لا حكومة في ٢٠٢٠ بل عقوبات… وبقاء الحريري في خطر

ما يُحكى عن مساعٍ لتشكيل حكومةٍ جديدة، وبروز عقدٍ مستجدّة أمام ذلك بعيد كلّ البعد عن الحقيقة. منذ ما بعد تكليف سعد الحريري بأيّام، كان القرار واضحاً: لا ولادة قريبة للحكومة.

تواجه مسار تأليف حكومة الحريري، وهي رابع حكومات هذا العهد، عقدتان أساسيّتان: الأولى، خارجيّة لها صلة باستحقاق الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، والثانية داخليّة مرتبطة بالعلاقة بين الحريري وجبران باسيل.
تعني العقدة الأولى، وهي ثابتة منذ تكليف السفير مصطفى أديب، أنّ لبنان لن يشهد ولادة أيّ حكومة قبل انتخاب رئيس أميركي جديد. وبما أنّ جو بايدن فاز في هذه الانتخابات، فإنّ ذلك يعني انتظار تسلّم الأخير مقاليد الرئاسة في ٢٠ كانون الثاني المقبل وما سيحصل، بعيداً عن الإعلام، من اتصالاتٍ أميركيّة – إيرانيّة حتى ذلك الحين.
أما العقدة الثانية، فيتداخل فيها السياسي والخاص مع المصالح المشتركة أو المتناقضة بين الحريري وباسيل.

حاول باسيل تأجيل الاستشارات. نجح لمرّةٍ، ثمّ واجه في الثانية واقعاً لا مفرّ منه وهو تكليف الحريري. انتظر من الأخير مبادرة باتجاهه، وتلبيةً لمطالبه، وعلى رأسها التمسّك بوزارة الطاقة إسوةً بتمسّك الثنائي الشيعي بوزارة الماليّة. رفض الحريري مساعي أحد الوسطاء لجمعه مع باسيل، كما رفض إبقاء “الطاقة” من حصّة التيّار الوطني الحر.

تدهورت علاقة الحريري بباسيل الذي شنّ محيطه هجوم تسريبات إعلاميّة على ساكن “بيت الوسط”، بينما أصبح رئيس تكتل “لبنان القوي” في موقع الرافض، بصراحة، لولادة حكومة يرأسها الحريري.

تعني العقدتان، باختصار، أنّ ولادة حكومة في لبنان المنهار اقتصاديّاً والمنهك صحيّاً، والذي دخلت فيه “الثورة”، إن استحقّت التسمية، في سباتٍ عميق ومريب، أمرٌ صعب إلا إذا بدأت تظهر نتائج إيجابيّة لقنوات التواصل غير المعلن بين أميركا وإيران، وإلا، أيضاً، في حال وافق الحريري على تلبية طلبات جبران باسيل كلّها. أما زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان فلن تأتي بأيّ ثمار، وقد ينتج عنها قرارٌ بتأجيل المؤتمر الدولي الذي تحضّر له باريس دعماً للبنان.

ويعني ذلك كلّه، استنتاجاً، أنّ استمرار الحريري لأكثر من شهرين إضافيّين في موقع المكلَّف قد يصبح في خطرٍ وقد يُحرَج من رئيس الجمهوريّة ليَخْرُج.

ولا نغفل، بعد ما سبق كلّه، عن أنّ مسلسل العقوبات الأميركيّة لن يتوقّف عند جبران باسيل، الذي سيلقى دعماً من أمين عام حزب الله في كلمته اليوم، بل سيتمدّد أكثر بين صفوف حلفاء الحزب. تابعوا حركة لقاءات السفيرة الأميركيّة في الأيّام المقبلة…

المصدر : داني حداد – mtv

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى