250 في الفرن و3500 ليرة في المتجر، لكن القمح سيبقى مدعوماً”.

وأفاد سيف أنّ “رفع الدعم عن المازوت سيؤثّر حتماً على سعر ربطة الخبز، لذلك نتمنى على رئيس الحكومة وعلى وزير الاقتصاد أن يعطونا المازوت بموجب قسائم شرائية كيلا ترتفع ربطة الخبز كثيراً، فهما يعرفان حصة الطحين من الخبز اللبناني المخصصة لكل فرن شهرياً، وفي دراسة الكلفة، مذكور كم يحتاج كل طن من الطحين من المازوت”.

وأضاف سيف أنّه “في حال رفع الدعم عن المازوت، قد تصل ربطة الخبز تقديرياً إلى نحو 4000 ليرة، لكن الأمر متعلّق أيضاً بأسعار المحروقات حينها وبسعر صرف الدولار “.

أمام هذه المشهدية، لا تزال البطاقة التمويلية عالقة، ومصرف لبنان الذي أكّد أنه لن يستخدم التوظيفات الإلزامية، بدأ بترشيد الدعم إلى أقصى الحدود، ويقول البعض إنّنا دخلنا في مرحلة رفع الدعم غير المنظم، بحيث إنّ مصرف لبنان اتخذ قراره، لكن لا حكومة تواكب هذا القرار أو تمنعه، ولا بطاقة تمويلية حتى اللحظة.

المصدر : النهار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى