لأول مرة في لبنان…تدخل طبي من نوع منظار للرحم يجرى تحت ‘التنويم المغناطيسي’ بدلاً من التخدير العام !

للتخدير العام مضاعفات لا يمكن الاستهانة بها أو التغاضي عنها. لكن لا يمكن أن ننكر أنه يعتبر ضرورياً في حالات كثيرة ولا بديل منه. لكن من التقنيات الحديثة المعتمدة والتي يمكن اللجوء إليها في حالات معينة للاستعاضة عنه التنويم المغناطيسي الذي يبرز اليوم كحل بديل.

في حديث إلى “النهار” تحدث الطبيب الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد الدكتور جوزيف غنيمة عن أول تدخل طبي من نوع منظار للرحم يجرى تحت التنويم المغناطيسي في لبنان وذلك في مركز بلفو الطبي مشيراً إلى ميزات عديدة لهذه التقنية إذا كانت الحالة تسمح بإجرائها.

صحيح أن التخدير العام يبقى إلى اليوم ضرورياً ولا مفر منه ولا بديل منه في كثير من الحالات، كما يؤكد الدكتور غنيمة، إلا أن اللجوء إلى تدخل طبي تحت تأثير التنويم المغناطيسي بدلاً من التخدير العام يشكل سابقة في لبنان وله ميزات عديدة. في تقنية المنظار التشخيصية للرحم التي أجراه الدكتور غنيمة لإحدى مريضاته تم اللجوء إلى التنويم الغناطيسي بدلاً من التخدير.

“يتم اللجوء إلى التخدير لأغراض ثلاثة تقسم بين النوم والحد من الألم وثبات المريض وتجنب الحركة أثناء العملية. علماً أن التخدير يختلف بحسب طول مدة العملية وطبيعتها. المميز في تقنية التنويم الغناطيسي التي يتم اللجوء إليها في تدخل طبي معين أو عمليات معينة في أنها تسمح بتجنب الآثار الجانبية الناتجة عن التخدير والتي لا يمكن الاستهانة بها”.

لكن على الرغم من أهمية التنويم الغناطيسي ومزاياه، يؤكد الدكتور غنيمة أنه لا يتم اللجوء إليها عشوائياً وفي كل الحالات. فثمة أشخاص معينون يمكن أن تجرى لهم استناداً إلى معايير معينة وعلى الشخص أن يكون حاضراً لذلك. كما أن مدة العملية ومعدل الألم من المعايير التي لا بد من أخذها بالاعتبار.

فيمكن اللجوء إلى هذه الطريقة في العمليات التي لا تتخطى مدتها الساعتين، ومن غير الممكن أن تجرى لعملية كبرى قد تطول مدتها حتى 5 ساعات. “يعتبر التنويم المغناطيسي الذي اعتمدناه كثيراً في مجال الجراحة النسائية والتوليد مناسباً بشكل خاص لتقنيات تشخيصية وللـIVF واستئصال الثآليل وغيرها من العمليات الصغيرة التي تسمح بذلك.

شروط اللجوء إلى التنويم المغناطيسي

ثمة شروط لا بد منها لإجراء التنويم الغناطيسي. فإضافة إلى المريض أو المريضة وكونه/ها مستعد/ة لذلك، وطبيعة العملية ومدتها، يشدد الدكتور غنيمة على أهمية تحضير المريض مسبقاً لها. “بعد التأكد من أن المريض مستعد ومناسب لاعتماد هذه التقنية ثمة جلسة واحدة على الأقل مع الاختصاصي في التنويم المغناطيسي.

وفي ما يتعلق بهذه العملية التي أجريناها للمرة الاولى في لبنان بهذه الطريقة، جلست المريضة أولاً مع الاختصاصية في التنويم المغناطيسي كارول منذر لمدة ساعة تقريباً .أما قبل العملية فمن الشروط أيضاً الجلوس مع المريضة لحوالي 10 أو 15 دقيقة في محيط هادئ ومريح حتى تتمكن من الاسترخاء إلى أقصى حد من خلال تحدث الاختصاصية معها بهدوء عن ظروف هادئة تدعو إلى الاسترخاء إلى أن تتمكن من الانتقال إلى حالة النوم والسبات في ما يشبه ما يحصل مع التخدير.

وخلال العملية لا تتحرك المريضة أبداً تحت تأثير التنويم المغناطيسي. مع الإشارة إلى أنه يوضع مصل للمريض وفي حال شعرت بالألم يمكن زيادة جرعة مسكن الألم. إلا أنها تعتبر طريقة مثلى للحد من الخوف والقلق الذي يساور كثر قبل اللجوء إلى عملية.

هذا ويؤكد الدكتور غنيمة أنه لا آثار جانبية للتنويم الغناطيسي كوسيلة يمكن اللجوء إليها في العمليات. وقد أكدت المريضة التي أجريت لها العملية أنها لم تشعر بشيء، وكان آخر ما سمعته هو صوت الاختصاصية في التنويم المغناطيسي التي كانت ترافقها طيلة الوقت في العملية. أما إيقاظها فيتم بسهولة كبرى وبسرعة بعكس ما يحصل مع التخدير العام .

المصدر : كارين اليان ضاهر – النهار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى