لا عودة الى دولار الـ 1500 وعلى اللبناني اعادة تشكيل نمط حياته من جديد!

ثمة اسئلة يومية يطرحها اللبناني على نفسه صبيحة كل يوم .. اسئلة تؤرق حياته وتنغص معيشته حول يومه وغده ومستقبله الموعود في هذا البلد لبنان.

في الفترة الراهنة بات على اللبناني ان يبدا صباحه بالسؤال عن سعر صرف الدولار واسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها ويحسب الف حساب لبقية ساعات نهاره ..وهو ما زال يلاحق سعر صرف الدولار الذي قفز عداد بورصته السوداء من 1500 ليرة الى 4000 ليرة لبنانية لتاريخه وخلال هذه الفترة البسيطة من الايام ..

ومن بين تلك الاسئلة “هل ان زمن ال 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد لن يعود ابدا وذهب الى غير رجعة” .. و”هل ستتطبع الناس مع الواقع المالي المستجد في نمط ونظام حياتها وسلوكها الغذائي والمالي والاقتصادي والمعيشي” .. “ام انها لن تنصاع ولن تتطبع وستنضم الى الانتفاضة حيث التحركات تعد في الشارع للرد على ما وصل اليه البلد” ..

هناك تاكيدات من معظم العارفين بان الوضع في لبنان لن يعود الى ما كان عليه سابقا بالمطلق , ولاعودة الى دولار ال 1500 ولا حتى الى دولار ال 2000 او 2500 ليرة.. وما على الناس الا معرفة هذه الحقيقة وتغيير نمط حياتهم وسلوكهم وظروف معيشتهم والاستعداد لما هو مقبل ؟..

فكل الدلائل والمعطيات السياسية والاقتصادية والمالية تؤكد بان الدولة لم تعد قادرة ابدا وبالتالي ليست بوارد دعم صمود الليرة امام الدولار وتثبيت سعر صرفه.. لانه ببساطة لم يعد هناك اية قدرة مالية للدولة اللبنانية للتدخل ولجم سعر الصرف.. وخزينتها او ماليتها العامة بصريح العبارة خاوية اما نهبت او هدرت او هربت وصرفت على مشاريع غير منتجة عدا عن الفساد والهدر وما الى ذلك ..

كما ان العالم كله مشغول بازماته الاقتصادية والحياتية وبجائحة “كورونا” .. ولن يكون بمقدور اية دولة راقية ومتحضرة , كبيرة ام صغيرة متطورة ام نامية مد اليد لنا للمساعدة ومعظم الدول تعاني هذه الايام .. عدا عن ان سعر برميل النفط في ادنى مستوياته القياسيه.. وهذا يعني ان لا ضخ للدولار من الخارج لا من دول ولا من مغتربين ولا من سياحة ولا من تبادل اقتصادي وصناعي وتجاري وغير ذلك ..

وفي ظل تلك التاكيدات بان الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي لن يعود ابدا الى ما كان عليه قبل اشهر .. فعلى الناس ان لا تنتظر كثيرا وتتامل في انها ستعود الى حياتها ونمط معيشتها الطبيعية السابقة .. ومن ينتظر العودة الى ما كان عليه كمن ينتظر الوهم ,

وبات المطلوب من اللبناني اليوم ان يكون واقعيا ويبدأ باعادة تشكيل نظام حياته وظروفها من جديد للتخفيف من الاضرار عن نفسه والتاقلم مع المستجدات الراهنة وترتيبها على هذا الاساس والبناء عليه والتفكير جديا بتغيير طريقة معيشتهم والتخلي من الان فصاعدا عن كماليات ظنوا يوما انها حق مكتسب لهم كالاستغناء مثلا عن (الخادمات) مرورا بالمفاضلة بين المدرسة الرسمية والمدرسة الخاصة والجامعة الوطنية او الجامعة الخاصة وصولا الى سائر التفاصيل المعيشية وحتى الغذائية والاستهلاكية ومأكولاتهم اليومية وانتهاء” بمسالة السفر والرحلات للتنزه والسهر في المطاعم وغيرها وغيرها

في حسبة بسيطة كم يساوي الحد الادنى للاجر في لبنان اليوم مع الدولار الذي وصل الى عتبة ال 4000 ليرة .. وكم خسر اللبناني من مدخراته بالليرة اللبنانية وبالدولار ؟.. وكم فقد الراتب الشهري لاي موظف من قيمته الشرائية .. فاكثر من نصف الدخل الشهري لاي موظف قد تبخر حاليا ..

المصدر : محمد صالح – الإتجاه

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى