لا ‘معمول’ في العيد…. الأسعار نار والحق عالدولار او الطمع؟؟!!

“رافقت حلويات الأعياد لا سيّما ​عيد الفصح​ مع بدايات المسيحيّة في ​لبنان​ وتطوّرت على مرّ السنوات، لنصل الى مجموعة لا بأس بها من هذه ​الصناعة​ ولا سيّما اليدويّة منها خلال فترة التحضير لعيد القيامة وأبرزها “معمول العيد” على مختلف أصنافه” بالفستق الحلبي، بالجوز أو حتى التمر…

على مرّ العصور كانت تجتمع نساء العائلة في يوم واحد لتحضير المعمول، وغالبيتهنّ كُنّ يعتبرن هذه العادة المنزليّة “بركة العيد”، في حين تلجأ نسوة الطبقة المخمليّة الى شراء المعمول على قاعدة “شرايتو ولا لَبَكْتو”.

عادة صنع المعمول تختفي!
تقول إلهام وهي ربّة منزل إنها وحتى الساعة لا تعرف الى أيّ من الخيارين تلجأ؟ فهل تصنعه في المنزل أم تشتري كمّية قليلة حتى لا يمرّ العيد دون المعمول؟ هي تجول على السوبرماركت وتسأل عن أسعار المكوّنات ولم تطرق باب السؤال بعد عن “القلوبات” حالياً!. وتختصر الكلام بالقول “شو عملو فينا… ​كورونا​ حرمتنا من تقاليدنا الدينيّة و​ارتفاع الاسعار​ رح يحرمنا من تقاليدنا كمان”.

تشرح سلمى صافي بدورها أنها كانت تصنع لعائلتها في العيد رطلا من السميد ما يوازي 2.5 كلغ من المعمول تقسمه بين الفستق الحلبي والجوز والتمر، ولكن هذا العام إختارت الإكتفاء بالكعك بحليب كبديل عنه لأن تكلفته المنزلية مرتفعة جدا كذلك إذا أردنا شراءه من الخارج.

سعر المعمول المنزلي؟
في عملية حسابية بسيطة الرطل الذي يوازي 2 كيلو ونصف معمول (مقسم بين الجوز والفستق الحلبي والتمر) يحتاج الى 600 غرام فستق حلبي، 500 جوز و1000 غرام تمر اضافة الى سمنة أو يمكن الاستعاضة عنها بالزبدة لتخفيف الدسم، محلب وجوزة الطيب. “النشرة” قامت بجولة لتستعرض أسعار هذه المكونات وماذا يُمكن أن يكلّف المعمول؟.

خلال جولتنا بلغ سعر مجمع سمنة البقرة الحلوب(2000 غرام) 213.000 ليرة، زبدة Lurpack (200 غرام) 30000 ليرة، فستق الحلبي (1000 غرام) 340.000 ليرة، الجوز (1000 غرام) 180.000 ليرة، التمر (1000 غرام) 20.000 ليرة، محلب (200g/72.000 ليرة)، جوزة الطيب (200g/43.000 ليرة).

تشرح ميّ سلوان وهي سيدة تصنع المعمول في منزلها أنه يجب التنبّه الى أنه لا يُمكن إستعمال أصناف غير معروفة من السمنة والزبدة، هنا لا يُمكن اللجوء الى أي صنف مهما يكن لصناعة المعمول، وتؤكّد أنه في العام الماضي لم يكن يتجاوز سعر كيلو الفستق الحلبي لـ150.000 ليرة والجوز 40.000 ليرة… حالياً وبحسابات تقريبيّة بسيطة للرطل (2500 غرام+600 غرام فستق حلبي+ 500 غرام جوز+1000 غرام تمر= 630.000 ليرة (اذا استعملنا السمنة) أو 450.000 ليرة (اذا استعملنا الزبدة)… فهل هذا مقبول؟.

حتّى المعمول بلا سعر؟!
بالمقابل أيضاً قامت “النشرة” بجولة على بعض محلات بيع الحلويات تسأل عن سعر كيلو المعمول أكان فستق حلبي أو جوز أو تمر… فأتى الجواب “ما منعرف شي عن المعمول بعد”، وعندما تُكمل بالسؤال “إذا بدنا كيلو معمول فستق حلبي مثلا كيف منحصل عليه”؟، يأتي الردّ “قبل أربعة أو خمسة أيام تحضر الى المحال لتسجّل “الطلب” وفي حينه نبلغكم عن السعر”.

إذا استكملت الأمور على هذا النحو، سيستمر جشع عصابات التجّار برفع الأسعار وسيمحو تقاليدنا وعاداتنا ليس فقط في عيد الفصح… انّما في جميع أعيادنا المسيحيّة والاسلاميّة. والأهمّ أن سعر المعمول يرتبط ب​سعر الدولار​، أو ما على اللبناني الاّ أن يحشو المعمول بالبرغل والعدس بدل الجوز والتمر!.

المصدر: مقال تحت عنوان “لا “معمول” هذا العيد فالأسعار نار مرتبطة بالدولار: هل نصنع الحَشْوَة من العَدَس والبرغل؟” باسكال ابو نادر في النشرة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى